تاريخ النشر: 2013-04-25 (All day) ينفذ الاتحاد العربي السعودي للسباحة خطة إستراتيجية لتطوير الألعاب المائية على ثلاثة محاور مختلفة رياضياً وثقافياً واجتماعياً في السعودية، وتستهدف اكتشاف وبناء قاعدة عريضة من الشباب السباحين ينافسون على المستوى الدولي. وحسب الأمين العام للاتحاد محمد بن علي الغامدي، فإن عملية التخطيط للمشروع، والذي وضعت خطته لتنفيذها منذ 18 شهرا تقريباً، يستغرق خمسة أعوام كمرحلة أولى. واعتمد في بناء برامج المشروع على تجارب الدول المتقدمة عالمياً في السباحة وهي الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكندا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلاندا. ووفق أمانة الاتحاد فإن المشروع لم يخرج من العدم بل مر بمراحل عدة من العمل والتخطيط، الذي بدأ بتحديد مواطن القوة والضعف من خلال العودة للماضي وتشخيصه والتواصل مع المهتمين بالسباحة وتدوين الدروس المستفادة، لافتين إلى أن أبرز نقاط القوة ولله الحمد هي توفر بنية تحتية بمواصفات عالمية، فيما تركزت نقاط الضعف في قلة عدد الأندية المسجلة للألعاب المائية مما ترتب عليه عدم وجود قاعدة عريضة من الشباب لممارسة هذه الرياضة في السعودية. وذكروا أن هذه الأسباب وغيرها جعلتهم يتوجهون إلى الاستفادة من المدارس العالمية في رياضة الألعاب المائية وزيارتها ودراسة مناهجها عن كثب تحت ظل الاتفاقيات الدولية التي تجمع السعودية بتلك الدول الصديقة. وشكلت فرق استشارية من خبراء دوليين من كندا وبريطانيا وأستراليا لعرض كافة الأفكار والبرامج التطويرية من التجارب الخمس العالمية بهدف إعداد برنامج متكامل شامل استراتيجي يهدف إلى تعزيز ثقافة التميز الرياضي وبناء منظومة متطورة للألعاب المائية في السعودية، ليتمخض عنه المشروع الوطني لتطوير الألعاب المائية، والذي لاقي بدوره إشادات من كل المهتمين. ووصفت أمانة الاتحاد المراحل التالية لهذا المشروع الاستراتيجي بأنها الأهم بدءاً من عرض المشروع بعد اكتماله على الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بن فهد، الذي رحب بالمشروع وأشاد به ووصفه بالمشروع المتميز والمتكامل "والذي نرجو من الله أن يكون اللبنة الأولى والقدوة لمشاريع ناجحة في الاتحادات الأخرى". ثم وجه بتكوين فريق عمل على أعلى مستوى إداري للإشراف على المشروع لضمان نجاحه وتنفيذه بالشكل المأمول وذلك برئاسة رئيس الاتحاد العربي السعودي للسباحة الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد الله وعضوية كل من وكيل الرئيس العام لشؤون الرياضة فيصل النصار، ووكيل الرئيس العام لرعاية الشباب د. فهد الباني، ومدير عام الشؤون الفنية المهندس فهد الغانم، وأمين عام الاتحاد العربي السعودي للسباحة مقرر اللجنة محمد بن علي الغامدي. وأوضح مدير وحدة إدارة المشاريع بالاتحاد فلورس أن من أبرز مخرجات هذا المشروع الوطني لتطوير الألعاب المائية 13 برنامجاً طموحاً تمكن الرياضيين من تحقيق إنجازات مميزة دولياً، وتفعيل دور الشركاء والمجتمع والأفراد في بناء الهرم الرياضي للألعاب المائية والاستفادة من مقدرات الوطن وبنيته الرياضية التحتية، وفق إشراك وحراك مجتمعي في كل الاتجاهات ومع جميع الجهات الحكومية والخاصة بثقافة عمل الفريق الواحد. وذكر المدير التنفيذي للأنشطة الرياضية بالاتحاد نيكولاس بأن برامج المشروع الوطني تتخطى حدود الرياضة بمفهومها التقليدي لتشمل تغيير ثقافة المجتمع لبناء جيل جديد من خلال شراكة رياضية تهتم بالمجتمع وثقافته مع الوزارات والهيئات الحكومية والقطاع الخاص، فعلى سبيل المثال تم الانتهاء من وضع التصور النهائي مع وزارة التربية والتعليم