بينما أبدى المفاوض النووي الأميركي السابق عدم العلم فيما إذا كانت الانتخابات الإيرانية الأخيرة ستفتح الباب أمام اتفاق نووي جديد، لكنه أوصى الإدارة الأميركية أن تبذل في الأسابيع والأشهر القادمة ما بوسعها لتقديم فرص تبعث على الأمل لدى استئناف المحادثات النووية مع الجانب الإيراني. واشنطن (فارس) وفي تقرير حول سبل حل برنامج إيران النووي أعده لمجلة "فورن بوليسي" كتب "روبرت آينهورن": "لا نستيطع الجزم فيما إذا كان انتخاب حسن روحاني سيقوي احتمال التوصل إلى اتفاق نووي، لكن إذا رغبت الولاياتالمتحدة وحلفائها بالإفادة من جميع الفرص المتاحة بعد الانتخابات الإيرانية فعليهم التعجيل في إعادة النظر بمنهجيتهم وأقلمة أنفسهم مع الظروف المستجدة". وذكر التقرير أنه مما لا شك فيه أن الكلمة الفصل في الجمهورية الإسلامية حول البرنامج النووي هي لقائد الثورة آية الله الخامنئي واصفا إياه بأشد المعارضين للتسوية مع أميركا وحلفائها في مجموعة 5+1 بيد أنه أردف: "لكن لا ينبغي التقليل من دور روحاني في هذا الشأن". وانتقد آينهورن عدم أخذ الجانب الأميركي في الوقت الحاضر زمام المبادرة واكتفاءه بانتظار الطرف الإيراني ليخطو الخطوة الأولى معللا: "إن الزمن وكذا البرنامج النووي الإيراني لن يقفا بانتظاركم". وتناول التقرير حزمة المقترحات التي تبنتها ال5+1 لبناء الثقة مع الجانب الإيراني واستغلال الوقت من أجل التوصل لحل شامل مشيرا إلى رفض الإيرانيين للمقترحات واصفين إياها بالمهينة لأنها تطالبهم بالرضوخ من دون تأمل لقيود مجحفة من دون أن يقدم الطرف الآخر وعودا مطمئنة حول الإلغاء النهائي للحظر أو السماح لإيران بامتلاك برنامج تخصيب. وأوضح آينهورن أن بعض المراقبين في أميركا ودول اخرى وصلوا إلى نتيجة مفادها أنه حان الوقت لتجاوز مرحلة مقترحات بناء الثقة والعمل على التوصل لاتفاق شامل يحدد إطار البرنامج النووي السلمي الذي يقول (بلهجته المتعالية) "إننا سنقبله من إيران"! وحول الآراء المؤيدة لهذا النهج اعترف "روبرت آينهورن" بأنه من غير المنطقي أن ننتظر من إيران الموافقة على حزمة المقترحات الأولية المغرضة من دون الوقوف على النتيجة النهائية للمحادثات مضيفا: "النقطة الاخرى هي أن التركيز على تخصيب اليورانيوم بنسبة تقترب من 20% ومنشأة فردو في ظل النشاطات النووي الأخرى لإيران لن يفرض على إيران من القيود ما يعوَّل عليه". وإذ تطرق إلى الآراء المعارضة للمضي نحو اتفاق شامل طرح التقرير إمكانية توليف حزمة المقترحات المقدمة لكسب الثقة مع المنهجية الشاملة موضحا بعد ذكر التفاصيل: "بمقدور هذه المنهجية كسب ثقة الطرفين وحثهم على الالتزام بالإطار العام للنتيجة النهائية ما يقود (حسب التقرير) إلى تبديد مخاوف الطرفين في قبول القيود الابتدائية من دون الاطلاع على الهدف النهائي لسير المحادثات". وأشار آينهورن إلى مطالبة إيران مجموعة 5+1 بالاعتراف رسميا وبشكل علني بحق الجمهورية الإسلامية في تخصيب اليورانيوم معترفا بأن جميع حقوق إيران فيما يتصل بالأمور النووية معلقة في الوقت الحاضر بسبب بعض القرارات الصادرة من مجلس الأمن الدولي. وتغافلا عن كل ما أبدته وتبديه الجمهورية الإسلامية لبناء الثقة شدد التقرير على ضرورة سعي الجانبين لتقديم حلول عملية من شأنها أن تطمئن ما أسماه ب"المجتمع الدولي!" لإقناعه بأن برنامج إيران النووي لا يهدف إلا لأغراض سلمية! وفيما أكد مُعدّ التقرير على ضرورة إرسال الإدارة الأميركية والكونغرس رسالة موحدة ومنسجمة لحكومة إيران الجديدة مع التنويه بصراحة في جانب منها باستعداد أميركا لرفع جميع أشكال الحظر المرتبط بالبرنامج النووي سواء منها الاحادي الجانب أو الحظر المفروض من قبل مجلس الأمن فقد شدد في الوقت ذاته أن على القادة الإيرانيين الجدد أن يدركوا بأنهم إذا استمروا (بما أسماه) "اسلوبهم في إقحام المفاوضات في طريق مسدود!" مع الاستمرار ببرنامجهم النووي فسوف يواجهون حظرا أشد وأقسى.