رغم كل التقارير التي تتحدث عن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا خلال الفترة الماضية، إلا أن محللين استبعدوا أن يتم فرض منطقة حظر طيران، كما استبعدوا أن يكون هناك رد فعل قوي من جانب الولاياتالمتحدة على هذا الأمر. قال المحللون إنه حين يتعلق الأمر بالتدخل في سوريا، فإن إدارة أوباما تواجه الاختيار بين عمليات عسكرية قوية، لكنها محفوفة بالمخاطر، قد تُحوِّل مجرى الحرب، وبين تحركات أكثر محدودية، قد تعوق النظام السوري، لكنها قد لا تغيّر توازن القوى. خيارات مطروحة من بين الخيارات العسكرية المقترحة فرض منطقة حظر طيران وملاذ للاجئين أو تسليح المعارضة أو شنّ هجمات جوية محددة على عدد محدود من الأهداف العسكرية. نقلت في هذا السياق صحيفة "يو إس إيه توداي" الأميركية عن عدد كبير من المحللين المتابعين تأكيدهم أن إدارة الرئيس أوباما تسير وفق نهج أكثر محدودية، لن يعمل على جرّ الولاياتالمتحدة نحو حرب أكبر في النطاق. وقال كينيث بولاك، وهو محلل لدى مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز: "من غير المحتمل أن نقوم بشيء مفتوح النهايات، مثل الإقدام على فرض منطقة حظر طيران". وتعززت احتمالات القيام بعمل عسكري في الأسبوع الماضي، بعدما اعترفت إدارة أوباما، في تقويم استخباراتي، بأن نظام الأسد ربما استعان بالسلاح الكيماوي في مناسبتين. توسيع النطاق وبينما تزوّد أميركا الثوار بمجموعة مساعدات غير مميتة، فإن البنتاغون ربما يوسع من هذا النطاق، لتشمل تلك المساعدات معدات، من بينها نظارات الرؤية الليلية والسترات الواقية، لكن من دون أسلحة، وهو ما أشار إليه مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخوّل له التحدث عن مثل هذا الموضوع لوسائل الإعلام. في حين أعلن البيت الأبيض أنه لم يتم اتخاذ قرار بهذا الخصوص حتى الآن. لكن تلك التطورات جاءت لتلقي الضوء على الصعوبات التي تواجهها الإدارة بالاتساق مع الجهد الذي تحاول أن تبذله في سبيل الوصول إلى طريقة تتيح لها التعامل بشكل فعال. وبعدما نوّهت الصحيفة بحالة الجدال، التي أثيرت في أميركا خلال الأشهر القليلة الماضية، بخصوص جدوى تسليح المعارضة السورية، أوردت عن محللين قولهم إن أية خطوة ستقوم بها الولاياتالمتحدة لتسليح الثوار ستتطلب عملية تدقيق كبرى. هجمات محدودة أضاف مايكل روبن، وهو مسؤول سابق في البنتاغون، ويعمل الآن في معهد أميركان أنتربرايز: "تتمثل المشكلة في فصل الغث عن السمين". ثم أشارت الصحيفة إلى أن هناك خيارًا آخر يتمثل في شنّ هجمات محدودة على بعض الأهداف العسكرية في سوريا. وعاود كينيث بولاك ليقول "قد يتم إطلاق صواريخ كروز من قاذفات بعيدة المدى على سبيل المثال من دون أن تقوم الطائرات المتحالفة بخرق الدفاعات الجوية السورية". وأشار إلى أن هذا الخيار قد يكون الأكثر جاذبية بالنسبة إلى الإدارة، لأنه أقل خطورة من باقي الخيارات، فضلًا عن أنه ليس من نوعية التعهدات مفتوحة النهايات. وأكد محللون في الإطار نفسه أن ذلك قد لا يكون كافيًا للحدّ من قوة النظام السوري بجدية. حملة جوية ومن بين الخيارات الأخرى... القيام بحملة جوية موسعة، وهو ما سيتطلب إنشاء قواعد في المنطقة، يمكن أن تنطلق منها طائرات لإنقاذ طيارين، قد يضطرون للقفز من طائراتهم. وأوضح محللون أن الطائرات الأميركية وطائرات الحلفاء قد تعطل في نهاية المطاف نظام الدفاع الجوي السوري، لكن ذلك قد يكون على حساب أرواح وطائرات. وأضاف محللون ومسؤولون عسكريون أن أميركا لا يتاح أمامها سوى قليل من الخيارات مع استمرار الحرب الأهلية هناك، وسط تكهنات بأن تصاب المؤسسات الحكومية بحالة من الضعف، وأن تحقق القاعدة نجاحات أكبر في صفوف المعارضة.