انطلاقاً من أهمية القراءة لبناء الحضارة والإنسان، وحرصاً على غرس هذه القيمة في الأجيال القادمة، تقوم تعليمية الشارقة بإقامة العديد من المشاريع وورش العمل التي تحض الطالب على القراءة، بالتعاون مع إدارات المدارس والكوادر التعليمية، في غرس مفهوم حب القراءة لدى الطالب، وربطه بالحدث الثقافي بشكل مباشر من خلال توطيد علاقته مع المكتبة وإبراز قيمة الكتاب في ذهنه، لتنمية حسه الإبداعي وتوطيد علاقته مع القراءة منذ الصغر، "الخليج" أجرت العديد من اللقاءات للتعرف إلى هذه المشاريع، ورصد تفاعل الطلاب معها ومدى إقبالهم عليها، من خلال ملاحظات المشرفين عليها في المدارس والمكتبات: تقول فاطمة دبن "أمينة مكتبة مدرسة البطائح" عن تفاعل الطلبة مع مشروع (كلنا نقرأ) إن المكتبة موجودة في المدرسة دوماً، لكن المشروع يسعى إلى تفعيل دور المكتبة بالنسبة للطالب، وقد بدأنا بتطبيقه قبل أسبوعين، والهدف أن يعتاد الطالب على القراءة، لغرس عادة القراءة لدى الطلبة، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي لاهتمامه الشديد ببناء جيل مثقف ومحب للقراءة، وقد قمنا بتطبيق المشروع على مختلف المراحل في مدرستنا، كل مرحلة حسب الفئة العمرية التي تضمها، الصف الأول الابتدائي عملنا لهم مشروع (نادي القراءة) حيث نضع لهم بعض القصص البسيطة في المكتبة ونشجعهم على قراءتها لنبدأ بتعويدهم على حمل الكتاب، وقد قمنا بعمل مشروع (قصتي من تأليفي) للمرحلة الابتدائية، والذي يعتمد على أن يشارك الطالب أو الطالبة في تأليف القصة، حيث تأخذ الطالبة بعض القصاصات الورقية والصور وتقوم ببناء القصة عليها من خلال الرسم حيث إن الطفل يتفاعل مع الصور . وتضيف: المشروع اختياري بالنسبة للطلبة، ولكننا نقوم بتشجيع الطلاب على المشاركة من خلال الفعاليات والأنشطة التي تجذبهم، ومن خلال تقديم ما يتناسب مع كل فئة عمرية، وأرى أنه يجب أن يكون هناك تعاون بين مؤسسات المنطقة التعليمية وبين المدارس وأولياء الأمور أيضاً لنحصل على أفضل النتائج مع الأطفال، مثلأ أن يكون للأهل أيضاً برامج ثقافية، فإذا لم يرَ الطالب أهله يقرأون لن يكترث كثيراً للقراءة، فدورهم مهم ولا يمكننا أن نغفله . وتؤكد: القراءة تنمي ذكاء الطلبة، وقدرتهم على التركيز، ويعتمد غرس حب القراءة على الأنشطة التي يمارسها الطالب مع المعلم، فعلينا أن نكون حريصين على اختيار الكتب التي تناسب عمره وتنتمي إلى عصره، فهو لن يحب الكتب القديمة حتى وإن كانت مناسبة لعمره، وأنوه هنا أن على الأهل أن يتابعوا أبناءهم وينتبهوا للكتب التي تقع بأيدي الأبناء، فالكتاب سلاح ذو حدين، وقد يقع كتاب في يد الطالب يؤثر على مبادئه وانتماءاته لهذا علينا أن نعرف كيف نبرمج أطفالنا . وتقول "عائشة الراشد" أمينة مكتبة مدرسة النخيلات: مع بداية العام الدراسي قمنا بتطبيق برنامج (قراءتي سر إبداعي) لاستقبال الطلبة في المكتبات مع بداية العام الدراسي الجديد، ويهدف البرنامج إلى نشر القراءة بين الطلبة ودمج الأطفال وتعويدهم على مركز مصادر التعلم، لكي يرتبطوا به ويقبلوا على المكتبة ويبدعوا فيها، ونحن نقوم