أ.د. عاصم حمدان ** قبل أكثر من ثلاثين عامًا وتحديدًا في 13 حزيران 1982م، قام داعية السلام اليهودي -غير الصهيوني- إسرائيل شاحاك Isreal- Shahak بترجمة ما عُرف باسم وثيقة كيفونيم: Kivynim، والتي تمثل -آنذاك- وجهة نظر حزب الليكود الإسرائيلي الحاكم، وزعيميه شارون وإيتان، إزاء الصراع في الشرق الأوسط، ولقد أضحت هذه الوثيقة بمثابة خارطة طريق لجميع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة حتى وقتنا الحاضر، وبمباركة من القوى الاستعمارية الغربية، وهي تنطلق من رؤية في غاية الخطورة، وليس فقط من خلال عملية إقصاء الفلسطينيين عن وطنهم بوسائل متعددة، بل تجزئة الوطن العربي بأكمله إلى دويلات إكمالًا للمهمة التي قام بها الغرب من خلال ما عُرف باسم معاهدة سايكس-بيكو Sykes-Picot، والتي نتج عنها الوضع السياسي العربي القائم. ** وتنطلق الخطة حسب رواية مراسل صحيفة هارتس الإسرائيلية Ha›aratz، والذي يحمل اسم Zeev-shiff، من الدولة العربية العراق، وذلك بتقسيمها حسب الهوى الصهيوني إلى دولة شيعية، وأخرى سنية، إضافة إلى انفصال إقليم كردستان. ** ترى الخطة الإسرائيلية أنه يجب التركيز على الانقسامات العرقية والدينية في دول العالم العربي، والتي تقدرها بحوالى 19 دولة، واصفة إيّاها بأنها -أي هذه الدول- مثل البيت المؤقت والذي لا يقوم بناؤه على أساس قوي، وإن بث الكراهية بين أصحاب هذا البيت من خلال تلك الخلافات أو الانقسامات هو السبيل الأنجع لتغيير معالم وحدود الدولة العربية الحديثة، والتي لم يكن للعرب وتطلعاتهم في حقبة 1339 – 1947م، دور أو رأي في قيامها، وعليه لا يكون لهم دور -أيضًا- في إعادة ترسيمها ثانية، وإذا دققنا النظر فإن ما نبه إليه العربَ الناشطُ شاحاك فيما دعاه «الخطة الصهيونية للشرق الأوسط»، نجد أن العرب في حاجة إلى مزيد من الحذر واليقظة، الشديدين فيما يجري حولهم، ولعل هذا يفسر لنا سعي ليكود نتنياهو لترسم معالم خطة شارون - إيتان، ولقد أوغل نتنياهو في خبثه ودهائه ومكره عندما انتشل -تسيبي ليفني- من منحدرها السياسي ليجعل منها وزيرة للعدل! ورئيسة للوفد الإسرائيلي المفاوض والذي يتكون كالعادة من عدد من الخبراء والقانونيين، بينما في المقابل تظل شخصية فلسطينية واحدة -فقط- لتقوم بعبء سياسي كبير يهم الأمة جميعًا، وليس لمجموعة محددة. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain