يخيم شبح الفشل على قمة قادة الاتحاد الأوروبى التى تهدف إلى وضع خطط إنفاق دول الكتلة السبع والعشرين على المدى الطويل، وفى حين تتعارض توجهات قوتين مثل بريطانيا وفرنسا، يهدد الأعضاء الأصغر بالتصويت بالرفض على أى اتفاق، أملا فى سماع آرائهم. وسيحاول المشاركون تناول جميع المطالب فى ثانى يوم من القمة، الجمعة، بعد أن خلفت الجلسة الأولى التى سادتها التوترات العديد من المراقبين وهم يتنبأون بأن القادة سيحتاجون مزيدا من الوقت لتسوية خلافاتهم بشأن أولويات إنفاق الكتلة خلال السنوات القادمة، وتمول موازنة الاتحاد الأوروبى برامج لمساعدة المزارعين وحفز النمو فى الدول الأقل نموا من بين أعضاء الكتلة. ومن الناحية المالية تبلغ الموازنة فقط 1 % من إجمالى الناتج المحلى للاتحاد الأوروبى، لكن الأهمية الحقيقية للموازنة تكمن فى كشفها لتوازن القوى بين أعضاء الكتلة. إذ تنقسم الكتلة على طول عدة محاور، أوضحها بين الدول الأكثر ثراء الراغبة فى تقليص إسهاماتها فى الموازنة المشتركة فى زمن الضعف الاقتصادى، والدول الأفقر المعتمدة على أموال الاتحاد الأوروبى من مساعدات تنموية واستثمارات اقتصادية. ويعد رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون الأعلى صوتا بين المنادين بالتقليص، فى حين يرغب الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند فى استمرار الموازنة فى سداد الدعم لبرامج الزراعة والتنمية للدول الأفقر. ولكن مقترح فان رومبوى المعدل الذى قدمه فى وقت متأخر من الخميس لم يؤد إلى زيادة على مطلب كاميرون بالتخفيض، بل احتفظ بنفس الإجمالى. وأمس الجمعة قال كاميرون إنه من غير المنطقى رؤية زيادة فى إنفاق الكتلة بين عامى 2014- 2010 فى الوقت الذى تقلص فيه العديد من الدول الأعضاء موازناتها الخاصة بالداخل.