الخرطوم (الاتحاد، وكالات) - لا تزال العاصمة السودانية الخرطوم منشغلة بمتابعة تداعيات ما أسمتها السلطات ب"المحاولة التخريبية"، وقالت إنها أحبطتها فجر الخميس، واعتقلت «13» شخصية عسكرية ومدنية أبرزها الفريق أول صلاح عبدالله قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق. وفيما أصدر جناح في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة رئيس البلاد عمر البشير بياناً يحذر فيه علناً من المساس بالمعتقلين، تسربت معلومات عن لقاء "تنويري" عقده رئيس جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا، والأمين العام الجديد للحركة الإسلامية السودانية الزبير محمد الحسن مع "المجاهدين" بقوات الدفاع الشعبي وهي ميليشيا مدنية تدعم الجيش الحكومي. وصدر بيان التحذير من "مكتب إعلام منبر الإصلاح - المؤتمر الوطني" ممهوراً بتوقيع الكادر الإسلامي عبد الغني أحمد إدريس، صهر القيادي الإسلامي غازي العتباني، الذي يقود التيار الإصلاحي في الحركة الإسلامية السودانية والذي مُني بخسارة غير متوقعة في المؤتمر العام للحركة الذي عقد الأسبوع الماضي. وتضمن البيان الذي نشر على نطاق واسع تشكيكاً واسعاً في صدقية ما أعلن وجاء في مستهله: "خرجت علينا الحكومة بما أسمته (المحاولة التخريبية) و(مخطط الاغتيالات) وذلك إثر توقيفها لنفر كريم من أبناء هذا الشعب المصابر". وبعد أن كال البيان المديح على دور ومكانة الجيش، أشار إلى أن "التربص والوقيعة بالشرفاء من أبنائه وأصحاب الرأي فيه يعتبر جناية وطنية كبرى". وجاء في البيان: "إذا كانت السلطات تمتلك أدلة قوية دامغة وحقيقية عليها اتباع الإجراءات التي ينص عليها القانون والتعامل مع هؤلاء الرجال بطريقة كريمة محترمة تتناسب وسجلهم الناصع من البطولات والفداء الوطني، وليعلموا أن المساس بأي منهم سيكون ثمنه مكلفاً". وطالب البيان "بوقف الحملات الإعلامية المسعورة فوراً والتي يسمم بها البعض الأجواء لما تحمله من كذب فاضح وتضليل مغرض". وكشف البيان أن المعتقلين"كانوا ممن يبذل النصح الدائم والمستمر لأهل السلطان في الاجتماعات الرسمية وبكتابة المذكرات وفي كل المحافل المتاحة" . من جانب آخر كشفت «ألانتباهه» التي يصدرها منبر "السلام العادل" بقيادة المهندس الطيب مصطفى "خال الرئيس عمر البشير"، عن معلومات جديدة حول "المحاولة التخريبية". وقالت الصحيفة إن مدير جهاز الأمن والمخابرات والأمين العام الجديد للحركة الإسلامية "عقدا مساء الجمعة لقاءً مفتوحاً مع المجاهدين بمقر المركز العام للدفاع الشعبي قدَّما من خلاله تنويراً مطولاً عن المحاولة التخريبية". وطبقاً للصحيفة، "كشف الفريق أول عطا عن اعترافات أدلى بها بعض المتهمين ضمنياً بالقيام بالمحاولة، وقال عطا خلال اللقاء إن أحد المتهمين قال إن حزباً معارضاً سمَّاه عطا كان في طريقه للاستيلاء على السلطة وإنه حاول التصدي إليهم وتسلم السلطة قبلهم". وقالت الصحيفة: "إن إحباط المحاولة تم نتاج مجهود لغرفة مشتركة مكوَّنة من جهاز الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية.