ADEN FM – خاص بلاغ صحفي لحزب التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" يعبر التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج " عن أسفه الشديد عند إطلاعه على محتويات التقرير الذي قدمه المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر يوم الجمعة 27 سبتمبر 2013 لمجلس الأمن الدولي لما تضمنه من تزييف متعمد للحقائق دون الإهتمام بالوقائع التي تؤكد تعثر مؤتمر الحوار وخيبته كما يلمسه الجميع ووفقا لتصريحات الكثير من المشاركين فعليا في المؤتمر نفسه. اول الكفر ان هذا التقرير جانب الصواب في استعراض مايفترض ان ينجزه مؤتمر الحوار خاصة وانه قد اشرف على الإختتام وذهب يناقش قضايا نظرية وتصورات من نسج الخيال وكان مهمة مؤتمر الحوار هي صياغة وثائق وخطط جميلة وهي التي ستكون كفيلة بحل المشاكل المعقدة على الأرض والمستعصية على الحل. مؤتمر الحوار أصلا هو احدى مخرجات المبادرة الخليجية التي جاءت لحل المشاكل المتفاقمة بين طرفي مؤسسة السلطة في قبيلة حاشد التي تسيطر على مقدرات اليمن والجنوب وتصادر حقوق شعبين اطلقت ليدها السلطة المطلقة في ذلك. كيف بقدرة قادر تجاهل التقرير فشل السلطة الحالية ممثلة بحكومة الوفاق ومؤتمر الحوار حيث مازالت الخلافات بين الطرفين المتنفذين في اليمن في صراع مستمر ومازالا يقودان اعمال عنف وتخريب على نطاق واسع تارة بأسماء مجهولة وتارة أخرى باسم تنظيم القاعدة والجميع يدرك ان مايسمى بتنظيم القاعدة هي عبارة عن فرق تتبع مؤسسات الأمن والحرس الجمهوري والقوات الخاصة وتستخدمها تلك الأطراف المتنفذة في صراعها مع بعضها ومع خصومها وخاصة أبناء الجنوب العربي المحتل. لقد اغفل التقرير حقيقة ان اليمن مذ التوقيع على المبادرة الخليجية قد تدهورت فيها الأوضاع بشكل كبير سياسيا وامنيا واقتصاديا واستاءت الخدمات بمختلف أنواعها بشكل لايحتمل وأنتشرت اعمال التخريب الإقتصادي لأهم قطاعات الدولة المتمثلة في الكهرباء والغاز النفط والحقت بالإقتصاد اليمني خسائر هائلة تفوق اضعاف مضاعفة ماتقدمه دول مجلس التعاون الخليجي وأصدقاء اليمن والدول المانحة وغيرة ناهيك عن استمرار وتفشي الفساد الذي يديره طرفي الصراع المتنفذين من قبيلة حاشد مشاركة مع الشركات أجنبية الأوربية والأمريكية يشتركون في النهب المنظم لثورات البلاد مع عجز الدولة التام في التصدي لهذا التخريب هذا إذا جاز لنا ان نسميها دولة. لم نستطع استيعاب الأرقام التي ضمنها تقرير المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر حول إنجاز المؤتمر لتسعون بالمائة من مهامه ونحن لانرى شيئا ملموسا على الأرض بل انه بتقريره هذا اكد ان المؤتمر قد ذهب أدراج الرياح. ونحن هنا نساله ان المؤتمر جاء عليه ان يحل المشكلة الرئيس التي تقف عائقا امام مهمة بناء الدولة المتعثرة بسبب وجود القوى المتنفذة المتصارعة من قبيلة حاشد الحاكمة. إلى أي مدى استطاع مؤتمر الحوار حل هذه المعضلة لأن بقاء هذه القوى مطلقة اليد يصبح معها حوار الأطراف الأخرى هباءا منثورا. مؤتمر الحوار ليس مهمته في الحقيقة تصميم الوثائق ومناقشة قضايا المياة والمشاكل الروتينية فهذه مهمة المؤسسات الحكومية المتخصصة وليس النشطاء السياسيين ونحن ندرك جميعا ياحضرة الدبلوماسي المخضرم ان مخرجات مؤتمر الحوار وخاصة حول شكل الدولة قد اعدت خارج اليمن وقد سربت قبل فترة ليس قريبة ولاداعي للممحاكات بل وان الدستور الذي تنوون اعداده هو الآخر قد تم تجهيزه خارج اليمن في وقت مبكر ولكننا نقول لكم ان الوثائق الجميلة لن تحل المشاكل المعقدة على الأرض فالبرنامج السياسي للمؤتمر الشعبي العام – الذي دمر البلاد بشكل منظم وممنهج على مدى ثلت قرن – اعد بشكل جيد ومتقدم لكنه بعيدا عن الممارسة وعن الواقع. نعبر عن احتجاجنا لما وصفه التقرير بممثلي الحراك السلمي الجنوبي لان هذا شيئا مجافيا للحقيقة فجميع الذين حضروا حضروا دون أي تفويض من الحراك بل واكدوا هذه المسالة بشكل صريح في الجلسات الأولى للمؤتمر ويؤكد هذه الحقيقة التصعيد الثوري للحراك الجنوبي وخروج شعب الجنوب بمليونيات تدعو لرفض أي مخرجات للمؤتمر. في حقيقة الأمر ان المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الذي تفرع منها لم تكن معنية بالقضية الجنوبية ولم تأت لمعالجتها بل انها صممت لحلل الصراع المتفاقم بين طرفي السلطة المتصارعين في اليمن.. وإذا أراد السيد جمال بنعمر ان يختبر تأييد شعب الجنوب لمن