أية حروب هذه التي يُقتل فيها الأبرياء باسم الدين والدين منها براء ، حروب تستخدم الدين ستاراً لتحقيق مآرب أخرى أليس من يُقتلون جميعاً في صعدة قبلها ودماج بعدها بل وفي كل مناطق اليمن هم بشر أولاً ومسلمين ثانياً لو استمررنا نشعل الحروب باسم الدين ، أي دين ونصرة هذا الدين فلن تنتهي تلك الحروب القذرة التي يستفيد منها تجار الحروب وهم غالباً (تجار السلاح والمخدرات) ، ألا يكفي ما مرّ بنا كعرب ومسلمين من حروب مدمرة سابقة أكلت الأخضر واليابس؟. أين ذاكرتنا التاريخية ، ولماذا لا نتعظ من الماضي الأليم؟ وإلى متى سنظل فاقدي الذاكرة التاريخية ، هل سنظل ننتقي من تاريخنا ما يعزّز رغبة تجار الحروب في إراقة الدماء البريئة؟. يا إلهي كم نحن تعساء في يمننا السعيد؟ ألا يكفي ما نعانيه يومياً من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي ، ومن تدهور الخدمات التعليمية والصحية والبنية التحتية ككل؟. إلى أين نحن سائرون ، طريقنا أصبح مظلماً ، وحياتنا على كف عفريت ، عفواً على كف كلفوت أو كعلان أووو ، من سينقذنا من هذه الحروب القذرة؟. لا تقولوا : إن أحد الطرفين مظلوم والآخر ظالم ، فالحرب بالكلام أو بالسلاح هي حرب ، والحرب النفسية قد تكون أسوأ من الحرب التقليدية ، فكما يقول المثل : «الفجيعة أشد من الوقيعة». وكل يوم نسمع صوت رصاص ، نسمع صوت الحرب ويقال لنا : الحوثيون قادمون إلى صنعاء ، حتى لو كانت شائعة فهي حرب نفسية أشد وطأة من الحرب المعروفة ، لست أدري متى سينتهي الحوار الوطني الذي يشارك فيه كل المتحاربين سواء بالكلام أو السلاح؟. نريد إعلاماً قادراً على كشف الحقائق دون أن تكون الشائعات والأكاذيب هي لغته المقيتة ، نريد إعلاماً لا يقف مع طرف دون الآخر بل لا يقف أساساً مع أي طرف من أطراف الحروب القذرة وخاصة حرب دماج. فالمفسبكون أيضاً دخلوا غمار حرب دماج وكل واحد منهم يتخيّل تلك الحرب وكلما كان خياله جامحاً ، صورها بصورة لا تحتمل ، وتراه يكتب انطباعاته عن تلك الحرب وهي انطباعات شخصية بحتة لا تمت إلى الواقع بصلة. وهناك من المفسبكين من ذهبوا بعيداً عن تلك الحروب وبدأوا وكأنهم في كوكب آخر ، أو في عالم المثل يدعون لحملات إنقاذ للتبرع بالدم للمرضى ، وهي بادرة خيرة ولكن من سيلقي بالاً لهم؟ ، والبلد يعيش حالة من الفوضى والضبابية ، لدرجة تجعل دماءنا تتجمد في عروقنا ، ولا نولي اهتماماً لأي شيء آخر. أصبحنا نعلّق آمالنا على موفمبيك وننتظر ما ستجود به قرائح هؤلاء الموفمبيكيين. هل يبحث هؤلاء الموفمبيكيون حلاً للحروب القذرة في دماج وغيرها أم يريدون حلاً لوضعهم فيما بعد موفمبيك؟ وإن غداً لناظره قريب.