دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون الجمعة، حزب العمل المعارض لبدء محادثات بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية. ونسب راديو إسرائيل إلى مصادر سياسية قولها إنّ شارون قدم هذا العرض في مكالمة تليفونية مع زعيم حزب العمل شمعون بيريس بعد أن صوتت اللجنة المركزية لحزب الليكودالخميس، بالموافقة على التراجع عن قرارها بحظر التفاوض مع حزب العمل لتشكيل ائتلاف حكومي. ومن المتوقع، وفقا لهذه المصادر، أن تبدأ محادثات الائتلاف الأحد، بعد أن تعطي قيادة حزب العمل موافقتها. وكان حزب الليكود الإسرائيلي وافق على خطّة رئيس الوزراء أرييل شارون بضم حزب العمل المعارض إلى حكومته الائتلافية، مما يدعم آمال شارون لتمرير خطته بالانسحاب من قطاع غزة. وأفادت التقارير بشأن عملية التصويت التي استمرت حتى ساعة متأخرة من الخميس أن 62% من 2267 من أعضاء اللجنة المركزية في الحزب الذين شاركوا في عملية التصويت، قد وافقوا على الخطة. وستفتح نتائج التصويت باب المفاوضات مع حزب العمل الذي يمتلك 22 عضوا في الكنيست الذي يضم 120 مقعدا . وكان شارون حرص قبل الإدلاء بصوته على توجيه نداء أخير لأعضاء اللجنة المركزية وعددهم ثلاثة آلاف لتأييد اقتراحه. ولوح مجددا في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية بأنه إذا لم يتمكن من إشراك العمل في حكومة موسعة جديدة, فسيدعو إلى إجراء انتخابات جديدة مما سيؤدي إلى إعاقة جدوله الزمني للانسحاب من غزة بنهاية العام المقبل. وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد أشارت الخميس إلى أن 70 بالمائة من الإسرائيليين يؤيدون تشكيل حكومة تضم حزبي العمل والليكود، إلا أن المسح الذي أجرته الإذاعة أشار إلى أن حزب شارون سينقسم حول هذا الأمر، وأن 48 بالمائة من أعضاء الليكود سيعارضون خطته. ويعاني شارون حاليا من تمرد داخل حزبه يقوده عضو البرلمان عوزي لاندو. وكان شمعون بيريز، زعيم حزب العمل الإسرائيلي المعارض، قد أعلن في وقت سابق أن حزبه "حريص" على الانضمام لحكومة وحدة وطنية مع شارون، لأن حزب العمل يساند خطته الخاصة بفك الارتباط، والتي تقضي بالانسحاب من قطاع غزة. وجاءت تصريحات بيريز بعد أن قام شارون في بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول بطرد وزراء حزب شينوي (التغيير) شريكه الأساسي في الحكومة، بعد تصويت اعضائه ضد مشروع ميزانية الدولة. وقال الخبراء إن من شأن ذلك أن يحدث أزمة في الحكومة حيث بات لا خيار أمام شارون سوى دعوة حزب العمل. ولم يبق بحوزة حزب الليكود حاليا من مقاعد سوى 40 من أصل 120 مقعدا في الكنيست.