حضروا المؤتمر من أبناء الجنوب ولمخرجات مؤتمر الحوار اليمني فإننا ندعوه لان يأتي مع مختلف المجاميع سوءا التي شكلت احزابها السياسية عشية مؤتمر الحوار لغرض واضح او الذين حضروا بشكل فردي ندعوهم جميعا بمعية المبعوث الأممي ان يختبروا حضورهم وتأييد الشارع لهم عبر الدعوة لمظاهرة تأييد حتى لاتكرروا احاديثكم عن ممثلي الحراك الجنوبي دون أي مسئولية. ربما أنكم لاتدركون حقائق الأشياء في اليمن فهذه مسألة معقدة فاليمن يعيش بدون دولة وهذا وضع طبيعي في بلد لايحترم القانون ولا يقبل بوجود الدولة فمازال شيخ القبيلة هو السلطة الفعلية فالحكومة ومؤسساتها هي واجهة مزيفة للسلطة أما السلطة الحقيقة فهي سلطة القبيلة واتفاقات القبائل القديمة والجديدة ولهذا انفردت اليمن بخصوصية ربما لم يستوعبها جمال بنعمر عند حديثة عن تفرد اليمن بالحوار السياسي من بين جميع دول الربيع العربي. على الرغم من أن مشكلة السلطة وشكلها في اليمن امر يخض شعب اليمن ولايعنينا نحن في الجنوب العربي المحتل إلا ان وضعنا كشعب يرزح تحت هيمنة الاحتلال اليمني فإننا معنييون بإبداء رأينا وتوضيح موقفنا للراي العام وللمؤسسات الدولية.. ونود ان نذكر ان أي تلويح لفرض مخرجات الحوار علينا هو عمل مناقض لكل مواثيق الأممالمتحدة والمبادئ العامة لحقوق الأنسان وان أي محاولة للتلويح بملاحقة من يرفضون هذه النتائج هو أمر يدعو للعنف الذي قد يؤدي إلى حرف الثورة الجنوبية عن سلميتها ونحذر من حدوثه ومن عواقبه الوخيمة. نلتمس العذر للمبعوث الأممي في اخفاقه في مهمته المستحيلة فقد أخفقت جيوش جمال عبدالناصر الجرارة في إعانة من أرادوا أن يبنوا دولة وانهكت جيوش الإمبراطورية العثمانية عند احتلالها لليمن فلليمن خصوصية متفردة لايعرفها الا أهلها من القبائل النافذه والكبيرة لكننا لانعذركم في إخفاء حقيقة اخفاق وفشل المؤتمر ليس على مستوى تناول القضية الجنوبية بل وعلى مستوى حل مشكلة الصراع المتفاقم بين الأطراف المتنفذة وفي كبح سيطرة وهيمنة تلك القوى المطلقة على كل مقدرات اليمن واعاقتها لأي جهود في إيجاد أسس سلمية ومتينة لبناء الدولة. إن استمرار تجاهل المجتمعين الإقليمي والدولي بمؤسساتهما الرسمية امر لايحل المعضلات التاريخية والمعقدة بين اليمن والجنوب او داخل اليمن نفسها وهو أمر اكدنا عليه مرار نحن في التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" ومختلف قوى الثورة التحررية في الجنوب العربي المحتل وهو ما أدى الى تفاقم مختلف اشكال الصراعات بشكل يهدد معه الأمن والسلم في المنطقة ويهدد معها المصالح الإقليمة والدولية على حد سواء..فتجاهل حق شعب الجنوب في تقرير مصير وفقا لما نصت عليه مواثيق الأممالمتحدة يدفع الثورة للخروج عن سلميتها ويفوت فرص الحل السلمي على الجميع وهو أمر لايخدم احد. ومع صدور هذا التقرير المخيب للأمال واقتراب موعد الذكرى الخمسون لإنطلاقة ثورة الرابع عشر من أكتوبر في الجنوب العربي المحتل ضد الإمبراطورية البريطانية فإن التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" يدعو جماهير شعبنا الى الخروج بمليونية في العاصمة الجنوبية عدن ونضم صوتنا الى جانب كل قوى الثورة التي دعت لهذه الفعالية ونهيب باعضاء "تاج" للمشاركة الفاعلة في إنجاحها والتعبير الواضح عن رفضنا لمخرجات مؤتمر الحوار اليمني وندعو الشباب ان يصعدوا من نضالهم وأن يتقدموا الصفوف للإمساك بزمام المبادرة بعيدا عن الولاءات وبعيدا عن عبادة الزعامات التي كانت سببا رئيسا في تمزيق الصفوف واضعاف وحدة الثورة. ونحن نشهد فشل مؤتمر الحوار واخفاق العملية السياسية برمتها وسلطة الدولة باتت اضعف من ان تقود او تغير او تصلح لذا فقد انتشرت فرق القتل التي تستدف نشاطاء الثورة وكوادر الجنوب العربي الأكفاء من عسكريين ومدنيين لذا فإننا ندعو للإسراع بتشكيل لجان الدفاع عن الثورة في كل مناطق الجنوب للحفاظ على الأمن والسكينة والتصدي لكل فرق القتل والاشباح بعد أن غابت الدولة التي لم تكن موجودة وندعو الجميع للإلتفاف حول اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الجنوبي ودعم أنشطتها فنحن احوج من أي وقت مضى لتشكيل قيادة جنوبية شرعية مخولة بالتخاطب نيابة عن شعب الجنوب وتعبر عن مطالبه في الحرية والأستقلال والحفاظ على الهوية التاريخية الجنوبية العربية. صادر عن : التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" الجنوب العربي المحتل الأحد 29 سبتمبر 2013