تغيّر وجه الهجرة مؤخراً بشكل كبير بحيث أصبحت النساء والفتيات تمثلن الآن ما يقرب من نصف ما يزيد عن 214 مليون مهاجر عامل في جميع أنحاء العالم، فيما تفيد منظمة العمل الدولية أن نحو 600 ألف عامل مهاجر يتعرضون إلى الخداع والسخرة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وتستند دراسة المنظمة العالمية إلى أكثر من 650 مقابلة أجريت على مدى عامين في العديد من بلدان الإقليم، بما فيها الأردن ولبنان والكويت والإمارات العربية المتحدة. وأشارت إلى أن عدد المهاجرين العاملين في بلدان المنطقة يتجاوز عدد العاملين المحليين. ففي قطر، يمثل المهاجرون نحو 94 في المئة من إجمالي العاملين، وهي النسبة التي تتجاوز 50 في المئة في المملكة العربية السعودية. وعموماً، يتجاوز عدد النساء والفتيات المهاجرات في بعض مناطق العالم نظراءهن من الرجال، وفقاً للمدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكّان، باباتوندي أوسوتايمهين، الذي أشار أيضاً في اجتماع لجنة الأممالمتحدة للسكّان والتنمية إلى أن العديد من النساء يهاجرن كربّات أسر لتأمين لقمة العيش. وشرح أن عدداً من النساء يغادرن ديارهن وبلادهن «بحثاً عن مجتمعات أكثر انفتاحاً، للخروج من محنة زيجة سيئة، أو هرباً من مختلف أشكال التمييز والعنف القائم على نوع الجنس، والصراعات السياسية، والقيود الثقافية». وأضاف المسئول الأممي رفيع المستوى أن المهاجرات، شأنهن في ذلك شأن المهاجرين الرجال، يساهمن في رفاه أسرهن من خلال التحويلات المالية التي تعود بالنفع على العائلة. يضاف إلى كل ذلك، الارتفاع المستمر في عدد المهاجرين من النساء والأطفال الذين يتحملون العبء الأكبر من انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. في هذا الشأن، صرحت مديرة منظمة «المساواة الآن» ومقرها نيويورك، ياسمين حسن، لوكالة إنتر بريس سيرفس، بأن النساء اللائي يعتبرن أنفسهن مهاجرات طوعيات عادة ما يجدن أنفسهن في شباك الاستغلال الشديد، وهذا يحدث ويتفاقم بسبب ضعف وضعهن القانوني، وافتقارهن إلى الاتصالات الاجتماعية والأسرية، وعزلتهن، وعدم قدرتهن في كثير من الأحيان على فهم اللغة أو الحصول على (منافع) نظم الحماية الاجتماعية. ثاليف ديين وكالة إنتر بريس سيرفس صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3891 - الجمعة 03 مايو 2013م الموافق 22 جمادى الآخرة 1434ه