د. محمد صالح السعدي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا ونبينا وسيد العالمين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه اجمعين . يمر اليمن بجنوبه وشماله اليوم في مرحلة مخاض صعب , حيث تدفع القوى الاقليمية والدوليه القوى المتصارعه في اليمن جنوبا شمالا الى الحوار الذي نصت عليه المبادرة , وتجلى هذا في رحلات ولقاءات المبعوث الاممي الاستاذ جمال بن عمر وزيارة الامين العام للامم المتحده السيد باكي مون الى صنعاء للوقوف على اخر التطورات . وفي ظل الشد والجذب السياسي , والشد والجذب الشعبي , يحاول كل طرف ان يحقق مكاسب على الارض وعلى المسرح السياسي , تاركا اخر همه ما يعانيه الشعب من أزمات في كافة نواحي الحياة . ويبقى القليل من الشرفاء الذين يحاولون جاهدين الدفع بالامور الى التقدم والاستقرار لكنهم لا يحظون لا بدعم مالي او مناطقي او قبلي كسائر القوى الاخرى . وفي الجنوب فقد تفاقم الوضع الأمني بصورة مقلقه مع تزايد حالات الاعتقال, وموت البعض في ظروف غامضه داخل السجون مع حالات أعتداء وضرب , لنطرح سؤالنا الاول : هل عدنا الى المربع السابق ؟ مربع الاعتقالات والمداهمات وأستخدام الرصاص الحي ؟ ولمصلحة من تتم هذه العمليات في ظل حديث حكومة الوفاق عن أنهاء المظاهر المسلحة والاعتداءات والاستعداد لنقل اليمن جنوبه وشماله الى المدنيه ؟ وهل هناك أيدي خفيه تعبث بأمننا وحياتنا ؟ وأين دور القاده الجنوبيون بقواهم وتنظيماتهم والاموال التي تصل لهم , في رصد وحصر هذه الانتهاكات ونقلها للاعلام وتنصيب محامين للدفاع عن المعتقلين وملاحقة المتسببين في الافعال المشينه والغير انسانيه , والضغط على الحكومة , فهل اكتفوا فقد بعقد المهرجانات وأخذ االصور التذكارية ؟ أما عن ما يجري الان في الجنوب , فهو تركيز القيادات على تنظيم احتفالات الجلاء في 30 نوفمبر , وأيام الغضب في 27 نوفمبر , وتبرز أهم القضايا في هذا السياق وهو أشتداد الخلاف والصراع بين القوى الجنوبية في تحديد مكان وتاريخ الاحتفال او الغضب , هل في المنصورة أم في المعلا ؟, وهذا يذكرنا في الخلافات السابقه في تحديد المكان الرئيسي للاحتفال وتنظيم المهرجانات أما في ردفان أو عدن أو المكلا , وهذا أمر مخزي ويدل على عدم نضوج كثير من القيادات أذ تضع همها ألاول في هذه الامور, ولا ترى بعين المسؤلية أحتياجات الشعب ومعاناته وتبرز هنا أسئلة : من يمون ويصرف على هذه المهرجانات ؟ فهي مكلفه من نواحي كثيرة , مسارح وفرق وتغطية أعلامية ومصوريين وقات وأعلام ونشاطات ومسابقات ووسائل نقل و ..... الخ مما تحتاجه لاتمام الامر , وهذا لا يكون عبر أموال التبرعات ؟ فلا بد من تدخل قوي من رؤوس الاموال ؟ فمن هم وما هي مصالحهم ؟ وما هي شروطهم؟ ويدعمون من على حساب من ؟ ولماذا تتصارع القيادات العامه والخاصه و الفرعيه على تحديد مكان الحفل ؟ هل هو صراع لأجل الاستحواذ على أموال الدعم ؟ أم صراع جيوسياسي ؟ أم حب للمشاركة ؟ فأنا أرى أن الاحتفال في المنصورة أو المعلا لا فرق فيه فهو في عدن , وأن كان في ردفان أو عدن فهو في الجنوب ؟ والسؤال الاخر لماذا دعى الرئيس علي سالم البيض الى أيام غضب في 27 نوفمبر بالرغم من أحتفالات الجلاء التي ستكون بعدها بثلاثة أيام في 30 نوفمبر فنحن لا نعرف هل نغضب أم نحتفل ؟ هل يريد تعطيل أحتفال 30 نوفمبر الذي دعى له الاستاذ حسن باعوم وكوكبة من قيادات الحراك ؟ هل هذه حرب نفسيه بينهم ؟ وهل أصبح الشعب وسيلة وسلاح حربي ؟ أم يريد أظهار قوته ؟ وهل هذا الوقت المناسب لذلك ؟ ونتجه الى شكل اخر , الم تكتفي القيادات الجنوبية من المهرجانات والاغاني والاشعار وتركز على ترجمة هذا بأفعال سياسيه ودبلوماسية ؟ اليس من حق الشعب ان يحصل على الشفافية في معرفة من ينفق هذه الاموال ولماذا يريدها ان تصرف في المهرجانات فقط ؟ ولماذا لا نهتم اكثر بالجمعيات الاهلية وأسر الشهداء والجرحى و المرضى ودعم المستشفيات والنازحين والشباب العاطل ؟ ونسئل , لماذا لا يتوحد ويتوافق القادة التاريخيون ؟ , وهل بعد كل هذه السنين والتغيرات يحق للشعب أن يعرف ويحصل على الشفافية التامه ونعرف لماذا كل هذه الخصومات والاختلاف والصراعات , الا يحق للشعب ان يقرر من يكون زعيمه وقائده ؟ أم هي عقلية الحزب والقطب الواحد , هو من يقرر ويختار وينفذ والشعب عباره عن قطيع اغنام ؟ ولنكمل الاسئله , الا يستحق الوضع السياسي في صنعاء أن يقف القاده وقفه جاده ليدرسوا الوضع المتغير والتغيرات الدراماتيكيه , خصوصا أن زيارة الامين العام للامم المتحده السيد باكي مون , تعطي اشارة قوية على ان المجتمع الدولي يدعم العملية السياسيه والمبادره الخليجية بقوة ؟ كما أن الزيارة محرجة للممتنعين عن الحوار ؟ اليست هذه رساله لهم ؟ هل سيستمر وضع القاده واقفا دون حراك , مع هذه المتغيرات خصوصا بعدم وجود اي خطوات تحيي الامل للشعب في الجنوب على أن القضية الجنوبية قضية سيادية وحقوقية ولا يكون الحوار الا حوار جنوبي شمالي وبدعم دولي ؟ وهذا لا يكون من خلال الشعب , ولكن من خلال حنكة ودبلوماسية القاده و قوة تحركهم وكثرة مبعوثيهم ؟ وهذا لا نراه ابدا , فتحركات القاده هزلية خصوصا اذا علمنا ان بعض القيادات ذهبت الى القاهره ومعها ابنائها وبعض المرافقين الذين لا يشكلون ثقلا سياسيا ؟ الا تستحق القيادات الجنوبية التي في صنعاء والتي تدافع عن القضية الجنوبية وسط وكر الدبابير الى الدعم والتواصل من القيادات الحراكية والفيدرالية في الخارج ؟ أم يستمر مسلسل التخوين والاقصاء والغضب ؟ الا يستحق منا كشعب أن نسمع لهؤلاء ونقرر بأنفسنا أن نقف معهم أم لا , أو أن القرار ليس ملكنا ولكن ملك القيادات التاريخيه ؟ ولننتقل الى موضوع اخر اراه مهم فلا تفهموني خطئا , كلنا يتفق ان حزب الاصلاح شارك في حرب 1994 م وكثير من قياداته شاركت في كثير من الانتهاكات والتعدي على ثروات وابناء الجنوب , كما انني أرى ان الاسلام لا يختزل في حزب أن فاز الحزب فاز الاسلام وأن خسر الحزب خسر الاسلام ولكن الاسلام مسؤليتنا جميعا , ولا أرى ان الاسلام يكون في حزب ايضا فمن لا ينتمي لهذا الحزب فماذا يكون ؟ , الا انني اتسائل واقول : لماذا هذه الهجمة الضخمه ضد حزب الاصلاح فقط ؟ واقول فقط ؟ فمن حقنا ان نكشف حقيقة حزب الاصلاح و لكن هناك سؤال ؟ هل حزب الاصلاح هو الحزب الوحيد الذي شارك في الحرب ؟ لماذا لا نذكر ونكشف حقيقة حزب المؤتمر مع وجود حقيقة ان حزب المؤتمر متفوق على حزب الاصلاح في الجنوب من حيث عدد المنتمين له وان اكثر القيادات من الشمال والجنوب الذين تسلموا مناصب في الجنوب وساهموا في تدمير الجنوب هم منتمين الى حزب المؤتمر ؟ فلمصلحة من ان يتم التركيز وتضخيم افعال حزب الاصلاح في ظل اخفاء وصمت محير عن افعال حزب المرتمر ؟ هل هناك جهة اعلاميه تتحكم في هذا ؟ اليس علينا ان نقف للحظة ونسئل انفسنا لماذا دوما نقول حزب الاصلاح ولا نقول حزب المؤتمر ؟ مع الاخذ بعين الاعتبار ان حزب المؤتمر هو الذي سيطر على الحكم من بعد 1994 والى 2011 ؟ , وعلينا ان نتذكر تصريح احدى شخصيات حزب المؤتمر حين قال لا يمكن ان يكون رئيس حزب المؤتمر جنوبيا ؟ الم يروج حزب المؤتمر فكرة عودة الفرع الى الاصل وشعار الوحدة او الموت , ؟ اخيرا , وضعت هذه التسائلات , ليس للتشكيك , ولكن علينا ان نتقدم خطوات ونخرج من قوقعة التبعيه ويجب ان يدرك القاده انهم اليوم محاسبون ولن نسمح باقصاء الشعب او اعتباره تابع , لا عقل له ولا قرار , فعلى الشعب ان يدرك نحن صناع القرار ونحن من يقول الكلمة الاخيرة وتقبلوا تحياتي . والله من وراء القصد [email protected]