الجانب المضيء من الحضور الخجول للجناح اللبناني بصفته ضيف شرف الدورة 32 من معرض الشارقة الدولي للكتاب والذي نظمته وزارة الثقافة اللبنانية، تجسده المجموعة الفنية التي تضم 30 لوحة لأبرز رواد حركة الفن الحديث في لبنان، والتي تعتبر بمثابة ثروة فنية في مختلف مدارس الفن الحديثة من الوحشية والانطباعية إلى مدرسة التنقيط والتعبيرية، وبالألوان المائية والزيتية، والتي تم اختيارها من قبل التشكيلية ديما رعد المسؤولة عن شؤون السينما والمسارح والمعارض في وزارة الثقافة اللبنانية. إطلالة البيت قالت ريما عن هذه المجموعة القيمة التي تعتبر بمثابة متحف مصغر، يُعرف بعدد من الرواد اللبنانيين من نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، "اخترت هذه المجموعة التي تعرض للمرة الأولى من ضمن مقتنيات الوزارة التي يتجاوز عددها 2000 لوحة لهؤلاء الفنانين. أما اختياري للوحات فكان من وحي مخطط الجناح الذي يمثل البيت اللبناني التقليدي، وعليه فإن اللوحات تمثل الإطلالة الخارجية التي يتعرف من خلالها الزائر على جماليات الطبيعة اللبنانية وإبداعات فنانيها". عبق اللوحة وتحكي ريما عن هذه المرحلة قائلةً، "الملفت في تجربة هؤلاء الفنانين تحولهم إلى الطبيعة كمصدر للإلهام والتفاعل معها من خلال اللوحة، حيث يكاد المشاهد يتنفس عبق الهواء من اللوحة أو عبير الورود أو الإحساس بدفء نور الشمس. وتزامنت هذه المرحلة مع ثقافة الاستقلال ليجد بعض الفنانين أنفسهم في الاستشراق الرومانسي والانطباعي وفي شفافية المائيات وعمق الألوان الزيتية". طمأنينة الأمكنة مشاهدة اللوحات والتعرف على أسماء الفنانين من خلال كتالوغ المعرض، شكل دافعا لمعرفة المزيد عن هؤلاء الفنانين مثل تاريخ ميلادهم ووفاتهم، وخصوصية تجربتهم وإبداعاتهم كصوفي يراميان (1915 1987)، التي ترسم بإحساس فطري وأسلوب خاص بها بالألوان الزيتية، والتي يقتني متحف "جو دي بوم" بباريس لوحة لها، ومارون طنب (1912 1981) بأسلوبه الانطباعي ونور الشمس الذي يسطع بخصوصية أسلوبه الانطباعي وشفافية ألوانه المائية التي تخلق بصورة تلقائية في نفس المشاهد حالة من الحنين إلى تلك الأمكنة المسكونة بالسلام والطمأنينة، وفنان الإنسانية والطبيعة رشيد وهبي (1917 1996)، وفي تيار المدرسة الوحشية تبرز لوحة الغابة لإيلي كنعان (1926 2009)، والرحلة مع هؤلاء الفنانين لا تتوقف. برنامج اتخذت المشاركة طابعاً متقشفاً، من غياب احتفالية يوم الافتتاح، إلى البرنامج الثقافي المتواضع الذي ضم ثماني فعاليات خلال أيام المعرض العشر، التي بدأت بالأمس بين محاضرة عن "صناعة ومعارض الكتاب في لبنان" وأمسية تراثية فولكلورية لفرقة فهد العبدالله للفنون اللبنانية. أما أبرز المشاركين بالأمسيات الشاعر شوقي بزيغ وذلك يوم الثلاثاء إلى جانب عملين مسرحيين، وأخيراً أمسية غنائية ل "كورال الفيحاء" في 13 نوفمبر.