عواصم- اف ب: أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس أنه لم يتم التوصل "حتى هذه اللحظة" إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. وقال كيري بعيد وصوله إلى جنيف للانضمام إلى المفاوضات الجارية بين إيران ومجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا) "أؤكد أنه لا اتفاق حتى هذه اللحظة الراهنة". وأضاف "لا تزال هناك بعض المسائل المهمة جدا على الطاولة لم تحل" وأن هذه المسائل "يجب أن تعالج بالشكل الصحيح وبالتفصيل". وأكد كيري "نأمل أن نتمكن من تقليص الخلافات لكن لا أحد يمكنه أن يتجاهل وجود تباينات مهمة يتعين تسويتها". وتابع "أريد أن أعمل مع زملائي لنرى إذا كان يمكننا تقليص الخلافات". واجتمع كيري الذي دعته كاثرين أشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي التي ترأس الاجتماعات، بالخصوص مع أشتون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وكان وزراء خارجية فرنساوألمانيا وبريطانيا توجهوا على عجل أمس إلى جنيف للانضمام إلى نظيرهم الأمريكي جون كيري في المحادثات الجارية حول الملف النووي الإيراني، ما يعزز فرضية التوصل إلى اتفاق تاريخي وشيك بعد سنوات من الجمود. وقطع كيري جولته في الشرق الأوسط بغية "المساعدة على تقليص الخلافات في المفاوضات"، وبناء على دعوة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون التي ترأس المحادثات. وقد غادر مطار بن غوريون في تل أبيب نحو الظهيرة. والتقى في جنيف الأعضاء الأوروبيين في مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي: الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا إضافة إلى ألمانيا) المكلفة التفاوض بشأن اتفاق على البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وقد وصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى سويسرا صباح أمس. وصرح فابيوس لدى وصوله "نريد اتفاقا يكون أول رد متين على مخاوفنا المرتبطة بالنووي الإيراني. هناك تقدم (في هذا الملف) لكن لا شيء مؤكدا بعد". وأضاف الوزير الفرنسي "جئت شخصيا إلى جنيف لأن هذه المفاوضات صعبة، لكنها مهمة بالنسبة للأمن الإقليمي والدولي". وكان متحدث باسم وزارته صرح في وقت سابق أن نصا مؤقتا تجري مناقشته حاليا "واعتبر لوران فابيوس انها مرحلة قد تكون مهمة وتتطلب مناقشة على مستوى وزاري". وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج من جهته على حسابه على موقع تويتر "أتوجه إلى جنيف للمحادثات حول النووي الإيراني". كذلك حضر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أمس إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. وصرح مصدر دبلوماسي "إنها لحظة مهمة في المفاوضات ووزير الخارجية فسترفيلي يتوجه حاليا إلى جنيف للمشاركة هناك في المحادثات الجارية حول إيران"، مضيفا أن الوزير الألماني تحدث إلى نظيريه الفرنسي والبريطاني. في المقابل لم يقرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التوجه إلى جنيف بحسب أحد المتحدثين باسمه. وتتمحور المحادثات "البالغة التعقيد" بين إيران ومجموعة الدول الكبرى 5+1 حول اقتراح إيراني يدل على تغيير في النهج بشأن هذا الملف منذ انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني في أغسطس الماضي. وبحسب هذا الاقتراح الذي لم يعلن مضمونه توافق إيران على تجميد جزء من برنامجها المثير للجدل مقابل رفع بعض العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها. وقال وزير الخارجية الإيرانية لشبكة سي إن إن الخميس إن التوصل إلى اتفاق أمر ممكن قبل إنهاء المحادثات مساء الجمعة في جنيف. لكنه استبعد وقف تخصيب اليورانيوم "بأكمله". وأكد الوزير الإيراني "لن يكون هناك وقف لعملية التخصيب بأكملها لكن يمكننا أن نعالج مسائل مختلفة مطروحة على الطاولة". وفي مقابلة مع التلفزيون السويسري العام آر تي اس مسجلة أمس تحدث وزير الخارجية الإيراني عن التهديدات الإسرائيلية مؤكدا أن "على إسرائيل أن توقف تهديداتها" ومحذرا من "أن أي هجوم إسرائيلي سيؤدي إلى انتشار شريعة الغاب". من جهة ثانية حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو امس من إبرام اتفاق مع إيران العدو اللدود، بشأن برنامجها النووي وذلك خلال لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي توجه إلى جنيف للتفاوض حول تسوية. وقال نتانياهو في لقاء على انفراد مع كيري ساده توتر شديد، إن "إسرائيل ليست ملتزمة بهذا الاتفاق وستفعل ما في وسعها للدفاع عن نفسها وللدفاع عن أمن شعبها". وبعد ذلك، ذكر نتانياهو كيري بانه قال أنه "من الأفضل ألا يكون هناك اتفاق على أن يكون هناك اتفاق سيئ". وأضاف إن "الاتفاق الذي يجري التفاوض بشأنه سيئ، اتفاق سيئ جدا وإيران ليست مضطرة لتفكيك ولا حتى جهاز طرد مركزي واحد". وطلب نتانياهو من الوزير الأمريكي "ألا يتسرع ليوقع، بل أن ينتظر ويراجع موقفه ويحصل على اتفاق جيد".