لا تُخبروا أمّي أني عميتْ.. لا تخبروها أنني في السجن أقبع في زنزانتي وحدي يُصبُّ الموتُ في صدري و يحرس نومتي قردين.. لا تخبروا أمي أني عميت لا تخبروها أن ابنها في السجن باع حبيبتيه لا تخبروها أنهم في الأسر لا عهد لهم نقضوا العهود و صار نهارهم ليلين لا تخبروها أنّ صديقاً لابنها في السجن مات و أنّ حبيبها يزاحم شوقه و الموت بين رصاصتين يُرشّ على يديه الملح، و فكّوا عنهما القيدين لم القيدين؟.. بغير يدين! أخبروها أنّ بني صهيون طائيون في اللطفِ.. أنّي يوماً مرضتُ، فغضّوا الطرفَ عن مرضي، يا للكرم، لم يعاقبوني على ذنبي.. و زادوا الحبّ مقدارين قالوا.. دعوهُ، علّ يديه تصبحان في حضن هذا الجرحِ هالكتين! فإنّ القيد آلمهُ و أتعبهُ و نحنُ بطبعنا كرماء أنضعُ القيدَ سيدتي بلا كفينْ! و لن تؤلمكَ يا أمّاهُ بعد اليوم دمعته أيبكي شوقهُ يوماً بلا عينين! أخبروها أنّ الصبر من صبره يستزيد كل يومٍ مرتين! يسائلهُ بعينين حائرتين، أن دلّني ما الصبرُ يا ولدي؟ الصبرُ يا سيدي أن أبتسم لوجودك بلا عينين.. أن أسُدّ جوع هذي الأرض بإضرابٍ يتلوهُ إضرابين.. لا تُخبروا أمّي أن عميت... أنا يا أمّي قبل أن يكفّنوا عيناي، دسستُ فيهما صورتين أولاهما لبسمتك و أخرى لأرضي الحزينة.. و أكتفي بهاتين! عيناي يا أمّي بلا أرضي كصحرائين عيناي يا أمّي بلا وطني، كحنظلتين لا تُخبروا أمّي أني عميت، فكم من مبصرٍ أعمى، و كم من مقعدٍ بالعقل أحيا أمّتينْ.. هَنا محمّد/فلسطين 20/4/2013 9:24 Pm (كتبتها متأثرة بخبر سمعته في برنامج صباحي على اذاعة القدس، و بحثت عنه كثيراً و لم أجد له أثراً في أي موقع الكتروني/ كان يدور حول رسالة من اسير يقول في مقدمتها " لا تخبروا أمي أني عميت" : الأسير فقد نظره و احدى يديه متأثراً بمرض ما في سجنه