مطالب بالانفتاح على الجامعات ودعم توثيق الآثار اختتمت أمس أشغال الملتقى العلمي الرابع عشر لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بفندق شيراتون الدوحة، والتي أقيمت تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وشهدت تكريم سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، بمنحها جائزة جمعية التاريخ والآثار لهذا العام وباعتبارها الشخصية المكرمة في هذا الملتقى ولدورها الرائد والمميز في الحفاظ على التراث وصونه ورعايته، وتسلمها بالنيابة عنها سعادة الشيخ ثاني بن حمد بن خليفة آل ثاني. ونظمت الجمعية على هامش الملتقى أمس مؤتمرا صحافيا، برئاسة أمينها العام الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي، والدكتور إبراهيم محمد المزيني، رئيس مجلس إدارة الجمعية، والدكتور محمد حسن العمادي، رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى وعضو إدارة الجمعية وأمين سر الجمعية، أشاد خلاله المتحدثون بنجاح ملتقاهم الذي احتضنته الدوحة، متقدمين بشكرهم لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لرعايته الكريمة للملتقى. إلى ذلك، نوه الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي، بدور الأمانة العامة للمجلس، واتخاذهم قرارا بدعم الجمعية واستضافة الدول الأعضاء لملتقياتهم، لافتا في الآن ذاته أن جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تعد جزءا من المجتمع المدني وتعمل جنبا إلى جنب في البرامج المشتركة التي تطلع بها الأمانة العامة، وهو ما أكده الدكتور المزيني، حينما قال، إن سر نجاح الملتقى كونه في قطر للمرة الثانية، معربا عن افتخاره بأن قطر هي موطن الثقافة والمؤتمرات. وأوضح الدكتور المزيني، أن 9 سنوات في عمر الجمعية قصيرة بالنسبة للتاريخ، لكن الإنجازات تفوق هذه السنوات بكثير، مؤكداً على أن الهدف الذي تتغياه الجمعية يكمن في تحقيق الهوية الحضارية والتاريخية بين أبناء الخليج. وفي جوابه على سؤال ل«العرب»، حول إشراك طلبة الجامعات لحضور مثل هذه الملتقيات، شدد رئيس الجمعية على مسألة ربط الصلة بين الجامعات وإشراك الطلبة الباحثين في حضور الملتقيات وتحسيسهم بأنشطة الجمعية، وهو ما حرصت عليه الجمعية العمومية ظهر أمس في أثناء مناقشة التقرير المالي والأدبي، وجعل هذا الأمر نصب أعينها في الملتقيات المقبلة، فضلا عن تعزيز دور الجمعية في المساعدة على توثيق الآثار لدى اليونسكو التعاون مع الجهات ذات الاختصاص. إلى ذلك، شدد الدكتور إبراهيم المزيني على توقيع مذكرات تفاهم وتعاون مع المؤسسات في دول مجلس التعاون ذات الأهداف المشتركة، مشيراً إلى أن «تاريخنا الحديث هو امتداد لتاريخ قديم بدءا منذ العهد النبوي ومرورا بباقي الحقب والأزمنة»، معربا في الآن ذاته، عن سعادته لتلقي الجمعية في وقت سابق من جامعة قطر لحضور ندوة حول كتابة التاريخ نظمها الصالون الثقافي التابع لإدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والفنون والتراث، وشهدت حضورا طلابيا متميزا. من جانبه، أوضح الدكتور محمد حسن العمادي، أن التحضير لهذا الملتقى بدأ منذ يونيو 2012، بلقاء الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، وترحيبه بفكرة الاستضافة، وإصداره لقرار يهم هذا الأمر، ومتابعته الدقيقة لتشكيل اللجان، وكل ما له علاقة بحسن التنظيم. يذكر أن الملتقى عرف حضور أزيد من مئتي مؤرخ وباحث وخبير آثار من دول مجلس التعاون وبلدان عربية، وعرفت هذه الدورة حضورا نسائيا كبيرا. تجدر الإشارة إلى أن جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تهدف إلى تنمية الفكر العلمي في مجال تخصص الجمعية وتطويره وإتاحة الفرصة للعاملين في مجالات اهتمامات الجمعية للإسهام في تقديم حركة البحث العلمي في مختلف تخصصاتهم وميادين اهتماماتهم، فضلا عن إبراز العناصر التي أسهم بها مواطنو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في التاريخ بمختلف عصوره وتحقيق التعاون بين أهل الاختصاص والمهتمين من رعايا دول المجلس في المجالات التاريخية والآثارية والحضارية بعامة، وتبادل الخبرات والمهارات فيما بينهم. وتسعى الجمعية للعمل على تقوية أواصر الترابط والتعاون بين دول المجلس، وتوثيق عرى المحبة والمودة وصلات القربى بين رعاياه، وذلك من خلال أبحاثها وأنشطتها العلمية وتيسير تبادل الإنتاج العلمي والأفكار العلمية في مجال اهتمامات الجمعية بين الهيئات والمؤسسات المعنية داخل دول مجلس التعاون وخارجها، بالإضافة إلى تقديم المشورة والقيام بالدراسات اللازمة لرفع مستوى الأداء في مجالات اهتمام الجمعية في المؤسسات والهيئات المختلفة لدول مجلس التعاون.