الدوحة عمر عطية أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس فضيلة الشيخ عكرمة صبري، أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين أقوى من أي حوار، مشدداً على أنه لا مجال هناك لحدوث صراع أو فتنة طائفية. وطالب خلال كلمته التي ألقاها أمام مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان، اليوم الخميس، الأممالمتحدة بتبنّي القرارات التي تصدر عن المؤتمرات وتنفيذها وحمايتها ومعاقبة من يخالفها لأنه إن لم يكن هناك قوى سياسية لحماية القرارات فلا فائدة منها، مناشدة المنظمة الأممية بتجريم من يتعرض بالاساءة لأديان والأنبياء سواء من خلال المقالات أو الرسومات. وقال خلال جلسة "تجارب شخصية ناجحة في حوار الأديان"، إن مدينة القدس بخاصة وفلسطين بعامة تحتضن مسلمين ومسيحيين منذ الفتح العمري لمدينة القدس سنة 15 هجرية 636 ميلادية على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأصدر حينها الوثيقة الشهيرة والمعروفة ب"العهدة العمرية" والتي هي بمثابة دستور يوضح العلاقة القوية والواضحة بين المسلمين والمسيحيين، والتي تتضمن مبادئ سامية وحضارية ومنها حرية أداء العبادة للمسيحيين والمحافظة على أماكن العبادة وإقرار التعددية والاحترام المتبادل بين الناس، وأن الجميع هم مواطنون. وتابع: تحتضن مدينة القدس المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وكانت أسرتي تجاور عائلة مسيحية ولم أدرك منذ طفولتي أن جيراني مسيحيون إلا بعد أن كبرت بي السن، وذلك للدلالة على أن أهلي لم يكونوا ليشعروني بالفرق فيما بيننا، ولم يحصل أي نفور أو جفاء بيني وبين أولادهم، بل كنا نشعر سوياً بأمن وأمان وباحترام وانسجام. التجربة التعايشية واستعرض فضيلته تجاربه مع التعايش السلمي بين أهل الديانات المختلفة خاصة في أرض فلسطين، موضحاً: كنت أطبع كتبي بمطبعة المعارف بالقدس وهي مللك لصاحبها وهو مسيحي، وذلك بسب المعاملة الصادقة، ولذلك فضلت دون غيرها من المطابع دون تعصب رغم وجود مطابع لمسلمين. وأضاف: طبيبي الخاص مسيحي ولازلت اتعالج عنده رغم وجود أطباء مسلمين، كما أنني أشتري احتياجاتي من الأطعمة والأشربة من دكان تعود ملكيتها لمواطن مسيحي التجربة العملية وفيما يتعلق بالتجربة العملية، قال: قمنا بتشكيل لجنة إصلاح في مدينة القدس مكونة من مسلمين ومسيحيين بهدف معالجة أي مشكلة بالتراضي قد تقع بين مسلم ومسيحي. وذلك لكي نقطع الطريق على المتربصين من المحتلين لفلسطين حتى لا يلجا المواطنون إلى المحاكم الإسرائيلية، ولكي نؤكد أن الخلاف هو خلاف شخصي وليس نزاع طائفي. المشاركات الميدانية وأشار إلى أنه عندما حصل الاعتداء الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك بحرق منبر صلاح الدين عام 1969 هبّ المواطنون جميعاً مسلمين ومسيحيين لاطفاء الحريق ولإقامة مسيرات غاضبة على الجريمة النكراء، وفي كل مرة يحصل اعتداء اسرائيلي على المساجد يشاركنا المسيحيون في غضبنا ويتضامنون معنا في مسيراتنا، والعكس صحيح، حيث يشارك المسلمون المسيحيين في مسيراتهم في حال تم اي اعتداء إسرائيلي على الكنائس. وحين تم نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وقف المسيحيون إلى جانب المسلمين في فلسطين استنكارا للتطاول على رسول الله، وكذلك الأمر حينما نشرت إساءات للنبي عيسى عليه السلام وقف المسلمون إلى جانب المسيحيين في فلسطين استنكارا للتطاول على نبي الله عيسى بن مريم عليهما السلام. الخاتمة وشدد على أن التعايش بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين أقوى وأعمق من الحوار فيما بينهم، حيث نحن لا د في فلسطين لا داعي للتحاور فيمات بيننا، بل نتعايش معا في نطاق أسرة واحدة وشعب واحد ونسيجح واحد ولا مجال للصراع الطائفي في بلادنا، ونحن جميعا مسلمين ومسيحيين ملتزمون بالعهدة العمرية منذ الفتح العمري للمدينة سنة 15 هجرية 636 ميلادية وحتى يومنا هذا، بل حتى قيام الساعة إن شاء الله. واختتم كلمته بقول الله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ". وأيضاً قول الله سبحانه وتعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ".