كتب - أشرف ممتاز: تجددت حالة القلق بين المواطنين من احتمال حدوث اصابات جديدة بفيروس "كورونا"، وذلك بعد إعلان وزارة الصحة السعودية مؤخرا عن ارتفاع أعداد الوفيات بسبب كورونا الى 15 شخصا من بين 24 أصيبوا بالمرض منذ شهر أغسطس الماضي، اضافة الى المخاوف التي أبدتها منظمة الصحة العالمية من احتمالية انتشار المرض على نطاق واسع. وطالب المواطنون الجهات الصحية بضرورة مضاعفة اجراءات الرصد والترقب للقادمين من الدول التي ظهر بها المرض، معربين عن مخاوفهم من امكانية ظهور اصابات جديدة لا سيما مع اقتراب شهر رمضان وزيادة أعداد المسافرين من المواطنين والمقيمين للأراضي المقدّسة لأداء العمرة. وأكّدوا أنه منذ الإعلان عن اكتشاف فيروس "كورونا" وهناك حالة من القلق بين المواطنين بسبب التزايد التدريجي لمعدّلات الإصابة والفاصل الزمني القصير بين الإصابات لافتين الى أهمية وجود حملات للتوعية بالمرض وسبل الوقاية من الاصابة. وصرح مصدر مسؤول بالمجلس الأعلى للصحة بأن المجلس ومنذ الاعلان عن ظهور "كورونا" يحرص على اطلاع الرأي العام بصفة دورية بالوضع الوبائي بالدولة والاجراءات التي يتم اتخاذها لحماية المواطنين من الاصابة بفيروس كورونا .. مشددا على أن كافة الادارات الصحية تراقب الوضع الوبائي للنمط المستجد من الفيروس بشكل مكثف ومستمر، وتتابع تطورات رصد المرض حول العالم، ولم يتم تسجيل ظهور أي حالة جديدة من فيروس كورونا في قطر حتى الآن. وأوضح أن إدارة الصحة العامة بمجلس الصحة قامت بالتنبيه على جميع المستشفيات والمرافق الصحية الحكومية والخاصة في الدولة للتبليغ عن أي حالة اشتباه بالعدوى التنفسية الحادة وخاصة للمسافرين الذين قد يكونون تعرضوا للاختلاط مع أشخاص مصابين بالمرض في الفترة الأخيرة. وأشار الى أن فريق تقصي الأمراض الانتقالية التابع لإدارة حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية يقوم بالتقصي الوبائي لجميع البلاغات الواردة عن حالات العدوى التنفسية الحادة ومتابعة إرسال جميع العينات إلى مختبرات مؤسسة حمد الطبية كما يتم اتباع الإرشادات والمبادئ التوجيهية في تشخيص وعزل الحالات المشتبه بها وفقا للتوصيات والمعايير المعتمدة من منظمة الصحة العالمية. وأشار الى أنه تم تجهير مختبر الفيروسات في مؤسسة حمد الطبية بأحدث الفحوصات المخبرية لتشخيص حالات الإصابة بالنمط المستجد من فيروس كورونا، وتم تدريب الموظفين على القيام بفحص جميع الحالات المشتبه بها ويتم الحصول على النتائج في فترة وجيزة، حيث يتم فحص عينات جديدة بصفة مستمرة في المختبر ضمن برنامج العدوى التنفسية الحادة الذي يتم تطبيقه في مؤسسة حمد الطبية وجميع نتائج الفحوصات سلبية. ودعا المواطنين والمقيمين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات أو المعلومات غير الموثوقة، مع ضرورة أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية، وذلك بما يخدم المجتمع والصالح العام، مجددا حرصه على إطلاع المواطنين والمقيمين على ما يستجد من معلومات صحية أو وبائية للأمراض المعدية وإمدادهم بآخر المستجدات وتقديم الدعم المناسب عند الحاجة، وتنظيم عدة ورش للعاملين بالقطاع الصحي الحكومي والخاص لتدعيم الرصد المبكر وتشخيص الحالات وكيفية التعامل معها، كما تم تقديم محاضرات عن تطعيمات الانفلونزا والمكورات الرئوية المعتمدة حديثا للبالغين من كبار السن والأشخاص الذين لديهم عوامل اختطار. وأعلنت وزارة الصحة السعودية الأحد الماضي أن 15 شخصا قضوا نتيجة اصابتهم بفيروس كورونا الشبيه بفيروس السارس من بين 24 شخصا أصيبوا به منذ أغسطس الماضي. وأوضحت أن عدد الحالات المصابة بهذا المرض في المملكة منذ شهر أغسطس - سبتمبر إلى الآن بلغ 24 حالة توفي منهم 15 حالة كما أن الوزارة تشتبه في3 حالات بالفيروس، وسيتم الإعلان عن نتائج التحاليل بكل شفافية. كانت منظمة الصحة العالمية أعلنت الأسبوع الماضي أن عدد من قضوا بهذا المرض في السعودية منذ العام الماضي بلغ 11 شخصا. وصرح مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون الأمن الصحي والبيئة كيجي فوكودا أن الفيروس الجديد يشكل "تحديا مهما وكبيرا" على الدول المتأثرة به والعالم بشكل عام. وقال ان الخبراء لا يزالون يسعون الى فهم جميع جوانب هذا الفيروس وكيف يصاب به البشر، مؤكدا أن الفيروس الجديد ليس هو فيروس السارس. وأوضح أن هذا الفيروس جديد، ولا تزال توجد العديد من الثغرات في معرفتنا به وسيستغرق سد هذه الثغرات وقتا، الا أن أكبر قلق عالمي هو من احتمال انتشار هذا الفيروس الجديد، وأكثر ما يقلق هو الحالات المختلفة التي تشاهد في العديد من الدول تدعم نظرية انه عند التلامس القريب فإن هذا الفيروس يمكن أن ينتقل من شخص الى آخر. وقال ان انتقال الفيروس من شخص الى آخر لا يزال محدودا في مجموعات صغيرة حتى الآن ولا يوجد دليل على أن هذا الفيروس قادر على الانتشار العام بين المجتمعات. ومنذ تسجيل أول حالة اصابة بهذا الفيروس في سبتمبر 2012، سجلت 34 حالة في العالم قضى 18 ممن أصيبوا بها، طبقا لمنظمة الصحة العالمية. ورغم أن معظم حالات الوفاة بهذا الفيروس سجلت في السعودية الا أنه سجلت حالات في الاردن والمانيا وبريطانيا وفرنسا. وهذا الفيروس هو قريب من مرض السارس الذي اثار الرعب قبل عشر سنوات عندما انتشر في شرق آسيا وادى الى وفاة 800 شخص.