اختار سكان نيويورك ديمقراطياً يسارياً هو بيل دي بلازيو رئيساً لبلديتهم لطي صفحة الثري مايكل بلومبرغ الذي بقي في هذا المنصب 12 عاماً وذلك في إطار انتخابات بلدية شملت أيضاً عدداً من الولايات الأخرى. وفاز الإيطالي الأميركي، دي بلازيو، البالغ من العمر 52 عاماً والمتزوج من أميركية إفريقية، بأكثر من 70 في المئة من الأصوات في نيويورك بحسب نتائج جزئية، مكتسحاً خصمه الجمهوري جو لوتا. وأعلن دي بلازيو مساء أول من أمس محاطاً بزوجته وولديهما الذين كانوا في صلب حملته أن «سكان نيويورك طالبوا بصوت عالٍ وواضح بتوجه جديد لمدينتنا، متحدين حول فكرة أنه ينبغي عدم ترك أي نيويوركي على حافة الطريق»، شاكراً مناصريه على تأييدهم له. وقال إن «محاربة التباين ليست من السهل، وهي لم تكن كذلك يوماً، المشكلات لن تلق تسوية بين ليلة وضحاها، لكنني سأكافح بدون كلل». وكان دي بلازيو الذي كانت التوقعات تجمع على فوزه، أشار في وقت سابق بعدما أدلى بصوته في حيه «بارك سلوب» في بروكلين، إلى «النيويوركيين الكثيرين الذين يكافحون من أجل تأمين عيشهم»، مؤكداً مرة جديدة تصميمه على «الابتعاد عن سياسات حقبة بلومبيرغ». وتعاني نيويورك من تباينات اجتماعية فاضحة بين سكانها، غير أنها شهدت كذلك تحولات عميقة خلال سنوات بلومبيرغ حيث باتت أكثر أماناً وانتشرت فيها الحدائق والأشجار وازدهرت أوضاعها الصحية، وزارها العام الماضي عدد قياسي من السياح بلغ 52 مليون سائح. وأطلق وعوداً كثيرة وندد بلا كلل بالتباين الاجتماعي في المدينة التي باتت تعد حوالي 400 ألف مليونير وأكبر عدد من أصحاب المليارات في العالم، غير أن 21 في المئة من سكانها يعيشون دون عتبة الفقر. وتعهد ببناء 200 ألف مسكن اجتماعي والدفاع عن مستشفيات الأحياء وتبديل قائد الشرطة بسبب عمليات تفتيش المارة المثيرة للجدل والتي تستهدف بصورة خاصة الشبان من السود والمتحدرين من أميركا اللاتينية. ولم تكن نيويوركالمدينة الأميركية الوحيدة التي صوتت الثلاثاء إذ جرت انتخابات بلدية أيضاً في بوسطن وسياتل وديترويت واتلانتا وفرجينيا ونيوجرزي. فائز أبيض انتخب مايك دوغان، العامل السابق في مجال الرعاية الصحية، كأول رئيس بلدية أبيض في مدينة ديترويت، منذ أكثر من 40 سنة. وقال محللون: إن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمرّ فيه ديترويت، جعل العرق قضية ثانوية في المدينة التي كانت في صلب حركة المطالبة بالحقوق المدنية والتي تسكنها أكثرية من السود. «يو.بي.آي»