وتعود بنا الأيام ثانية لنحظى من خلالها بإطلالة فجر سنة جديدة تعايشنا مع سابقاتها بكل متاح فرضته علينا طبيعة المعقول والمعمول به والمتعارف عليه والذي يخلو من عوامل التطوير إلا فيما ندر، فأنماط حياتنا اليومية وتعاملاتها الميدانية والإدارية قد تكيفت قهرًا فيما بينها والأجيال الباقية على وتيرتها المهنية والعلمية البدائية أخرتنا عن رؤية الأشياء القابعة أمام أعيننا وبين أيدينا، فالكل يدعو للتجديد إلا زماننا الذي نعيشه وتتكرر أحلامه معنا يومًا تلو الآخر وكأن المشاهدات عبر الرحلات والتنقلات وبعض تلك المعروضات أمر عادي لا قيمة له إلا لدى قلة من الناس عرفت للحياة سبيلًا، أما بقية الموجود فحالته لا تسر وليدًا ولا حسودًا بحكم غياب المسؤولية، ورقابة العين والضمير والتي تسببت جميعها في تأخر المعاملات، وتدني النسب في جميع المحاصيل والميادين والشهادات، وإرباك المارة في الشوارع والطرقات بسبب الحوادث والسرقات وتأخر الهلال وساهر، ونجم عن تلك الحالات وتركها جاثمة حتى الممات عدا طفح المجاري في كل الجهات، ورمي النفايات من الصناديق على الأرضيات وبأيدي مهرة إفريقيات، بالإضافة إلى الترجيع من أفواه آكلي التنبول والقورو والشماء وشاربي القهوة والمعسلات، ناهيك عن غلاء إيجارات المساكن والعقارات، وفرض مزيد من التسعيرات في جميع الصيدليات والبقالات، الأمر الذي خلق زيادة في أعداد المتسولات وتحايلًا صريحًا وواضحًا من أصحاب البنوك والشركات على ذوي الدخل المحدود وأهل العوزة والحاجات، فغابت الفتوات وكثرت الإفتاءات، أما البطالة فحدث ولا حرج ذكورًا وبنات، والطامة الكبرى تجدها في بقية المرافق والخدمات، فهل سنجد نظامًا صارمًا لقمع تلك التحديات والطفيليات والتي سئم أهل النقد والبلاغات بدلوهم المتزايد عن تلك الحالات دونما رادع لها من قبل أهل المهمات والأزمات.. وهل سيكون العام الجديد بإذن الله تعالى بمثابة مبيد قاضٍ على فوضى تلك المحظورات والحد من انتشارها مستقبلًا على بقية السنوات.. هذا ما سوف تخبرنا به وسائل إعلامنا السمعية والمرئية والحسية غير المحطات والإذاعات المهم لا تنزعجوا واصبروا فالقادم أدهى وأمر وهي سنة وتعدي. يوسف عبدالظاهر محمد - جدة