باستقبال الطلبة في المكتبة يهدف تعريفهم على البرنامج والمشاريع التي ننفذها في المكتبة، كما نطلعهم على كل ما هو موجود ونقوم بالشرح لكل طالب بمفرده . وتضيف: لكي أعرف بالمشروع في المدرسة أقمت حفلاً ترفيهياً مع بداية العام الدراسي، وأحضرت المهرجين ليلعبوا مع الأطفال، لأوجه رسالة ترحيب من قبل المكتبة لهم بمناسبة بدء العام الدراسي، وبعدها بدأنا مع الصف الأول محاولين جذبهم إلى المكتبة من خلال النشاطات التي تتناسب مع سنهم، وأيضاً تعليمهم سلوكيات المكتبة، وقد أعددت جلسة للحكايات في المكتبة، لأجمع الطالبات حولي وأقص عليهم الحكايات والغاية هنا تعليمهم الخطابة والإلقاء، إضافة إلى مشروع مسرح العرائس الذي تحمست له الطالبات كثيراً . وتضيف: المشروع مبدع وإيجابي، ويطبق لأول مرة ومن خلال القراءة والطالبات يقمن بأرشفة القصص والكتب بأنفسهن، وأدربهن على الكتابة، حيث أطلب منهن أن يعيدوا كتابة القصة التي قرأنها بطريقتهن الخاصة، وأحاول أن أعدهنّ ليكنّ كاتبات صغيرات، فالموهبة تتشكل في هذا العمر المبكر وعلينا أن نرعاها . وتعبر "علياء حسن الشامسي مديرة مدرسة الإبداع" عن مدى إعجابها بالمشروع قائلة: الطلاب أصبحوا بحاجة ماسة لتذكيرهم بالقراءة وتشجيعهم عليها، لأن اعتيادهم على استخدام شبكة الإنترنت، جعلهم بعيدين عن القراءة وعن الكتاب وأكثر ميلاً للقراءة الإلكترونية والثقافة . وتضيف: نحن نريد أمةً تقرأ، ولهذا أنا متحمسة وأعتبره مشروعاً حيوياً وضرورياً، وأذكر قبل سنوات عدة أن تعليمية الشارقة كانت قد أطلقت مشروع القراءة، وكانت فكرة المشروع أن يلزم الطالب بالقراءة، وأن يقدم ملخصاً عن الكتاب الذي قرأه بعد الانتهاء من قراءته، ولاحظت أن المشروع حقق نقلة نوعية لدى الطلاب، من حيث تأثرهم بالمقدرة على الكتابة والتعبير، وغنى معجمهم اللغوي الذي ظهر واضحاً في كتاباتهم فيما بعد، وكانت تجربة جميلة وممتعة حقاً . ويقول: محمد بخيت "مساعد مدير مدرسة الرفيعة للتعليم الأساسي والثانوي" للبنين إن المدرسة بدأت بتطبيق المشروع، حيث يشرف مدرسو اللغة العربية على إدارة هذا النشاط، ويقوم الطلاب بالقراءة عبر إذاعة المدرسة باللغة العربية الفصيحة، لتدريبهم على الفصاحة والخطابة، إضافة إلى تخصيص الحصص المكتبية وتولي أمين المكتبة مهمة حث الطلاب على القراءة ومساعدتهم بانتقاء الكتب المناسبة لأعمارهم، حيث يطبق المشروع على طلاب الحلقة الثانية، ومع أن الأمر اختياري بالنسبة لهم إلا أنه من الملاحظ إقبالهم على استعارة الكتب والحضور الجيد في المكتبة . وتشرح لنا "وحيدة عبدالعزيز محمد - رئيسة وحدة المصادر" عن الدور الذي تؤديه تعليمية الشارقة في زرع حب القراءة في الطالب من خلال المشاريع التي تقوم بها قائلة: ستطلق تعليمية الشارقة مشروع (كلنا نقرأ) الذي يتزامن مع المعرض الدولي للكتاب في الشارقة اعتباراً من 7 - 17 من الشهر الجاري، وهو يشمل كل مدارس الشارقة، بهدف ربط الطالب بالحدث الثقافي، وغرس حب القراءة لدى طلابنا، وتتضمن نشاطات المشروع تعريف الطلاب بدور النشر، وأهم إصداراتها من خلال الإذاعة المدرسية، إضافة إلى