جاء إلى الحج والذنوب تغطيه من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه، فلقد فعل ما لم يفعله أحد سواه، وأثار مشاعر جميع المسلمين والمسلمات في كل أنحاء العالم، فقامت الاحتجاجات والمظاهرات ضده في كل بقاع الأرض، ولكن لأن "الله عزوجل يمهل ولا يهمل"، ها هو المنتج السينمائي الهولندي السيد آرنولد فاندورن يأتي لأداء فريضة الحج هذا العام بعد أن منّ الله عزوجل عليه بنعمة الإسلام.. جاء المنتج الهولندي والدموع تملأ قلبه قبل عينيه، والأسى والندم يقطع ضميره، ولكنه الأن هو إنسان مسلم أصبح يدرك أن الله عفو كريم، وأن رسوله محمد عليه أفضل الصلاة السلام هو أعطف البشر وأكرمهم وأرحمهم.. جاء السيد فاندورن للحج بكل خشوع وإيمان، وقال بنفسه: "عندما وقفت أمام قبر الرسول الكريم في مسجده بالمدينةالمنورة أدركت حجم الخطأ الذي اقترفته، والذي لن أسامح نفسي عليه، ولكني سأقوم بعمل فيلم سينمائي آخر يوضح حقيقة هذا الرسول العظيم لعلي بذلك أمسح بعض سيئات ما قمت به". هكذا شاءت إرادة المولى الكريم، هذا الرجل الذي أساء للإسلام، ولنبي الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام، يأتي بقلب جديد عامر بالإيمان، يأتي ليؤدي فريضة الحج، وليتعرّف بنفسه على عظمة هذا الدين، فبكى وبكى وبكى لعله بذلك يطهر نفسه من ذنب عظيم اقترفه، وليبدي كل الندم على ما فعله، واليوم هو إنسان مسلم، إنسان جديد، هداه الله عز وجل ليكون قدوة وعبرة للعالم كله. كنت أتمنى أن تستغل وزارة الثقافة والإعلام تواجد منتج الفيلم السينمائي المسيء لرسول الله عليه أفضل الصلوات والسلام في موسم الحج، وتقيم له مؤتمرًا إعلاميًا خاصة أن موسم الحج يشهد في كل عام تواجد جميع وسائل الإعلام العالمية، فكانت فرصة كبيرة لا تتكرر لو قدمنا هذا المسلم الجديد في مؤتمر بحضور الإعلام العالمي ليشهد الجميع عظمة الإسلام، عظمة هذا الدين الكريم، وإرادة المولى عزوجل في أن يجعل هذا الشخص قدوة وعبرة. لقد كان تواجد المنتج السينمائي الهولندي السيد آرنولد فاندورن فرصة كبيرة في أن نستغل حضوره في لفت أنظار العالم كله إلى عظمة الإسلام، وخاصة في العلم الغربي، فلو شاهدوه وهو بملابس الإحرام العظيمة يتحدث عن الإسلام وسماحته وعن رسول الله عليه أفضل الصوات والتسليم، فبالله عليكم كيف سيكون حجم التأثير والصدى؟ كيف سيكون تأثيره على كل الذين ساندوه وساعدوه في الفيلم المسيء؟ كيف سيكون تأثيره على المتلقي الغربي وهو يشهد بأم عينه أن الرجل الذي أنتج الفيلم وأساء لرسول البشرية ها هو يبكي ندمًا على ما اقترفته يداه؟ ها هو يأتي إلى مسجد الحبيب عليه الصلاة والسلام والدموع والألم والندم يحيطون به من كل مكان، ولكنها سماحة الإسلام العظيم، وقدرة المولى الكريم، ليقف أمام قبر الحبيب عليه أفضل الصوات وأتم التسليم، ليشهد بنفسه الروحانية الكبيرة التي يتحلى بها الدين الإسلامي الحنيف. بصراحة.. لم نُحسن فرصة تواجد هذا الرجل بيننا، لم نستغل هذه الفرصة الذهبية في ظل تواجد كل وسائل الإعلام العالمية بيننا، كانت فعلا فرصة تاريخية، ولكن الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الثقافة والإعلام، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، ووكالة الأنباء السعودية، وغيرها، جميعهم لم يستوعبوا أهمية مثل هذا الحدث الذي كان سيكون سبقًا إعلاميًا عالميًا بمعنى الكلمة، ولكن للأسف لم يكن هناك "حس" إعلامي يعرف كيف يصطاد هذا السبق العالمي، ففقدنا فرصة لا تتكرر ولا تعوض، لقد فات على إعلامنا "الحس" الإعلامي في واحدة من أهم المواقف، التي كان يجب أن نستغلها خير استغلال، ولكن...!!! إحساس يا قمر شوف الحبايب كل واحد له رفيق إلا قلبي مالوا صاحب ماشي وحدوا في الطريق (يا قمر تسلم لي عينك)