هدى الطنيجي، وام (رأس الخيمة) - أكد سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، أن الحضارات والأمم تقاس عبر التاريخ بثقافتها وموروثها اللذين يظلان شاهداً على وجودها بالرغم من اندثارها. وأشار إلى أنه في الوقت الحاضر، يعد التراث المادي والمعنوي خير سفير للدول إذا ما استطاعت المحافظة عليه وإيصاله للعالم أجمع. وقال سموه، خلال افتتاحه مهرجان تراث الإمارات الثاني الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في رأس الخيمة للعام الثاني على التوالي تزامناً مع اليوم العالمي للتراث الذي صادف أمس الخميس (18 أبريل من كل عام) تحت شعار «البحر»، إن الموروث الشعبي المحلي بما يحمله من عادات وقيم نبيلة يعد مصدر إلهام لأبناء هذه الدولة الذين ارتبطوا بماضيهم وتمسكوا بتراثهم الأصيل المعبر عن الثقافة ألإماراتية الراسخة في وجدان من عاش وتربى على أرض هذه الدولة لكونه أحد أهم ملامح الصورة التاريخية للدولة وجزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية. وأشاد سموه بتنظيم مهرجان تراث الإمارات في إمارة رأس الخيمة تحت شعار «البحر» الذي طالما ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالإنسان الإماراتي، وكان شاهداً على كفاح الآباء والأجداد في تلك الحقبة التاريخية في سبيل توفير العيش والحياة الكريمة من خلال رحلات الغوص والرحلات التجارية التي امتدت إلى الهند وأفريقيا وشرق القارة الآسيوية. وثمن سموه جهود وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في التنظيم السنوي لمهرجان تراث الإمارات الذي يعتبر أحد أكبر التظاهرات التراثية في الدولة والهادف إلى إحياء الموروث الشعبي والعادات والتقاليد لترسيخها في نفوس النشء لضمان تلاحقها عبر الأجيال. ويأتي المهرجان، الذي تستمر فعالياته حتى يوم غد في المركز الثقافي في رأس الخيمة، بمشاركة خمس عشرة جهة حكومية، إضافة إلى اثنتين وعشرين جمعية فنون شعبية لتقدم الإمارات نموذجاً غنياً بمفرداتها التاريخية والتراثية بما يحتضنه البحر من عناصر وآثار وشواهد. وتفقد سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، لدى وصوله، المعرض المصاحب للمهرجان الذي ضم صوراً ومجسمات تراثية مستمدة من التراث البحري للدولة بمشاركة عدد من الجهات الاتحادية والمحلية في الإمارة. وتضمنت فعاليات المهرجان عرض أوبريت «الغوص» من إعداد اللجنة الثقافية والإعلامية في جمعية رأس الخيمة للفنون والتراث الشعبي وأداء الفنان عبدالوهاب الوهابي وألحان الفنان عيد الفرج وتسجيل المهندس علي محمود وإخراج بدر ثاني. وأدى المشاهد المسرحية والاستعراضات الشعبية الذي تدور أحداثه حول رحلة الغوص التي كان يقوم بها أهل الإمارات قبل ظهور النفط التي تستمر أشهراً عدة وسط مخاطر البحر والصعاب التي كان يواجها البحارة في رحلاتهم، الفنان حسن نقي ونوال علي والطفلين عبدالرحمن عمر ونورة خليل ومجموعة من شباب الجمعية. وكرم سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ثلاثة من رموز التراث في الدولة، وهم فرج بن بطي المحيربي رئيس جمعية الغوص وسعيد بن ياقوت بن جوهر وجمعة موسى البقيشي رئيس جمعية رأس الخيمة للفنون والتراث الشعبي. ... المزيد