إقامة ورش قراءة داخل المدرسة، وهناك لوحات إرشادية تشجع الطلاب على القراءة ودعوات لأولياء الأمور للمشاركة في الحدث الثقافي والانضمام إلى أبنائهم . وتضيف: هناك أيضاً مشروع (القاعات الوطنية) الذي أطلقناه قبل عامين، وقد قمنا بافتتاح 33 قاعة وطنية في المدارس حتى الآن سميت بأسماء مؤسسي دولة الإمارات وحكامها، والهدف منه إبراز الجوانب المضيئة في تاريخ الإمارات وتقدير الجهود التي بذلتها الشخصيات الوطنية، وتنمية المفاهيم الوطنية لدى الطالب عن طريق القراء، ويخصص ركن خاص في كل مدرسة لإصدارات صاحب السمو الشيخ "سلطان بن محمد القاسمي"، ونعتزم استكمال القاعات في مدارس الشارقة كافة في أسبوع عيد الاتحاد الوطني، حيث تقام احتفالية خاصة في كل مدارس الشارقة بمناسبة إنجاز المشروع في يوم العيد الوطني للإمارات وتكمل: انتهينا مؤخراً من مشروع (قراءتي سر إبداعي ) الذي انطلق بالتزامن مع بداية العام الدراسي، واستمر لمدة شهر، وكان يهدف إلى تعريف الطالب على كل مصادر التعلم، وقد تضمن العديد من الفعاليات كاستضافة شخصيات مهمة في مجال الثقافة والأدب ليتعرف الطالب إليها عن قرب وتمثل نموذج قدوة بالنسبة له، ونلاحظ الأثر الإيجابي لهذه المشاريع من خلال التقارير التي ترسلها إدارات المدارس لنا وتعاونها معنا، ونعمل حالياً على مجموعة ورش تتم بالتعاون بيننا وبين أمينات مراكز مصادر التعلم، والموجهين وأعضاء الهيئة التعليمية والإدارية، وبعض عناوين هذه الورش: (عن تراث أجدادنا) و(أغلفة كتب وفواصل ) و(المكتبة المنزلية )، وقرائية وإبداعية داخل معرض الكتاب . ويشير " بابكر بشير محمد "وجه مراكز مصادر التعلم في الشارقة" إلى أهمية الورش والنشاطات التي تطلقها تعليمية الشارقة، ويقول: تعتبر المكتبة المنزلية أداة مهمة من أدوات التعلم المستمر بالنسبة للأبناء، وهي تعتمد على الطالب بشكل أساسي، حيث يقتصر دور المعلم على القيادة والتصحيح، وهذا ينطبق أيضاً على العملية التعليمية عامة في الوقت الحاضر، حيث أصبحت تعتمد على جهد الطالب واجتهاده بالبحث والسعي خلف المعلومة، وتعد هذه الورشة تتمة لمشروع (ثقافة بلا حدود) التي تهدف للتعريف بأهمية المكتبة المنزلية، وتقوم الورشة على تعليم الطالب كيف يحتفظ بكتبه وكيف يوثق لحياته، وتهدف الورشة إلى توطيد علاقة الطالب مع القراءة، حيث تصبح جزءاً من عاداته اليومية، ونقوم أيضاً بتعليمه كيف يرتب مكتبته ويوسعها، وكيف ينظم عملية الاستعادة بأرشفة المكتبة المنزلية، وندعو للقراءة المشتركة بين كل أفراد الأسرة ليستفيد الجميع، وهناك مسابقة تابعة لمشروع (ثقافة بلا حدود) لأفضل مكتبة منزلية . ويلفت إلى أن هناك ورشة أخرى تهدف إلى تعريف الطالب كيفية الاستفادة من الصحيفة أو المجلة بعد قراءتها، لما لهذه المنشورات من أهمية تاريخية أو علمية، فمن المعروف أن أحدث المعلومات والأحداث المهمة التي ترافق فترة ما، تكون منشورة على هذه الصحف أو المجلات، وهنا نقوم بتعليم الطالب كيف يؤرشف الموضوع ويقوم بعمل بطاقات يسجل فيها بيانات الموضوع كاسم الصحيفة والعدد الذي نشر فيه الموضوع، إضافة إلى عنوان