الرياض - رويترز يرى محللون أن التذبذب في نطاق ضيق صعوداً وهبوطاً سيصبح سمة التداولات في سوق الأسهم السعودية بعد انتهاء موسم إعلان النتائج الفصلية والتوزيعات النقدية ولاسيما في ظل غياب المحفزات الإيجابية الضرورية لاستعادة الزخم بأكبر سوق للأسهم في الشرق الأوسط. ويلقي تراجع أسعار النفط وضبابية الرؤية بشأن الاقتصاد العالمي بظلاله على قطاع البتروكيماويات الذي يشكل الجزء الأكبر من رسملة السوق وهو ما يجعل التوقعات بالصعود القوي على المدى القريب أمراً مستبعداً. وبلغت مكاسب المؤشر السعودي 5.5 في المئة فقط منذ مطلع العام وحتى إغلاق يوم الأربعاء (الأول من مايو/أيار 2013)، وهو أداء يقل كثيراً عن الأسواق المجاورة؛ إذ سجلت بورصات دبي وأبوظبي والكويت نمواً قوياً تراوح بين 24.7 و29.5 في المئة خلال الفترة نفسها. ويقول الكاتب الاقتصادي طارق الماضي إن هناك عدة عوامل تساهم في الأداء الضعيف للسوق في الوقت الراهن وتذبذب المؤشر في نطاق ضيق دون اتجاه إيجابي أو سلبي واضح أهمها التراجع التدريجي للسيولة وضعف وتيرة المضاربة مقارنة بمستواها قبل فترة إعلان النتائج الفصلية. وقال: «هذه العوامل لا تعني أن السوق ستنخفض ولكن تعني أنها خالية من الدسم وتفتقر إلى المحفزات». وأنهى المؤشر السعودي تعاملات يوم الأربعاء متراجعاً 0.06 في المئة إلى 7175.4 نقطة. وبلغت قيم التداولات أمس 5.15 مليارات ريال (1.4 مليار دولار) وهو مستوى متدن مقارنة مع مستويات بين 5.7 و 8.4 مليارات ريال خلال فترة إعلان النتائج الفصلية. وأشار الماضي إلى أن الأسهم التي تقود السوق حالياً هي أسهم المضاربات وليس الأسهم القيادية متوقعاً استمرار تراجع السيولة ولاسيما مع بداية فضل الصيف وموسم الإجازات. وأضاف أنه في حال استمرار نزول السيولة إلى مستوى أربعة مليارات فإن السوق «ستكون مملة جداً وطاردة للمتداولين». وبشأن أداء الأسبوع المقبل قال رئيس الأبحاث والمشورة لدى شركة البلاد للاستثمار، تركي فدعق: «من المتوقع أن يسلك المؤشر مساراً عرضياً حدّه الأعلى عند 7220 نقطة وهو مستوى مقاومة ليس من السهولة أن يتجاوزه خلال الأسبوعين المقبلين». وقال فدعق إن من المتوقع استمرار الضغط السلبي لقطاع البتروكيماويات على مؤشر السوق إلى حين ظهور بوادر تحسن في الأسواق العالمية. ويتأثر قطاع البتروكيماويات بشكل كبير بأسعار النفط العالمية والتي لاتزال دون مستوى 95 دولاراً للبرميل. وهبطت عقود «برنت» إلى 99.95 دولاراً للبرميل عند التسوية يوم الأربعاء فيما خسر الخام الأميركي 2.43 دولار عند التسوية ليصل إلى 91.03 دولاراً للبرميل. وسجّل قطاع البتروكيماويات ارتفاعاً طفيفاً لم يتجاوز 0.24 في المئة منذ مطلع العام وحتى إغلاق يوم الأربعاء، في حين صعد مؤشر البنوك 3.4 في المئة خلال الفترة نفسها. وقال تقرير حديث ل «الراجحي المالية»، إن حالة الشكوك المحيطة بأسعار النفط الخام وعدم وجود احتمالات للارتفاع قريباً أثرت سلباً على أداء أسهم قطاع البتروكيماويات وعلى السوق بأكمله. وأشار التقرير إلى أنه خلال الأشهر الماضية كانت السوق تتحرك بدافع من بعض مقوماتها الأساسية وليس بدافع المضاربات؛ الأمر الذي يؤدي إلى توقع أداء يفتقر إلى الحيوية خلال الربع الثاني. وأضاف التقرير «مع عدم وجود محفزات رئيسية في الأفق القريب لحدوث ارتفاع في أسعار البتروكيماويات وكذلك في ظل الانخفاض في صافي هوامش فوائد البنوك نتوقع أن يكون أداء قطاعي البتروكيماويات والبنوك ضعيفاً خلال الأشهر القليلة المقبلة؛ ما سيؤدّي إلى خفض النمو الكلي للمؤشر». صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3891 - الجمعة 03 مايو 2013م الموافق 22 جمادى الآخرة 1434ه