علي ناصر البخيتي الموروث الديني الإسلامي من الضخامة بمكان ما يجعله ذخراً لأغلب التيارات الدينية التي تستخدمه عند الحاجة لتبرير التناقض في مواقفها لتستمر في السيطرة على عقول أتباعها، فهناك مئات الآلاف من الأحاديث المُدعى نبوتها وهناك الكثير من التأويلات حتى لآيات القرآن الكريم وبالتالي فلا تجد تلك المجموعات صعوبة تذكر في إصباغ الطابع الديني على كل مواقفها وتناقضاتها وازدواجية معاييرها. تمر اليمن حالياً بمرحلة من الاستقطاب الحاد بسبب ما أفرزته أحداث 2011 من تغيرات في المشهد السياسي وعلى التوازنات التي كانت سائدة بين مراكز القوى التقليدية الحاكمة لليمن منذ 35 عاماً. بعد خروج الرئيس السابق صالح من سدة الرئاسة بدأ الكثير من أعضاء المؤتمر الانتهازيين البحث عن سفينة جديدة تحمل فسادهم، فوجدوا ضالتهم في شريك صالح في الحكم على مدى عقود وهم تيار الإخوان "الإصلاح" وعلي محسن الأحمر، فاستغلوا الثورة ليعلن بعضهم الاستقالة من المؤتمر أو يعلن الولاء لسفينة الفساد الجديدة مع بقائه في المؤتمر، ومن ثم تقوم وسائل إعلام الإصلاح بتلميعهم قليلاً قبل أن يتم تعيينهم هنا أو هناك وتحت مسمى مناصري الثورة. تيار الإخوان وفي المرحلة الانتقالية الحالية في حاجة لكل هؤلاء ليُحكم سيطرته على مقاليد الأمور تمهيداً لإخراج المؤتمر الشعبي العام من الحياة السياسية والحزبية ووراثته شرعياً بحكم الشراكة في تأسيسه. مناصرو الثورة لم يتربوا في كنف حركة الإخوان، لذلك فولاؤهم سيظل محل شك مهما اجتهدوا في إظهاره، إضافة إلى أن تنقلهم من مكان إلى آخر يجعلهم مؤهلين لتغيير ولائهم مرة ثالثة ورابعة وهذا بدوره يجعل أي طرف ينظر إليهم بعين الريبة. وبما أن الموروث الديني جاهز لتبرير نقض العهود والمواثيق وحتى الأيمان، وكما قال اليدومي إن صالح كان "كرتاً" بأيديهم بعد عقود من العهود والمواثيق الكثيرة بينهم، فسيتم التخلي عن مناصري الثورة لاحقاً على اعتبار أنهم من "المؤلفة قلوبهم"، لذلك أنصح الإخوة أعضاء المؤتمر وغيرهم أن يفكروا مئة مرة قبل الانتقال إلى الطرف الآخر حتى لا يكونوا من المؤلفة قلوبهم. - الأولى