هنا ننشر رسالة مكتوبة من جميع طاقم العمل في "الاشتراكي نت" و جريدة "الثوري" تحية للشاب اليمني البارز ابراهيم مثنى الذي وافاه الأجل عصر يوم الخميس الماضي .. صديقنا الكبير والكثير / إبراهيم مثنى .. تأخرنا في كتابة هذا النعي كثيراً وكان من المفترض أن يصدر مباشرة بعد رحيلك عنّا. نعترف أننا لم نقدر ولم نكن ممتلكين لقوة تدفعنا لفعل هذا. لقد جاء الخبر، خبرك، صادماً وبشكل يدخل في إطار العبثي والمستحيل. إن موتاً مثل موتك قتل ،كما يقال، وعلى هذه الحال كنّا، حالة القتل التي داهمتنا فلم نعد قادرين على فعل شيء أو الإمساك بقلم . صديقنا الكبير ابراهيم .. لقد رحلت عنّا بأزمة قلبيةَ لكن كيف نصدّق وكل الطب المتطور يقول باستحالة وقوع هذا الأمر لشاب لم يبلغ الخامسة والعشرين من عمره ! هذا من الناحية الطبية أمّا من ناحية الحياة فيكف استطعت أنت أن تتركها بهذه السرعة وقد كان معك الكثير الذي سوف تفعله معها في الأيام القادمة، في أيامك القادمة! لمَ إذاً توقفت وأنت في الخطوة الأولى، وأنت في البداية، هذه البداية الكبيرة التي فعلتها أنت خلال وقتك القليل الذي قضيته فيها من السنوات. 24 عاماً يا ابراهيم وفعلت كل هذا، سريعاً سريعاً وبجدارة وبقوة وبلفت انتباه لمن عرفك وتقاطع معك أو سمع عنك. كان الجميع يتحدّث عنك، وأولئك الذين يسمعون عنك كانوا يدخلون في دهشة كبيرة حين مقابلتك ليتفاجأوا بأنك أصغر بكثير من تلك السن التي كانوا يتصورونك فيها. فلماذا فعلت هذا الرحيل السريع ! هل كنت تفعل كل تلك العجالة في الحياة لأنك كنت على علم مسبق أخبرك به قلبك بإن الخاتمة ستكون سريعة فسافرت وتعرفت وتعلمت وقرأت وأحببت العالم والناس بكل تلك السرعة والكثافة. هل تصر أن تبقي كل شيء طي الكتمان والسرية ولن تخبر به أحداً ! صديقنا ورفيقنا الكبير ابراهيم .. يعجزنا الكلام هنا كما يعجزنا ويالمنا أكثر ونحن نتحدث معك هنا بصيغ الماضي. نقول: لقد كنت ولقد كنت ولقد كنت. نؤكد بهذا أنك لم تعد حاضراً في الحياة ولم تعد خطواتك تفعل تقدماً فيها وتصنع معارف جديدة ومعارف أجدّ! لقد صرت خبراً بعد أن كنت علماً كبيراً ومؤثراً ونبيلاً . يا صديق المواطنة العميقة والمحب العاشق لبلدك ولناس بلدك وأنت الذي كان بإمكانك أن تهاجر إلى اي بلد غربي مستعد ويسعده أن تقيم فيه وأن تكون من مواطنيه. لكنك كنت رافضاً كبيراً ولا تهادن في مسألة الهجرة والابتعاد عن اليمن الذي كأن كله بداخلك وفي عقلك وتفكيرك . كم تخسر اليمن بغيابك النهائي عنها يا ابراهيم ! لكن هل رحلت فعلاً! سؤال ما يزال الكثير الكثير من رفاقك واصدقائك ومن سمع عنك يطرح هذا السؤال والتساؤل في كل لحظة وثانية يعيد فيها التفكير في مسألة موتك الذي أتى كضربة جبل عاجلة لم تترك سبيلاً لأي إمكانية للفهم أو الإدراك . لن تكفي كل الكلمات أن نفيك حقك، لهذا نكتفي أن نقول لك :أنت في قلوبنا يا أبراهيم.. وستبقى في قلوبنا . " الاشتراكي نت" وجريدة"الثوري " سيرة ذاتية. إبراهيم مثنى (24عاما) كاتب وناشط ومبادر اجتماعي من اليمن. بدأ في الكتابة عندما كان في الثانية عشرة من عمره، وقد نشرت تعليقاته في العديد من وسائل الإعلام والصحف مثل النيويورك تايمز، سي إن إن ، الجزيرة الإنجليزية، وإل باييس الإسبانية كما أنه أحد مؤسسي. حزب الوطن ونقاش اليمن التنويري . عمل إبراهيم بنجاح في إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع، ونفذ عدة برامج للتوعية في المجتمعات المحلية في أنحاء اليمن. اكتسب إبراهيم خبرة كبيرة في العمل التطوعي من خلال عمله مع العديد من المنظمات المحلية والدولية ، بما فيها اليونسكو، البنك الدولي، مؤسسة الفكر العربي ، هيومن رايتس ووتش والعديد غيرها. وكان أصغر مراقب دولي للانتخابات المحلية والرئاسية في العام 2006 في اليمن، بالإضافة للانتخابات الرئاسية في مصر عام 2012، وانتخابات المؤتمر الوطني في ليبيا كما يملك خبرة في العمل كمتطوع في أثيوبيا والهند واليابان وألمانيا ودول أخرى . في العام 2010 بات إبراهيم أصغر عضو في اللجنة الاستشارية لمؤسسة الفكر العربي، والتي تتكون من مجموعة من المفكرين الأكاديميين ورجال الأعمال من العالم العربي، ويتمثل عمله في تزويد المنظمة بالإرشادات المتعلقة بالتعامل مع طيف من المسائل الهامة. كما يشغل إبراهيم كذلك منصب سفير لشباب الفكر العربي، وصانعي التغيير العالمي، وهو شريك عمل لمنظمة أوكسفام وخريج المعهد السويدي "يو أل في بي" وأحد الأصوات الشابة لمشروع اليونيسكو التعليم من أجل التنمية المستدامة . كان إبراهيم أحد المتحدثين في شتى المناسبات الدولية، بما فيها المؤتمر العام لليونسكو، والمنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط، ومنتدى إسطنبول العالمي، ومنتدى جدة الاقتصادي، ومؤتمر "اليمن في المرحلة الانتقالية" في جامعة هارفرد، ومنتدى "تالبرغ ".