عبدالله الصعفاني تحدث الرئيس محمد مرسي إلى شعبه يوم الأربعاء وأنهى الكلمة يوم الخميس .. * جاء الخطاب استباقاً للمظاهرات التي تنظمها حركة تمرد وائتلاف جبهة الإنقاذ، والجميع شاركوا الإخوان المسلمين ثورة 25 يناير على الرئيس السابق حسني مبارك ... ورغم طول الخطاب حرصت على متابعته كاملاً فوقعت في أسر المفاجأة ... *لم يلملم ... لم يرمم .. ولم يحاول إصلاح الحال بقدر ما ظهر كما لو أنه يدعم حركة تمرد * تحدث مرسي طويلاً فلم يراوح منطقة أنه ما يزال يخطب في أهله وعشيرته داخل قاعة تمتلئ بما يسمى "الهتيفة" وهي حالة تصفيقية كانت مقبولة في زمن ساد لكنها لم تعد مهضومة بعد الذي شهدته المنطقة من عواصف صار المعيار الافتراضي هو النجاح في معترك الأفعال ... * اعتمد مرسي من بداية خطابه الذي امتد إلى قرابة الثلاث ساعات على أن الآخر شر ماحق ومؤامرة مطلقة .. بالإضافة إلى تناوله صحفيين وسياسيين ورجال أعمال بأسمائهم بصورة لم تحفظ لمنصب الرئيس مقامه، ولا للناس حقهم مبتدئاً بنقيب الصحفيين السابق مكرم محمد أحمد وحتى النائب العام السابق. * لم يأت مرسي بجديد يؤكد فيه حسنة أن القيمة التاريخية لمن يقود بلده هي في سرعة الاستجابة الواعية للمشهد المعقد .. حيث يخشى المصريون من أن تكون ثورة هذا اليوم موعداً مع العنف والعنف المضاد الذي يقود أي بلاد إلى نفق مظلم وطريق مجهول * انتظر الناس أن يخوض مرسي في مسألتين .. الأولى أن يغاير في كلامه بعض المحسوبين على حزبه من الذين هددوا بعبارات من نوع .. "من يرش مرسي بالماء سنرشه بالدم، ولا تضعوا رؤوسكم تحت المقصلة". * الأمر الثاني الذي توقعته أن يضع مرسي اعتباراً لهذه الهبة الشعبية العاصفة المسنودة بالقوة الصلبة المتمثلة في قوات مسلحة أعلنت أنها ستكون دائما في صف الشعب.. والقوة الناعمة المتمثلة في الأزهر والكنيسة والقضاء ..فضلاً عن إعلام قوي ومؤثر كشف الفارق الخرافي بين الخطابة وبين الإدارة وكشف العجز في تنفيذ أي وعود ناعمة.. لكنه لم يفعل وإنما دخل في حالة إنكار لا تصلح مساراً لمغادرة أزمة في العيش والصحة والسكن والمحروقات والأمن . * الإخوان المسلمون في مصر يرون في صمودهم هذا اليوم خوضاً لمعركة الوجود، بل ويرون في خروج مرسي ما يعني مغادرة الحالة الإخوانية الوعي المصري والعربي أيضاً.. وجحافل تمرد وجبهة الإنقاذ يرون في هذا اليوم استعادة للثورة المسروقة.. وفي هذا التصادم ما يجعلنا ندعو الله بأن يحفظ مصر ويجعل أهلها آمنين.