حذّر سماحة المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في خطبة الجمعة يوم أمس من الذين يسعون لنشر الفوضى والفساد والإجرام من الجاليات التي تعيش على أرض هذا الوطن قائلا: فلا يسمح لأي مسلم وأي مجرم أن يمارس إجرامه وفساده ويسعى إلى نشر الفوضى به. مبينا أن الأمن والاطمئنان في البلد أمر مطلوب، فكل مسلم يجب أن يكون عينا ساهرة على المجتمع المسلم وأمنه واطمئنانه واستقراره، مؤكدا أن هذا البلد المبارك يعيش على أرضه ملايين من المسلمين في أمن وطمأنينة، فأموالهم محفوظة ودماؤهم محقونة وأعراضهم مصونة، فلا يتعدى أحد على أحد فلا ضرائب مفروضة ولا مضايقة، يحولون ما يشاؤون إلى بلدانهم، استفادوا خيرا كثيرا لأن هذا البلد مبارك لا يظلم فيه أحد، الناس فيه سواسية أمام الشريعة الإسلامية فيعطى كل ذي حق حقه، ولئن كان الخطأ أحيانا من بعض الكفلاء الذين ضعف إيمانهم وقل خيرهم والذين لم يبالوا في وطنهم وتساهلوا، فخطؤه لا يمثل الرأي العام وإنما يمثل شخصه. مشيرا إلى أن ما يصدر من أنظمة من وزارة الداخلية هومن أجل الأمن والاستقرار في الداخل والخارج، فمن حاول التستر وحاول وحاول فإيمانه ضعيف. موضحا أن ولاة الأمر سعوا لتنظيم الأمور ومعرفة الأحوال وحفظ حقوق الناس لتحقيق الأمن والاستقرار،، لأن هذا البلد أكرم كل من جاءه وأعطاه حقه فلم يضيق على أحد ولم يظلم أحدا لكن الأمن والاستتباب أمر يجب تطبيقه لأنه من واجبات الشريعة، فلابد من المحافظة على أمن الأمة وإبعاد كل من يريدها بسوء، ولابد من احترام الأنظمة لأن فيه خير للأمة في حاضرها ومستقبلها. كما حذر المفتي من التحرش وأذية النساء قائلا: ربى الإسلام أتباعه على المثل والقيم والأخلاق الفاضلة وأحاط الأعراض بسياج يمنعها من الانهيار والضياع وحفظ المرأة وأحاطها بالرعاية والصيانة في داخل منزلها وخارجه واعتبر التعدي عليها بالقول أوبالفعل جريمة نكراء وانتشارا للفاحشة، كما أن التحرش بها من أعظم وسائل المفضية إلى الزنا، وقربان ذلك إما بالكلمة أوبالنظرة، والتضييق عليها ومحاولة الاحتيال عليها لوقوعها في الرذيلة، لذلك عدها الإسلام جريمة نكراء وسببا من أسباب الفساد. وأضاف المفتي أن شريعة الإسلام قد وضعت ذرائع ووقاية تقي المجتمع المسلم من الإيذاء والتعدي على النساء ومن ذلك أرشد الإسلام المرأة ببقائها في منزلها ولا تخرج إلا عند الحاجة. وكذلك إذا اضطرت للخروج لابد من الالتزام بالحشمة مع الابتعاد عن الزينة والتعطر الذي ربما يغري ضعفاء الإيمان بالمرأة ويجعلهم يتعرضون لها، ومن تلك الحشمة الحجاب. ومن تلك الذرائع منعه للمرأة من الخضوع بالقول للرجال. ومنها أن الإسلام أمر بغض البصر للمرأة والرجل، وكذلك المنع من الدخول على النساء. وكذلك عدم خلوة الرجل بالمرأة ومن ذلك سفر المرأة من غير محرم، بالإضافة إلى مس الرجل للمرأة التي لا تحل له، ومنها عدم النظر في منازل الآخرين، وكذلك نهي المرأة عن وصف امرأة أجنبية لزوجها كأنه ينظر إليها ما يؤدي إلى تعلقه بها.وأبان المفتي أن للتحرش والتعدي على النساء أسباب عدة كضعف الإيمان، ومن الأسباب أيضا القنوات الإباحية التي تنشر الأغاني والفحش وتختص بإثارة الغرائز؛ مما يجعل قلوب الضعفاء تتعلق بذلك، وكذلك من الأسباب التأخر في الزواج، والفراغ الذي يقضي على الطاقة الفكرية والجسدية ويسبب المشكلات والبلاء، ومنها تبرج المرأة وخروجها سافرة. وكذلك اختلاط الجنسين في العمل ضرره عظيم وشره مستطير، فاختلاطهم سيكون سببا في ما يحصل من انتهاك الاعراض والوقوع في الرذائل وضعف الإيمان. وأردف المفتي أن لإيذاء النساء أضرارا عظيمة فإن ذلك راجع للمرأة وتساهلها في حجابها وعن تسترها، فهذا يلحق النقص بها ويلغي الثقة بها ويقل خاطبوها، وتوصف بأنها متساهلة غير مبالية بعرضها وكرامتها. مبينا أنه على الرجل أن يتقي الله ويبتعد عن هذه الجريمة النكراء ويعلم أن هذا الأمر خطوة من خطوات الشيطان للإيقاع في المحظور، وأن ذلك تتبع لعورات المسلمين، وكذلك أن ذلك إيذاء للمؤمنين والمؤمنات، بالإضافة إلى أنه اعتداء على عرض مسلم، وأنها تخبيب للمرأة على زوجها لإفساد العلاقة بين الزوجين. وزاد سماحته أن الأنظمة والقوانين البشرية مهما حاولت أن تمنع هذا الأذى لن تستطيع إلا بعد تقوية الإيمان في القلوب، فالإيمان الصحيح والتربية الصالحة وإبعاد النشء عن وسائل الإعلام الضارة الخبيثة مما يقوي المجتمع وسلامته من الرذائل. محذرا الشباب والفتيات من النظر لهذه القنوات الإباحية والتمتع بها، فإنها أضرار تقضي على قوة الإيمان في القلب وتفسده فالحذر الحذر.