من حقنا أن نفرح ليس بالفوز على فريق هونغ كونغ برباعية قادتنا للتأهل إلى نهائيات آسيا في استراليا، ولكن لأنه أصبح لدينا فريق قوي متميز، له شخصية وهوية، فريق لا يعرف إلا لغة التحدي والانتصار، هكذا ترعرع منذ تذوقه أول طعم للبطولات بمرحلة الناشئين، ومروراً بلقب بطل آسيا للشباب، ثم الوصول لعتبة ربع النهائي لمونديال الشباب. واجتياز التصفيات الأولمبية والتأهل لأولمبياد لندن، وتقديم مستوى متميز، ليدخل مرحلة الكبار ويمتعنا بلقب خليجي 21، ثم دورة السعودية الودية، وأخيراً التأهل لنهائيات آسيا 2015، وأصبح من حقنا أن نحلم بالمنافسة القوية على الفوز باللقب الآسيوي، وبهذا التحدي والاداء الرجولي والقتالي، نستطيع أن نراهن على الوصول للمربع الذهبي في استراليا، حينها سيكون الأبيض من أفضل أربعة في القارة الصفراء. عمل قوي وجاد ولكن الوصول إلى مثل هذه الأدوار المتقدمة والمنافسة على الألقاب القارية لا يأتي بالأحلام والأمنيات، وإنما يحتاج لمزيد من العمل القوي والجاد، وتوفير برنامج إعداد على مستوى تحقيق الأمنيات، وملاقاة مدارس لعب متعددة لاكتساب مزيد من الخبرات والاحتكاك القوي والمفيد. ويحتاج لدعم قوي من اتحاد الكرة ولجنة دوري المحترفين، لتوفير الوقت اللازم للجنرال مهدي علي صائد البطولات، من أجل اعداد الفريق بشكل متميز يتواكب مع طموح الوصول للمربع الذهبي لنهائيات آسيا في استراليا، دون أن نحاسب الرجل على أسبوع أو اسبوعين من أسابيع المسابقة المحلية، التي وجدت في الأساس من أجل خدمة المنتخب، مطلوب أن نعمل من الآن للإعداد القوي للنهائيات، خاصة وأن المهندس يتقن وضع الخطط والبرامج التي تحقق الطموح وتزيد من فرحة الوطن، فامنحوه الفرصة لتطبيق برنامج طموح، يحقق شرف المنافسة واحتلال الريادة القارية. حسن الاستعداد نعود الى لقاء هونغ كونغ الذي منحنا تأشيرة التأهل الى أستراليا، ولا بد من التأكيد على ان الجهاز الفني بقيادة الجنرال مهدي علي احسن الاعداد للمباراة وقراءة اسلوب الفريق الضيف بشكل جيد، والتأكد انه لن يغامر بعد خسارته المرة في ملعبه، وانه سيلجأ للتكتل الدفاعي لتقليل خسارته على قدر المستطاع، لذلك جاءت ودية الفلبين لتجربة كيفية التعامل مع التكتل المنتظر لفريق هونغ كونغ. ونجحت التجربة، رغم الظروف الصعبة التي تواجه الابيض والمتمثلة في غياب خمسة من ابرز اللاعبين الاساسيين، سواء للإصابة او الايقاف، واعاد الجنرال ترتيب اوراق فريقه من جديد وقام بتبديلات في المراكز والمهام ليصطاد عدة عصافير بحجر واحد. فاشرك محمد فوزي بمركز الظهير الأيمن ليعوض غياب عبدالعزيز هيكل، وهي المرة الأولى التي يلعب فيها فوزي في هذا المركز مع الأبيض الكبير، وإن كان سبق أن لعب في المركز نفسه أيام مرحلة الشباب. واشرك وليد عباس ليعوض غياب عبدالعزيز صنقور، ليعيد المدرب اكتشاف هذا الثنائي من جديد، فتألقا بشكل ملفت للنظر، وقادا هجمات الفريق من على الأطراف، وكانا كلمة السر في فوز الأبيض، كما استعاد عباس الثقة، واصبح من الهدافين في مرمى المنافسين بعد أن ظل فترة يسجل في مرماه. ولا بد من الاشادة بعزيمته للعوة أكثر تألقاً، كما نجح مهدي في اعادة السمعة لمستواه، بمنحه الثقة في قيادة الفريق، وللحق بذل اسماعيل مطر جهدا كبيراً من أجل التأقلم مع زملائه، ورغم فارق السن إلا انه نجح في مهمته، واصبح قائدا محنكا يعزف سيمفونية الأداء الممتع فزاد تألقه من القوة الهجومية للأبيض. ويحسب للجنرال وجهازه الفني انهم نجحوا في تعزيز القوة الهجومية للأبيض، وبعد صيام عن التهديف ايام كاتانيتش، فأصبح للفريق خطورته الهجومية، ونسبة تهديفه اصبحت عالية، ومثلما منح الثقة لأحمد خليل وعلي مبخوت، حتى اصبحا من المهاجمين الذين يشار إليهم بالبنان، عاد وقدم لنا الموهوب سالم صالح، الذي نجح في تجربته الرسمية الاولى بدرجة امتياز، صحيح عودة علي مبخوت في مباراة فيتنام المقبلة، ستحرمنا من هذه الموهبة، ولكن صغر سن صالح يجعلنا نتفاءل بمستقبله ونقول له الجايات أكثر. وبالطبع لن ننسى الأداء الجماعي الذي أصبح يميز منتخبنا، لدرجة اننا لم نشعر لحظة بان الفريق يلعب بدون خمسة من عناصره الرئيسة، ولا بد من الاسترشاد بكلمة مهدي في المنامة، حينما قال فريقي ليس 11 لاعبا بل 24، وصدقت يا أبا خالد فالفريق أصبح على مستوى واحد، ولا فرق فعلا بين اساسي واحتياط، والأهم أننا اصبحنا نثق في الفريق وقدرات لاعبيه، الذين لا يتراخون ولا يستهترون، لانهم يعملون ألف حساب لكل مباراة مهما كان مستوى المنافسين. عودة الثنائي انتهت فترة ايقاف الثنائي علي مبخوت ومحمد أحمد، حيث ثم إيقافهما في مباراة الفريق أمام هونغ كونغ، بسبب البطاقات الصفراء، وسوف يعودان في المباراة المقبلة أمام الفلبين والمقرر أن تقام يوم غد الثلاثاء في الجولة قبل الاخيرة للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات آسيا 2015، وستكون عودتهما للعب من عدمه وفق قرار المدرب مهدي علي وحاجة الفريق لجهدهما. الأبيض فرض أسلوبه على هونغ كونغ فاستحق الفوز طالب حسن محمد "بولو" لاعب ومدرب الوصل الأسبق اتحاد كرة القدم ولجنة دوري المحترفين، بتوفير الوقت المناسب والإمكانات اللازمة، أمام الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني، بقيادة المهندس مهدي علي لتنفيذ برنامج إعداد متميز للفريق يتواكب مع أهمية نهائيات آسيا المقبلة في استراليا، والمنافسة على اللقب، خاصة بعد ان اصبح لدينا فريق قادر على تحقيق الطموحات، لما يضمه من لاعبين متميزين يملكون الروح القتالية العالية، والرغبة في تحقيق الفوز والوصول إلى منصات التتويج. وقال حسن محمد صحيح التأهل أصبح واقعا بعد أن حققنا الفوز المستحق على هونغ كونغ، ولذلك أقولها لا بد أن نحسن الإعداد من الآن لنهائيات آسيا، صحيح أنه بقي عام على انطلاقة البطولة، ولكن نيل شرف المنافسة على اللقب يتطلب حسن الاعداد وخوض العديد من المعسكرات، والاحتكاك القوي مع مدارس لعب مختلفة، وتوفير الاعداد القوي الذي يؤهل لاعبينا لخوض غمار منافسات قوية، خاصة وأن هناك عددا من اللاعبين لايزالون يلعبون لدقائق محدودة مع فريقهم، مما يتطلب اعدادهم بشكل جيد. وهنأ "بولو" الجهاز الفني بقيادة الكابتن مهدي علي بالفوز