ذكر خطيب جامع السديس في حي الرحاب بجدة الشيخ إبراهيم الحارثي في خطبة الجمعة يوم أمس والتي استغرقت 24 دقيقة أن خطبة الجمعة تؤثر كثيرًا في الناس قائلًا هل الخطبة ممكن أن تؤثر إلى درجة كبيرة وتصنع التغيير وتنقل الإنسان إلى حياة جديدة؟ نعم أنها تؤثر وتغير فهذا مثال إليكم وشاهد ففي أحد الأيام وجدت رجلًا ينتظرني مكان خروجي من المسجد وقال لي أنا لا أعرفك ولا أعرف اسمك ولأول مرة أصلى لكنني رأيت المسجد ثم حدثتني نفسي بأن أصلي فدخلت ولله الحمد قبل أن تبدأ الخطبة واستمعت إليها وصليت ولقد غيرت فيَّ شيئًا فأنًا شخص لا أصلي وعاق لوالدي أظلم زوجتي وأضربها وارتكب الفواحش وأشرب الخمر وأعيش حياتي كما يحلو لي لكني حضرت اليوم واستمعت للخطبة وأشهد الله عز وجل ثم أشهدك أنني أعلن توبتي أمامك الآن سوف أغير من حياتي. أما المثال الآخر فبعد إحدى الخطب التي تحدثت فيها عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه وما الذي ينبغي أن يفعله الرجل مع زوجته وقد تحدثت أكثر من مرة عن هذا الموضوع لأهميته ثم بعد الخطبة لقيني رجل وقال أنا متزوج ولقد طلقت زوجتي مرتين ولدي منها أبناء وعشت معها سنوات وأنا أظلمها وأهينها وأشتمها وقد كنت أعزم على طلاقها الطلقة الثالثة في الأيام المقبلة ولكنني أشهد الله عز وجل أنني أبدأ من اليوم حياة جديدة مع زوجتي بعد أن سمعت كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع زوجاته، فهذا موقف آخر ومؤثر فالسؤال هل الخطب تصنع شيئًا وتربي فكم من الخطب ربتك أخي المسلم فعليك الاستفادة من الخطب ومواعظها فمن أنت بين خطبة وأخرى فهل تغيرت أخلاقك ومفاهيمك من أسبوع إلى آخر، فإلى متى ونحن نبكي على الأمة وقضاياها ونعددها خطبة تلو خطبة ونحن لا نصنع شيئًا لبناء هذه الأمة، لا تنتقدوا الحكومات والعلماء والإعلام وتتهموهم بالتقصير، علينا أن ننتقد أنفسنا ونتهمها بالتقصير، فعلينا أن نعلم أننا جزء من هذه الأمة فحينما نقصر ونضيع الحقوق ونظلم الناس ونمارس أدوارنا بشخصيات مختلفة عن الشخصيات التي تركع وتصوم وتتصدق وتختلف عن هدي القرآن الكريم وهدي النبي عليه الصلاة والسلام فكيف للأمة أن تنهض وتصلح فكيف لظلم أن ينتهي وأنا وأنت نمارسه.