د. عبد العزيز حسين الصويغ في إطار دراسة حول الحرب القادمة، وإمكانية نشوء حروب مستقبلية في الشرق الأوسط أجرتها (مجلة السياسة الدولية) المصرية في عددها الأخير ترى د. مي مجيب أن أقليم المشرق العربي ليس بمنأى عن الحروب، خاصة أنه يُمثل تربة شديدة الخصوبة للصراعات المختلفة، والتي ترتع بين أقطاره، وتدخل فيها أطراف وقوى خارج الإقليم. وتحديد أطراف الصراع، وأدواته، ومداه- كما ترى الباحثة- مفاتيح لفهم توازنات القوى داخل الإقليم. *** تحدد د. مي مجيب السيناريوهات المحتملة لنشوب حروب في المنطقة في الأمد المنظور فيما يلي: 1- قد تلجأ سوريا إلى شن هجوم على إسرائيل (مباشرة أو بالوكالة) لغض الطرف عما يحدث في الداخل السوري، وهي حرب يرجح أن تتحول إلى حرب إقليمية شاملة تشمل قوى إقليمية كبرى خاصة إيران، وتركيا. لكنه سيناريو تجاوزته الأحداث بسبب الضعف المتزايد للنظام السوري. 2- حروب قد تبادر بها إسرائيل، وذلك باستغلال: أ- الوضع في سوريا: حيث يمكن أن تبادر بشن حروب بناء على تطور الأوضاع في سوريا وفق أحد احتمالين: الأول: أن تحدث حرب بالوكالة داخل سوريا، تخوضها إسرائيل من خلال دعم أطراف سورية معينة تضمن عدم سيطرة إيرانية على الساحة السورية. الثاني: أن تشن إسرائيل حرباً ضد حزب الله، حال تم تغيير في سوريا يؤدي إلى صعود نظام موالٍ للغرب، حينها يصبح القضاء على حزب الله اللبناني بمثابة القضاء على آخر أوراق التأثير الإيرانية التي تمثل تهديداً حقيقياً لإسرائيل. ب- الوضع في الأردن: حيث يمكن أن يقود صعود الإسلاميين في الأردن الى تعزيز فرص استيعاب الأردن للاجئين الفلسطينيين، يحد من ضغوط حق العودة الفلسطيني إلى أراضي فلسطين التاريخية. لكنه يمثل في نفس الوقت خطراً، في ظل احتمال أن تشهد كل الدول العربية المحيطة بإسرائيل صعوداً مماثلاً. وهو ما قد يقود إلى احتمال حدوث مواجهة بينها وبين إسرائيل على المدى المتوسط والبعيد. 3- احتمال نشوب حرب سورية-تركية، جراء التصعيد السوري ضد تركيا من جهة، أو احتمالات تدخل تركي في سوريا من جهة أخري. 4- موقع الأردن يجعله مرشحاً لأن يكون محوراً رئيسياً في أي تدخل أمريكي – دولي في سوريا، وكذلك في حال توجيه ضربة عسكرية أمريكية – إسرائيلية إلى إيران. 5- يرتب بذلك احتمال شن الولاياتالمتحدة حرباً ضد نظام بشار الأسد في سوريا. وهدفها هنا القضاء على إيران، وإضعاف موقعها الإستراتيجي. ولو أنه احتمال ترى الباحثة أنه بعيد، إلا إذا تمكنت المعارضة من الانتصار. 6- الإقليم مُرشح لنشوب حروب إثنية، مذهبية، أو عرقية، أو حتى عشائرية - قبلية على أكثر من مستوى. 7- لا يمكن أخيراً استبعاد الدور الخليجي كطرف من اطراف "الحرب" المُحتملة داخل الإقليم. يبقي أخيراً تأكيد الباحثة على أن المشرق العربي يسلط الضوء على بؤر الصراعات غير التقليدية دون أن تكون ساحات للحرب بالمعنى التقليدي في المستقبل القريب، خاصة مع تراجع دور القوى العظمى على التأثير في الصراعات المحلية والإقليمية، مثلما كان يحدث في الماضي. #نافذة صغيرة: [[يكتسب الكلام عن اختلال التوازن الإقليمي، على حساب العرب وهويتهم الثقافية واستقلالهم السياسي في المشرق العربي، جدية وأبعاداً أكبر يوما بعد يوم.]] اياد أبو شقرا [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain