بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، انطلقت صباح أمس فعاليات سوق عكاظ الثقافية بندوة: «تطلعات وإبداعات الشباب» والتي احتضنتها جامعة الطائف. وكانت الندوة على ثلاثة محاور، المحاور الأول تحدث فيه وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري عن دور الشباب في وضع استراتيجية المنطقة، حيث بدأ الخضيري حديثه بحديث النبي عليه الصلاة والسلام: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها)، وقال: ديننا دين التعلم والعمل ولو تأملنا كل إنجاز لوجدناه حلما كانت بدايته ولنأخذ حلم المؤسس الملك عبدالعزيز الذي وحّد هذه البلاد فجعل من حلمه حقيقة ترى وتتلى إنجازاتها وتتوالى الأجيال تذكرها فتشكر من كان وراء هذا التوحد والتفرد. وخاطب الدكتور الخضيري الشباب، قائلا: كل منكم لديه حلم.. فكرة.. علينا أن نعيها ونسعى لتطويرها. وقدم عرضًا عن موقع الشباب في الخطة الإستراتيجية للإمارة، مؤكدًا أن الأمير خالد الفيصل حينما وضع إستراتيجية الإمارة كانت أول مبادرة فيها هي بناء الإنسان وكان الشباب هم المستهدفون بالرؤية. وأضاف أنه تم وضع ستة مرتكزات لتنمية مكة هي: الكعبة وهي الأساس بحيث تكون المنطلق الأول للتنمية، وبناء الإنسان وتطوير الإمكانات البشرية، وأن تصبح مكة أنموذجًا محليًا وإقليميًا وعالميًا للتنمية، والتنمية الشاملة، بالإضافة إلى مشاركة جميع القطاعات بما فيها القطاعات الأهلية والمجتمع المدني في العملية التنموية، وأخيرًا لم تهمل الإستراتيجية الإجابة على سؤال «نحو العالم الأول»، فالشعار لا يعني التخلي عن الثوابت والمرتكزات الثقافية، وإنما يعني أن المملكة قادرة على تقديم النموذج الإسلامي، الذي يعبّر عن جوهر الإسلام الصالح لكل زمان ومكان. ولفت وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة إلى أنه لتحقيق هذه الإستراتيجية كان لابد من تحسين الأداء الحكومي، ولكي نحسّن الأداء الحكومي، رأى الأمير خالد الفيصل أن نبدأ بالإمارة حتى نكون قدوة لغيرنا، فأعاد هيكلتها بحيث تشتمل على ستة قطاعات رئيسية، أبرزها وكالة للتنمية تعنى برصد مشروعات مكة ومتابعتها، وقد أجرت في عام 1432ه بواسطة 1700 شاب مسحًا لمشروعات مكة لمعرفة المتعثر منها، وتم عرض هذه المشروعات في اجتماع حضره ولي العهد حينها ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، وكان الهدف من هذا إبراز السلبيات لا الإنجازات. وأضاف: كما تتشرّف الإمارة باحتضان قطاع الحج والعمرة، مبيّنًا أن الإمارة أطلقت في هذا الصدد حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري»، بحيث لا تصبح الممارسات السلبية في الحج أمرًا طبيعيًا، كذلك هناك القطاع الأمني وهو في غاية الأهمية، فالتنمية والأمن وجهان لعملة واحدة. وتطرّق الدكتور الخضيري إلى البرامج التي يشارك فيها الشباب وهي مجلس شباب مكة للتنمية ويعمل على معاضدة مجلس الإمارة في كل عمليات التنمية المتعلقة بالشباب، وملتقى شباب مكة، وجمعية شباب مكة للعمل التطوعي وهدفها توجيه العمل التطوعي في مختلف المحافظات، ولجنة شباب رواد الأعمال، بالإضافة جمعية مراكز الأحياء، والمجلس الأسبوعي لأمير المنطقة الذي يلتقي فيه بجميع قطاعات المجتمع، بما فيهم الشباب. من جهته، تحدث المشرف على الإستراتيجية الوطنية للشباب الدكتور صالح النصار عن الإستراتيجية الوطنية للشباب، مبينًا أن الخطة موجّهة للشباب من الجنسين الذين يشكلون غالبية المجتمع، بحيث تزيد نسبتهم على المعالين، وهم من دون الخامسة عشرة، وفوق 65، مبينًا أن هذا التفوّق يسمى نافذة ديموغرافية، وهبة لا تتاح للشعوب إلا مرة واحدة في تاريخها، وموضحًا أنه من أجل هذه الهبة تم وضع الخطة الإستراتيجية للشباب. وأوضح أن الخطة اشتملت على ثمانية مجالات، هي: الصحة ويعنى بمعالجة القضايا الصحية لدى الشباب مثل التدخين والمخدرات وحوادث المرور والعمل ويعنى بالبطالة وتوجيه الشباب للعمل الحرّ والأسرة والإعلام والثقافة، والتدريب ويتضمن تهيئة الشباب للسوق ومتغيراته، والمواطن الصالح ويعنى بأساليب التنشئة، والأمن الفكري، وأخيرًا الترويح واستثمار وقت الفراغ، لافتًا إلى أن هذا المحور يتضمن التوسع في بناء المرافق الشبابية والحدائق والمرافق الرياضية وتفعيل مشاركات الشباب في الفعاليات الثقافية. وكشف النصار عن أنه تم إعداد الخطة بعد الإطلاع على الخطط الخمسية، وعلى أكثر من 80 خطة للشباب حول العالم، إضافة إلى ورش عمل مع الشباب. الندوة شهدت تقديم خمسة شباب مبدعين، هم: مصعب المالكي والذي تحدث عن تجربته في الأفلام القصيرة والتي بدأت حلما معه تشكّل فيما بعد عندما عمل وثابر وسافر وقرأ وبحث فتحقق حلمه من خلال تبنّي جامعة الطائف لموهبته. والشاب محمد الزايدي والذي تحدث عن اختراعه «تطبيقات نافذة مكة» والذي من خلاله يقدم صورة لمكة وتلك الحركة المستمرة في البشر والذين جاءوا لشيء واحد ينبعث من أرواحهم، وكانت جامعة الملك عبدالله هي التي احتضنت اختراع الزايدي وباركته وطوّرته. والشاب هيثم رضوي الذي اخترع مادة تُستخدم لواجهات العمائر تكون أقل تكلفة وأخف وزنًا وأطول عمرًا ولكنه لم يجد من يأخذ بيده لمشروع متكامل وهو انشاء مصنع لهذه المادة. والشاب راكان الحارثي الذي تحدث عن مكواة تُستخدم في السفر وهو حلم تحوّل لواقع. والشاب أسامة جمال صاحب فكرة «دمك عسل» والتي كسرت الرقم القياسي في أرقام جينيس في الفحص عن السكري.