تُقاس حضارات الدول بمستوى ثقافة شعوبها ورقي شوارعها ونظافة بيئتها، وقد ظهرت لنا في الآونة الأخيرة مشكلات كثيرة تُخل بالنظام البيئي وتُعرقل سيره، من أهمها مشكلة التلوث الضوضائي، حيث يعتبر من أخطر الملوثات البيئية بسبب تأثيره الشاسع في صحة الإنسان الجسدية والنفسية، وصنفته بعض الجهات في المرتبة الثانية من حيث الخطورة بعد مشكلة تلوث المياه. وفي السنوات الأخيرة أدى تزايد أعداد السيارات في دولة الكويت الى إثارة الضجيج في شوارعها العامة، بل وانتقل الضجيج الى هدوء المنازل وجو المدارس والجامعات، وتعتبر حركة الملاحة الجوية عاملاً أساسياً في حدوث الضوضاء، خصوصا في الأماكن القريبة من المطار، وأيضاً ساهمت التكنولوجيا الحديثة في حدوث عملية الضوضاء من راديو، وأجهزة إلكترونية وتلفاز.. إلخ. وللضوضاء تأثير سلبي جداً في صحة المواطن، فقد تؤدي مع مرور الزمن الى فقدان السمع وارتفاع ضغط الدم وتشتيت الذهن، بالإضافة الى المشكلات النفسية مثل القلق والعصبية في التعامل مع الآخرين والمزاج السيئ أثناء العمل والدراسة، وأيضاً قلة النوم وشعور المواطن بالتعب والارهاق، فقد لا ينجز شيئاً طوال اليوم بسبب هذه المشكلة. في النهاية أوجه خطابي للجهات المعنية بإيجاد حلول سليمة لمشكلة التلوث الضوضائي عن طريق التوعية بمخاطره وآثاره على المواطن، ومحاولة التخفيف من الازدحامات في الشوارع خصوصا في ساعات الذروة، حيث يكثر الازعاج، وأخيراً التقليل من حركة الملاحة الجوية ليلاً. لمياء العجمي