أعلن وزير الإعلام السوداني أن الأجهزة الأمنية اعتقلت، الخميس، رئيس جهاز المخابرات السابق صلاح قوش واثني عشر مسؤولا آخر لاتهامهم بالتآمر على أمن البلاد. فيما أفادت مصادر سودانية بتورط عدد من القيادات العسكرية البارزة" المحسوبة على الحركة الإسلامية التي ينتمي إليها الرئيس السوداني عمر البشير"، بتلك المحاولة. ونقلت وكالة رويترز عن وزير الإعلام، أحمد بلال عثمان، أن قوش و12 آخرين متهمين بالتحريض على الفوضى واستهداف قادة في البلاد، وبث شائعات حول صحة الرئيس البشير. ونقلت "سكاي نيوز عربية" عن مصدر عسكري سوداني رفض ذكر اسمه قوله: إن من بين القادة المعتقلين، ضباطا في الجيش السوداني أصحاب رتب عالية، وبعضهم كان له دور "في حرب الجنوب وتحرير مدينة هجليج النفطية". بيد أن القيادي في حزب المؤتمر الوطني، ربيع عبدالعاطي، أكد أن الخرطوم لم تقع بها أي أحداث تشير إلى وجود مخطط للقيام بمحاولة انقلابية. ونقلت "سكاي نيوز عربية" عن ربيع قوله :أن التحقيقات مستمرة لكشف حقيقة ما وصفه بالمخطط التخريبي. وكانت أجهزة المخابرات السودانية، أعلنت الخميس أنها أحبطت ما وصفته بمؤامرة تهدف إلى إحداث اضطرابات أمنية بالبلاد تقودها شخصيات من القوى المعارضة، وأنها ألقت القبض على عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية. ونقلت "سكاي نيوز عربية" عن مراسلها في الخرطوم ذكره أن مسؤول في حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان قال إن أجهزة الأمن ألقت القبض على خلفية تلك العملية على اللواء، كمال عبدالمعروف، الذي شارك في المعارك ضد جيش جنوب السودان في هجليج قبل أشهر. ولفت المصدر إلى وجود "حالة تذمر عام في صفوف الجيش السوداني وميليشيات الدفاع الشعبي الموالية للحكومة، التي لعبت دورا بارزا في حرب الجنوب، إزاء خطوة اعتقال القيادات العسكرية". ويأتي ذلك بعد أيام من ختام فعاليات مؤتمر الحركات الإسلامية في السودان، والتي لاقت نتائجه العديد من التحفظات من جانب بعض أجنحة الحركة الإسلامية معتبرة أنها تخالف "مسار الحركة الإسلامية". من جهته، نفى حزب المؤتمر الشعبي المعارض أي صلة له بال"مؤامرة التخريبية"، مؤكدا أن الحزب اتخذ "منهج التغيير السلمي القائم على الاحتجاجات السلمية والمظاهرات". وقال إن الحكومة "تعاني من انقسامات داخلية وحالة من اليأس والاحباط.. وأن هناك تصفية حسابات بين أطراف متخاصمة. وكان المركز السوداني للخدمات الصحفية القريب من الأجهزة الأمنية قال في خبر مقتضب إن "أجهزة الأمن والمخابرات أحبطت فجر الخميس مؤامرة تستهدف أمن" الدولة، مضيفا أن "هذه المؤامرة هي بقيادة مسؤولين في أحزاب المعارضة". ونقل المركز أن الجهات المختصة "بدأت مباشرة الإجراءات الأمنية والتحقيقات مع شخصيات مدنية وعسكرية ذات صلة بالمخطط بعد إلقاء القبض عليهم". وتزامن الإعلان عن إحباط "المؤامرة" مع تحرك دبابات ومدرعات وناقلات جند وتجهيزات في شارع عبيد ختم الرئيسي الذي يربط المطارين العسكري والمدني في الخرطوم بمباني الحكومة في وسط المدينة. في حين بدت الإجراءات الأمنية عند وزارة الدفاع ومقر المخابرات ومبان أخرى عادية في الساعات الأولى من الصباح.