المستحق ونيل بطاقة التأهل بالعلامة الكاملة، وقال هذا إنجاز لا بد أن يحسب للجهاز الفني والإداري لأنهم أحسنوا إعداد الفريق، واختيار عناصره والتعامل المتميز مع الواقع والمنافسات، وقال إن فتح الباب أمام العناصر المتميزة في الدوري عامل مهم، وساهم في زيادة التنافس بين اللاعبين، مما منح الفرصة أمام الجهاز الفني لإعداد فريق متميز، والوصول لمستوى متقارب بين معظم اللاعبين، وهذه مهمة ليست سهلة على الاطلاق. كما نجح المدرب في إيصال أفكاره للاعبين بشكل سهل، مما جعلهم يتأقلمون معه وتنفيذها بشكل جيد ودقيق، ولذلك نقول إن فريقنا أصبح رقماً صعباً، والكل يعمل له ألف حساب، وعلينا حسن استثمار ذلك في النهائيات بدعم الفريق بشكل كبير من الآن، إضافة إلى حسن اختيار موعد خليجي 22 لتكون البطولة إعدادا قويا للفريق بل النهائيات، ومنح الفريق فرصة شهرين لإعادة ترتيب الأوراق قبل التوجه لأستراليا. وطمأن حسن محمد جماهيرنا الوفية بأن الفريق يسير على الطريق الصحيح، خاصة وأنه يعتمد على جماعية اللعب، ولعل من تابع مباراة هونغ كونغ لم يشعر بأن هناك نقصا في الصفوف، لأن المدرب يحسن اختيار العناصر التي تحتاجها المباريات، اضافة إلى اعتماده على جماعية اللعب، لذلك لم نشعر بغياب أحمد خليل وعلي مبخوت ومحمد أحمد والظهيرين صنقور وهيكل وعامر عبدالرحمن، بل شاهدنا عناصر أخرى تؤدي بشكل ملفت وبتألق واضح، وهذا من جراء العمل الفني الكبير الذي يقوم به الجهاز الفني حسن مراد: منتخبنا يقدم كرة جماعية حديثة أشار حسن مراد لاعب الشباب الأسبق، إلى أن منتخبنا يستحق التأهل إلى نهائيات آسيا في استراليا عام 2015، لأنه يقدم كرة جماعية حديثة، ويمتعنا بأداء راق، ليس من مباراة هونغ كونغ، ولكن منذ أن تعرفنا عليه من خلال بدايته في مرحلة الناشئين، ومرورا بالشباب ثم الاولمبي، مما يبرهن على أن الاساس الذي بني عليه المنتخب قوي وراسخ، ولذلك من الطبيعي أن نراه فريقا متميزاً قادراً على حصد البطولات ونيل الميداليات الذهبية، واسعاد جماهيره الغفيرة. واضاف حسن مراد قائلا: ان منتخبنا فرض اسلوبه على الفرق المنافسة في التصفيات الآسيوية، واستطاع وأد حلم هونغ كونغ مع انه كان من اقوى المرشحين للتأهل، لان الفريق يقدم كرة جماعية ممتعة، ويتعامل مع كل مباراة على انها مباراة نهائية، ولاعبوه على قدر كبير من المسؤولية. وجهاز فني متميز، يحسن التخطيط والقيادة لذلك من الطبيعي ان يكون النجاح حليفهم، في اية بطولة يشاركون فيها، ولذلك من الطبيعي الا نشعر بتعدد حالات الغياب امام هونغ كونغ برغم انها من الغيابات المؤثرة، بل شاهدنا لاعبين يلعبون بكفاءة عالية مثل اسماعيل مطر وسالم صالح ووليد عباس ومحمد فوزي وعمر عبدالرحمن وغيرهم من اللاعبين المتميزين، ويثبتون ان الفريق بالفعل من ذهب. لذلك علينا حسن الاستعداد لمرحلة النهائيات وإعداد برنامج طموح يتناسب مع أهمية النهائيات ورغبتنا في المنافسة، وان يتم توفير الدعم الكامل للجهاز الفني بقيادة الكابتن مهدي علي لتوفير احتكاك قوي للاعبين يجعلهم يؤدون بطموحات اكبر، لان القادم اصعب والطموحات أكبر.