فاجأت عملية القنص التي نفذها رجال المقاومة الفلسطينيةبغزة ظهر الثلاثاء، حكومة الاحتلال والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وبدا ذلك واضحًا في سلسلة الغارات التي شنتها المقاتلات الحربية في كافة أرجاء القطاع، والتهديد الذي أطلقه جنرالات العدو ومسؤوليه. غزة (فارس) وارتقى في غارات طائرات الاحتلال وقذائفه المدفعية - التي زعم أنها استهدفت مواقع لتخزين الوسائل القتالية، وبنى تحتية للمقاومة الفلسطينيةبغزة – طفلة شهيدة، وإصابة ما يزيد عن 14 آخرين. وأفاد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور أشرف القدرة بأن الطفلة حلا أحمد أبو سبيخة (3 أعوام) استشهدت، بالإضافة لإصابة اثنين من أشقائها، ووالدتها بجراح متفاوتة جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلهم بمخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة. وبحسب القدرة فإن الإصابات توزعت على النحو التالي: خمسة في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وفلسطيني واحد في مدينة رفح، وآخر في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، وثلاثة بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وادعى الناطق باسم جيش الاحتلال أن العملية على غزة "اشتركت فيها طائرات مقاتلة تتبع لسلاح الجو، ودبابات، وسلاح المشاة"، مضيفًا: "تمت إصابة جميع الأهداف بدقة"، كما زعم. ونوه الناطق الإسرائيلي أن "العملية جاءت ردًا على عملية القنص على حدود غزة"، مهددًا بأن "الجيش سيواصل العمل بصرامة كلما اقتضت الحاجة"، على حد تعبيره. من جانبه، بارك المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داود شهاب، عملية القنص التي نفذت بالأمس، واعتبرها ردًا طبيعيًا على الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية في الضفة المحتلة. وقال شهاب لمراسل وكالة أنباء فارس في غزة: "قتل الفلسطينيين على الحواجز، وإذلالهم، واقتحام بيوت الآمنين، وترويعهم من قبل "إسرائيل" وجيشها المجرم ومستوطنيها، هذا لن يمر دون رد". وأشار إلى أن "إسرائيل" أرادت في فترات سابقة أن تعزل غزة، وتفصلها عن عمقها الفلسطيني وعما يجري لأهلنا في القدس، والضفة، والداخل المحتل عام 1948، مبيّنًا أن تعاطفنا ومساندتنا نحن في القطاع مع أهلنا في باقي أنحاء فلسطينالمحتلة لن تكون مجرد طقوس فلكلورية. ونبّه شهاب إلى أن هذه المعادلة الخطيرة التي تحاول "إسرائيل" فرضها لن تمر، مضيفًا: "فلسطين وطن واحد، وشعب واحد، ومقاومة واحدة، ونحن ملزمون بحماية أبناء شعبنا، والدفاع عنهم، أينما كانوا وحيثما وجدوا". ونوه إلى أن "إسرائيل" وأجهزتها الأمنية والاستخبارية قلقةٌ من تنامي الغضب في الضفة، موضحًا أن الفلسطينيين هناك غير مستعدين للقبول بسياسة الإخضاع التي يمارسها جيش الاحتلال عليهم. ولفت المتحدث باسم الجهاد الإسلامي إلى أن "إسرائيل" حاولت بالأمس أن تستعرض قوتها في غزة، والمقاومة من جانبها أعلنت حالة الاستنفار، وكانت على جهوزية عالية لتحمل مسؤولية الدفاع عن الشعب الذي يحتضنها، وفق تقديرها للمتطلبات الميدانية. وأكد شهاب أن "إسرائيل" فوجئت بعملية القنص في غزة الثلاثاء، كما فوجئت قبلها بيوم واحد بعملية "تل أبيب"، وبتصعيد عمليات إطلاق النار، والرشق بالحجارة في الضفة، ولذلك لجأت لاستعراض عضلاتها في القطاع عبر شن سلسلة غارات ادعت أنها استهدفت بنى تحتية للمقاومة الفلسطينية ومخازن للوسائل القتالية. وتابع يقول: "نحن ندرك مرامي التصعيد الإسرائيلي وأهدافه، وردة فعلنا كقوى مقاومة اختلفت عن ذي قبل"، مشيرًا إلى "إتباعهم تكتيكات جديدة، لا تتحول بموجبها المقاومة إلى مقاومة دفاعية ورادعة فحسب، بل تتعداها لتصنع الفعل على اعتبار أنها حقٌ وواجب". وتعليقًا على تهديد رئيس كيان الاحتلال شيمون بيرس، لسكان قطاع غزة بقوله: "أنتم تلعبون بالنار (...) وإذا أردتم أن تنعموا بالهدوء، فعليهم التمسك بالهدوء"، قال المتحدث باسم الجهاد الإسلامي: "الذي يجب أن ينعم بالهدوء هم أطفالنا ونساؤنا، الذين يقصفون بصواريخ إرهابكم وإجرامكم وهم داخل منازلهم". واعتبر شهاب أن هذه التصريحات تأتي في سياق السياسة الإسرائيلية التي تحاول عزل غزة، موضحًا بالقول: "وفق فلسفة بيرس مطلوب من قطاع غزة أن يلتزم الصمت أمام سلخ الضفة والقدس وأهلنا في الداخل المحتل عام 1948".