اتهم وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمس الأول الأربعاء، الإخوان المسلمين ب «سرقة» الثورة في مصر، في أعنف انتقاد له لهذه الجماعة التي أوصلت محمد مرسي إلى الرئاسة قبل الإطاحة به في 3 يوليو الماضي. وقال كيري في تصريح أدلى به في واشنطن: «إن فتيان ميدان التحرير لم يتحركوا بدافع من أي دين أو أيديولوجية»، مضيفاً: «كانوا يريدون أن يدرسوا وأن يعملوا وأن يكون لهم مستقبل لا حكومة فاسدة تمنع عنهم كل ذلك». وتابع: «لقد تواصلوا عبر «تويتر» و«فيسبوك»، وهذا ما أنتج الثورة، إلا أن هذه الثورة سرقت من قبل كيان كان الأكثر تنظيماً في البلاد.. الجماعة» في إشارة إلى الإخوان المسلمين. واعتبر كيري أن الهدف مما قام به الجيش هو «إعادة الديمقراطية»، حيث أكد أن الجيش المصري يبدي جدية في إعادة الديمقراطية من خلال خارطة المستقبل . ويعد تصريح وزير الخارجية الأمريكي هو أعنف هجوم على نظام جماعة الإخوان المسلمين، حيث يتهم سياسيون مصريون الولاياتالمتحدة بدعم الرئيس المعزول محمد مرسي في مواجهة التظاهرات الحاشدة التي قامت ضده في 30 يونيو الماضي وعزلها الجيش على إثرها. وكانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي أبدتا القلق من الإطاحة بمرسي وطالبا بعودة سريعة الى الديمقراطية. لكنهما لم يصلا إلى حد وصف ما حدث في مصر بأنه «انقلاب»، وقامت أمريكا بتعليق جزء من المساعدات العسكرية التي تقدم سنويا لمصر. وصرح كيري خلال زيارته للقاهرة في مطلع نوفمبر الجاري، وهي الأولى بعد عزل مرسي، بأن الإدارة الأمريكية سعيدة بتقدم مصر نحو استعادة الديمقراطية، وإن حجب جزء من المعونات العسكرية لا يقصد به فرض «عقاب». وقال الرئيس باراك أوباما في سبتمبر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن بلاده اتهمت «على غير حق بأنها تتدخل في الشؤون الداخلية لبلاد أخرى»، واتهمت أيضا في نفس الوقت ب«دعم حكم الإخوان المسلمين في مصر وكذلك بالتخطيط لعزلهم من السلطة».