سمعنا كثيراً عن مصطلحات غريبة ودارجة في مجتمعنا، ولها أسماء تحمل رموزاً مركبة وأخرى غريبة لما فيها من خفايا، ولكن استوقفني مصطلح يكشف عن حجم المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا، لقد أصبح الإنسان في زماننا الحاضر لا تسير حياته بالشكل الطبيعي، إلا باستعانة بالواسطة التي يطلق عليها اصطلاحاً «فيتامين واو» الذي يكاد يعم جوانب كل مؤسسات الدولة، فقد أصبح الظلم منتشراً حولنا، وظهرت للمجتمع طبقات، وضاعت حقوق البشر، وشكّل هذا للناس عائقاً في أخذ حقوقهم، عجز صاحب الحق في أن يسترد حقوقه دون الاستعانة بهذه الواسطة، وأصبح الظالم يجر حبل البراءة إليه عن طريقها، تكاد تنقلب الدينا رأساً على عقب ونحن ننظر لهذه المشكلة أو بالمصطلح الأفضل «المرض» الذي ينتشر بين أوساطنا دون أن نحرك ساكناً لوقف مثل هذه الأفعال، لماذا لا تكون الحياة طبيعية تسير بالنظام واليسر؟ لماذا لا نرى المعاملات في مؤسسات الدولة تنجز بشكل سليم دون تدخل أطراف أخرى لتيسيرها؟ لماذا ولماذا ولماذا؟ إن أردت إكمال الأسئلة، فلن انتهي، القانون أصبح فعلاً ماضياً وخبراً قديماً وعفا عليه الدهر ولم يعد هناك شيء مهم لدى البعض، يا ليتنا اقتبسنا احترام الغرب لقوانين الدولة ومعنى الالتزام عندهم واحترام الذات وتقييم البشر على أساس الإنسانية لا على أساس العرق والقبيلة، أي إنسانية نتحدث عنها ونزعم احتواءها والبعض يتقدم على صاحب الحق دون وجه حق؟ الواسطة تعد مصيبة بل لا أبالغ في وصفي لها بالجريمة في حق كل من يريد أن يقودها وينقاد بها. إن إصلاح الذات يكون عن طريق الفرد لا الجماعة، فإن بادر كل منا بنفسه إلى عدم انقياده خلف هذه الأمور، فسوف يعم العدل والمساواة والحق بين البشر، ويسود الاحترام على جميع أطياف المجتمع، ولن نرى فروقاً بين القبائل والأطياف، ويصبح مقياسنا لتقييم المجتمع مقياساً بشرياً وحياة الإنسان كريمة ومحترمة والجميع متساوون، أسفاً كيف أدعو أمتنا إلى أن تتعلم احترام الحياة والإنسانية من أبناء الديانات الأخرى، ونحن أبناء الدين الحق؟ علي الفضلي