الموضوع، وهذه عملية توثيقية تنمي قيمة التوثيق داخل الطالب . ويلفت "سعيد الكعبي مدير تعليمية الشارقة" إلى الإقبال الكبير للطلبة وتفاعلهم مع هذه المشاريع، يقول: هناك إقبال كبير من الطلاب للمشاركة في المشاريع القرائية، حيث يشارك الطلاب في إعداد وتنفيذ البرامج القرائية مع أمين مركز مصادر التعلم، ونحن نرصد مدى استفادة الطلبة من هذه المشاريع من خلال التقارير المعدة بعد كل مشروع مطبق من خلال نتاجات التعلم، وهي تعرض إنتاج الطلاب بعد تنفيذ كل برنامج (التقارير - البحوث - أوراق العمل) الموجودة في مراكز مصادر التعلم والقاعات الوطنية، ونتاجات المسابقات القرائية (قطار المعرفة) وغيرها من المسابقات القرائية، وسجلات الاستعارة وتردد الطلاب على مراكز مصادر التعلم، وعروض الطلاب في الملتقيات الثقافية والتراثية والمعارض اصدارات الطلاب سواء الإلكترونية أوالورقية مشاركة الطلاب في مهرجان المسرح المدرسي وقدرة الطلبة على الإلقاء . قراءتي سر إبداعي المشروع القرائي "قراءتي سر إبداعي": نفذ المشروع في بداية العام الدراسي من 15 سبتمبر إلى 30 أكتوبر ويهدف الى تعرف الطلاب إلى موجودات مراكز مصادر التعلم وما يحتويه من كتب ومراجع ومصادر متنوعة تسهم في دعم المناهج الدراسية واكتشاف الطالب المبدع وتم تنفيذ العديد من الفعاليات منها إقامة الورش القرائية بعد قراءة الكتب والقصص ودعوة الشخصيات الثقافية في الدولة للمشاركة في الفعاليات مشاركة الطلاب قراءاتهم . برنامج المهارات القرائية المستهدفون في برنامج المهارات القرائية طلاب المرحلة التأسيسة الحلقة الأولى ويهدف البرنامج إلى تخصيص حصة في الاسبوع لكل فصل في مركز مصادر التعلم وتتنوع البرامج من (التعرف إلى الموجودات - قراءة القصص - التعرف إلى أجزاء الكتاب - التعرف إلى اقسام المركز - كتابة القصص - التلخيص وغيرها من المهارات كلنا نقرأ: اطلاع الطلاب على ما هو جديد وربطهم بالأحداث الثقافية في إمارة الشارقة وإطلاق برنامج ثقافي يتواكب مع الحدث: 1-تخصيص برامج الإذاعة المدرسية لمواكبة الحدث . 2- تنفيذ زيارات للمعرض والمشاركة في الورش المقامة على هامش المعرض 3- تعريف الطلاب بإصدارات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حفظه الله، وتخصيص ركن في المكتبة لعرض الإصدارات . 4- وضع اللوحات في مدخل المدرسة للتعريف بالحدث الثقافي . 5- عرض قصيدة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حفظه الله، "منابع العز" ووضع القصيدة في مدخل المدرسة . 6- تنفيذ ورش قرائية وطرح مسابقات ثقافية للطلاب, 7- تعريف الطلاب بدور النشر المتميزة والإصدارات الثقافية من الكتب والمراجع . 8- تعريف الطلاب بمؤسساتنا الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة وتشجيع الطلاب على كتابة التقارير وإجراء اللقاءات الصحفية أثناء تواجدهم في المعرض . مبادرة القاعات الوطنية: افتتاح 33 قاعة وطنية في منطقة الشارقة التعليمية التي تهدف إلى تنمية مهارات التعلم الذاتي والبحث والاستقصاء وصقل القدرات الإبداعية والابتكارية لدى الطالب وإعداد مشاريع قرائية وطنية .