كشف منسق شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية محسن أبو رمضان، النقاب عن أن "إسرائيل" تحقق أرباحاً من الأراضي التي تخضع لنفوذ السلطة الفلسطينية بقيمة 4 مليار دولار سنوياً عبر تصدير منتجاتها لأسواق الضفة وقطاع غزة. غزة (فارس) وقال أبو رمضان لمراسل وكالة أنباء فارس: "بالمقابل فإن سلطات الاحتلال يعمل على منع الفلسطينيين من إقامة بنية تحتية وإنشائية وإنتاجية وتنموية، لأنها تريد أن تبقي الأسواق في الضفة والقطاع استهلاكية وتابعةً لها". وأكد أن الكيان الإسرائيلي استغل اتفاقيات أوسلو باتجاه إعادة نسج علاقته السياسية والدبلوماسية مع العديد من بلدان العالم التي كانت تقاطعه بسبب الاحتلال والعدوان الذي يشنه على الشعب الفلسطيني. واعتبر أبو رمضان أن اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية ب"إسرائيل" من خلال اتفاقيات أوسلو، شكّل جسراً لكيان الاحتلال باتجاه إعادة بناء علاقاته من جديد مع الكثير من البلدان، إلى جانب نجاحه بإلغاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يساوي بين الصهيونية والعنصرية". وشدد على أن إعلان "إسرائيل" لمسار التسوية عبر الاستيطان، وبناء الجدار، والسيطرة على الأغوار، ومنابع المياه، وحصار قطاع غزة، وتهويد القدس، لا يمكن مواجهته عبر برامج التطبيع الاقتصادي المجاني الذي يخدم أصحاب رؤوس الأموال، بل يتم من خلال جعل الاحتلال خاسراً وذلك عبر سلاح المقاطعة كأحد الأسلحة الهامة في المواجهة. وقال أبو رمضان: إن "التجارب العالمية الخاصة بالمقاطعة، لعبت دوراً في إلحاق الخسائر بالاحتلال"، مستشهداً بعدة أمثلة منها تجربة جنوب إفريقيا التي تمثلت في كفاح القوى والفعاليات الشعبية من أجل إسقاط نظام التمييز العنصري، موضحاً أن سلاح المقاطعة كان له دور فعال في عزل دولة الابارتهايد وتحقيق دولة المواطنين المبنية على المساواة وعدم التمييز. وتحدث أبو رمضان، عن كفاح الزعيم الوطني الهندي غاندي الذي بناه على مقاطعة البضائع البريطانية في بلاده، مبيناً أن ذلك كان أحد الأسباب الرئيسة التي أدت إلى التفكير الجاد من قبل بريطانيا بالانسحاب من الهند، لأنها لم تعد سوقاً استثمارياً يتم من خلالها زيادة الربح وتراكم الثروة الرأسمالية والبريطانية على حساب الموارد الطبيعية والبشرية بالهند. ولفت إلى أن "إسرائيل" ستخسر كثيراً عندما تتضافر الجهود وتتكامل لحمل العديد من بلدان العالم على مقاطعة العلاقات التجارية ووقف الشراكة معها بالمجالات المختلفة لاسيما الاقتصادية منها، منوهاً إلى أن "تل أبيب" تقوم بتصدير خبراتها للكثير من الدول في مجالات الزراعة والأسلحة والأمور التقنية المختلفة. ورأى أبو رمضان أن الاستمرار في مقاطعة المنتجات الإسرائيلية يُسهم في تحفيز القطاع الخاص الفلسطيني على انجاز بعض المشاريع الإنتاجية، التي ستعمل على فتح فرص عمل، والتصدي الجزئي لظاهرة البطالة، كما ستعزز من ثقافة المقاطعة كجزء من ثقافة المقاومة والصمود في مجتمعنا. كما رأى أن إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية على أسس جديدة تعيد تعريف المرحلة التي نمر بها على أنها مرحلة تحرر وطني وليس سلطة منقوصة السيادة، يتطلب استخدام كافة أشكال النضال ومنها حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات على كيان الاحتلال، والعمل على عزله بالمحافل الدويلة كدولة استعمار استيطاني تقوم على فكرة التمييز العنصري.