كيري: لولا الجيش المصري لقامت حرب أهلية في مصر * الآلاف من المصريين يتظاهرون أمام البيت الأبيض احتجاجا على اضطهاد «الإخوان» للأقباط واشنطن: هبة القدسي أثنى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ صباح أمس على جهود الجيش المصري في حفظ الأمن وحماية الثورة المصرية وإقامة الانتخابات، مؤكدا أنه لولا الجيش المصري لقامت في مصر حرب أهلية. وأشار كيري، في رده على أسئلة أعضاء اللجنة حول المساعدات لمصر وما يحدث من هجوم من حكومة الإخوان على الأقباط، إلى أن أفضل استثمار قامت به الولاياتالمتحدة هو الاستثمار في المساعدات التي قدمتها للجيش المصري على مدى السنوات الماضية، مشيدا بالتعاون بين البلدين والاتصالات المستمرة التي تتم بشكل يومي بين القادة في الجيشين المصري والأميركي. وأشار إلى أنه تقابل مع المشير حسين طنطاوي عدة مرات. وقال كيري: «الجيش المصري تحمل بكل كفاءة المسؤولية، ولولا الجيش لقامت في مصر حرب أهلية، وقد نفذ الجيش كل ما وعد به فأقام الانتخابات وأعطى السلطة للفائز في الانتخابات». وأضاف: «فاز الإخوان في الانتخابات رغم أنهم لم يكن لهم أي علاقة بالثورة، التي قام بها الشباب المصري، لكنهم جماعة منظمة ولها 80 عاما من العمل، وقد فازوا في الانتخابات وعلينا العمل لدفعهم لتحقيق الديمقراطية مع الإبقاء على علاقتنا الجيدة مع الجيش». وأضاف كيري: «علاقتنا وثيقة على كل المستويات مع الجيش المصري والمخابرات، وكنا نتحدث يوميا طوال فترة الثورة والمظاهرات في ميدان التحرير. والجيش المصري يساعد في حفظ الأمن في سيناء وفي تنفيذ اتفاقية السلام في غزة». وحول سياسة الولاياتالمتحدة في تعاملها مع جماعة الإخوان المسلمين قال كيري: «نحن واضحون مع الإخوان وأقمنا محادثات مباشرة مع الرئيس مرسي حول الحاجة إلى تحقيق توافق مع المعارضة المصرية، وشجعناه على إقامة حوار مع المعارضة، وأبدينا قلقا كبيرا حول اتجاه مصر أن لا يكون لديها توافق واتجاه الإخوان نحو إقصاء الآخرين». وأضاف كيري: «من مبلغ المليار دولار التي وعد بها الرئيس أوباما لمصر قدمنا فقط 190 مليون دولار خلال زيارتي الأخيرة لمصر وقلنا للحكومة المصرية إن أي مساعدات أخرى ستكون مشروطة بقيام مصر بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي على تنفيذ إصلاحات اقتصادية لها مصداقية والعمل على جذب استثمارات وتوفير مناخ صحي للاستثمار وضمانات للمستثمرين أنه لن يتم ملاحقتهم أو تأميم أموالهم وأنه يمكن الاستثمار دون خوف في مصر». وشدد كيري على أن الولاياتالمتحدة ترغب في أن تريى مصر ديمقراطية. وفي هجوم من أعضاء اللجنة حول قيام عائلة مبارك بسرقة جانب من المساعدات الأميركية التي تقدمها الولاياتالمتحدة لمصر ووجود شبهات لثراء عائلة مبارك وامتلاكها لما يقرب من 10 مليارات دولار، وأن المعونة الأميركية لمصر توجه لشراء قنابل من الغاز لمواجهة المتظاهرين، قال كيري: «السؤال: هل تم سرقة أموال المعونة الأميركية لمصر؟ وأقول: نعم، بالتأكيد، لكن الأموال لا تذهب في الوقت الحالي إلى الحكومات وإنما إلى المشروعات، وأحيانا تنجم خلافات مع الدول بسبب إصرارنا على ذلك، وبعض الناس الذين قاموا بسرقة حكوماتهم لم تكن تلك الأموال من أموال المعونة الأميركية وإنما سرقوا عوائد النفط والمعادن النفيسة من المناجم، لذا نطالب مصر الآن بتطبيق الإصلاحات وفرض القانون». ووعد كيري بمراجعة أي برامج يتم تقديمها وإبلاغ الكونغرس عن أي حالة سرقة يتم اكتشافها. وأكد كيري أنه يمكن فرض شروط في بعض الأماكن ولا يمكن فرضها في أماكن أخرى، وقال: «من خبرتي أن لا يوجد حلول يمكن تطبيقها في كل الأماكن لأن كل بلد له طبيعة مختلفة وظروف يتفرد بها». وشدد على أن حجم كل المساعدات الخارجية التي تقدمها الولاياتالمتحدة لا تتعدى «بنسا» من كل دولار تنفقه الولاياتالمتحدة، موضحا أن تلك المساعدات تنفذ الآلاف الأشخاص في كل أنحاء العالم. احتشد الآلاف من المصريين أمام البيت الأبيض ظهر أمس الخميس في مظاهرة سلمية للتعبير عن رفضهم لسياسات جماعة الإخوان المسلمين في مصر والهجوم على الكاتدرائية والتمييز ضد الأقباط. ورفعوا شعارات تتهم جماعة الإخوان المسلمين والداخلية باضطهاد الأقباط والقضاء والإعلام وتدمير مصر وتحويل مؤسساتها إلى مكاتب تابعة لمكتب الإرشاد، كما رفعوا صورا لضحايا حادث الخصوص. وقد نظم عدد من المنظمات المصرية في الولاياتالمتحدة تلك المسيرة التي انطلقت من أمام البيت الأبيض إلى مبنى الكونغرس ثم عادت مرة أخرى للتظاهر أمام البيت الأبيض. وقال مجدي خليل، الناشط في مجال حقوق الإنسان، إنه لأول مرة في تاريخ مصر تهاجم الكاتدرائية المرقسية بالخرطوش والمولوتوف من قبل ميليشيات «الإخوان» والبلطجية، مؤكدا أن الهجوم تم في ظل حماية وزارة الداخلية التي أطلقت الغازات المسيلة للدموع بكثافة على الأقباط داخل الكاتدرائية لتسهيل مهمة المهاجمين، ولأول مرة يتم حرق قبطي حيا بالخصوص في وضح النهار، وينتهي الموضوع بجلسة عرفية والقبض على المجني عليهم من الأقباط كرهائن حتى يتنازلوا عن شكواهم ضد المعتدين. وأكد خليل أن «الإخوان» يهاجمون كافة مؤسسات الدولة ويحشدون أنصارهم لتهديد مؤسسة الأزهر العريقة وشيخها أحمد الطيب، في محاولة لتفكيك الأزهر وتحويله إلى مؤسسة متطرفة، إضافة إلى مطاردة الإعلاميين واستخدام النائب العام لفرض الإرهاب الفكري عليهم. وحول الوضع المتأزم في سوريا، أشار السيناتور بوب كوركر إلى أن الإدارة الأميركية طالبت برحيل الأسد ولم يحدث شيء، وأن مصلحة الولاياتالمتحدة تتطلب في الوقت الحالي عدم التركيز على رحيل الأسد وإنما التركيز على أن لا تسيطر عناصر إرهابية على سوريا، ويكون لها القدرة على زعزعة الاستقرار في البلاد المجاورة، وقال وزير الخارجية الأميركي: «إننا لا نريد عناصر إرهابية تسيطر على سوريا، وعندما طالبنا الأسد بالرحيل كانت مصلحتنا في ذلك الوقت هي رحيله. الآن لدينا مصلحة في مساندة المعارضة، وخلال اجتماعنا القادم في إسطنبول سنناقش كيفية المضي قدما في الطريق وتغيير حسابات الأسد لأن جميع الدول المشاركة في اجتماعات إسطنبول لديها اقتناع بأن القلق الأكبر الآن هو تزايد نفوذ العناصر الإرهابية في سوريا.