لفتح المجال أمام 450 ألف طالب لتعلم السباحة بهدف مسح أمية السباحة لدى الأطفال من سن 6 سنوات إلى 12 سنة واكتشاف المواهب من الصغر لرعايتها وتنميتها وصقلها، الأمر الذي يشكل في بناء التميز الرياضي ويساهم في الرقي من المستوى الفكري والثقافي لدى هذا النشء مما سيعود بالأثر الإيجابي عليهم وعلى أسرهم وبالتالي على المجتمع والوطن وسيحقق معه النجاح العلمي والرياضي وهو ما يصبو إليه الجميع. كما أضاف عضو مجلس إدارة الاتحاد زياد كشميري أن المشروع الوطني نفذ مع وزارة الصحة معرضاً مشتركاً ليوم القلب العالمي داخل مسبح الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمنطقة الشرقية والواقع تحت إدارة الاتحاد العربي السعودي للسباحة، وكان الهدف منه توعية المجتمع بجميع شرائحه للحفاظ على صحتهم من خلال ممارسة الرياضة كإحدى وسائل الوقاية، واتفق الطرفان على إقامة معارض مشتركة مقبلة بمشيئة الله. وذكر المدير التنفيذي لبرنامج الإنقاذ والسلامة بالمشروع روجر أنه تم الالتقاء بمدير عام الدفاع المدني بالسعودية وبحث أوجه التعاون تحت مفهوم (شركاء في السلامة المائية) كأحد برامج المشروع الوطني، وقد رحب وفريق عمله بالاتحاد كجهة رسمية معتمدة لديهم، وانطلق العمل في أول جهد مشترك وعلى مسابح الرئاسة العامة لرعاية الشباب في 11 منطقة وفق معايير ومراحل اختبار دولية وذلك للحفاظ على سلامة الوطن والمواطن من خلال الشراكة في تقييم المستوى الفني لإجادة السباحة الأولية الحرة للمواطنين المتقدمين للعمل في الدفاع المدني من خلال الاتحاد العربي السعودي للسباحة، حفاظاً على أرواحهم عند قبولهم كرجال دفاع مدني يعول عليهم للحفاظ على السلامة والإنقاذ في المسطحات المائية المختلفة، ومن بعد قبولهم والتحاقهم يتم تطوير أدائهم الفني في السباحة والغوص من خلال دورات تهتم في هذا النوع من الأنشطة. الجدير بالذكر أن الرئيس العام لرعاية الشباب وجه بإيقاف إصدار جميع الشهادات الخاصة بالسباحة بأنواعها والإنقاذ والسلامة التي تمنحها الأندية والمكاتب التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب والمراكز الرياضية الخاصة والأفراد لتكون مقتصرة على الاتحاد العربي السعودي للسباحة في جميع أنحاء السعودية وذلك لتوحيد الإجراءات وضمان جودة الإشراف والمتابعة وفق أعلى معايير التدريب والسلامة والمتوفرة في برنامج المشروع الوطني لتطوير الألعاب المائية. كما ذكر المدير التنفيذي لبرنامج تعليم السباحة ماثيو أن المشروع اهتم بإعداد معلمي للسباحة والمنقذين كركيزة أساسية في المشروع والذين تجاوز عددهم 300 في 5 أشهر وذلك بتأهيلهم وتطويرهم بشكل احترافي من خلال دورات دولية معتمدة تم تنفيذها مع اتحادات ومنظمات دولية لمعلمي السباحة والإنقاذ والسلامة، وتضمنت الدورات مجموعة من المواد النظرية والعملية تتمثل في تنظيم وإدارة مدارس تعليم السباحة، السمات الشخصية لمدرب السباحة، والإصابات والإسعافات الأولية، وتطبيقات عملية على الإسعافات الأولية، وقانون السباحة، والانتقاء في رياضة السباحة، والإنعاش القلبي الرئوي، وخصائص المراحل السنية المختلفة، وعوامل الأمن والسلامة داخل مجمعات السباحة المغلقة والمفتوحة والشواطئ، وأساليب تقويم معلم السباحة. وتهدف هذه الدورات إلى إشراك السعودية في المنظومة الدولية للمعلمين الدوليين تحت إشراف الاتحادات الدولية، ونشر الوعي والثقافة الخاصة بتعليم السباحة في المجتمع السعودي، وخدمة الرياضة والرياضيين والأفراد وذوي الاحتياجات الخاصة، وإعداد وتأهيل مجموعة من المهتمين للقيام بمهام تعليم السباحة، وإعداد ناشئين يجيدون السباحة من خلال إعداد وتجهيز معلمين ذوي كفاءة.