أ. د. عبدالله مصطفى مهرجي وتستمر الحملة الحاسمة لتصحيح أوضاع العمالة المخالفة في بلادنا الغالية -بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية- حرسها الله من كل معتد آثم وحفظها من كل عابث بأمنها واستقرارها. حملة حظيت باهتمام واسع من المسؤولين والمواطنين على حدٍّ سواء، استعدادات على مدى زمني طويل وتوعية ومهلة وفسحة طويلة من الوقت، وجهود مشكورة للجهات الأمنية وجهود تنظيمية لوزارة العمل، ورغم كل ذلك لم يرق ذاك لبعض العمالة السائبة المخالفة فبانت نواياها السيئة في عدم الالتزام بالتعليمات الجديدة وتصحيح أوضاعها حسب نظامي العمل والإقامة، وصار ما صار من تجمعات وشغب هنا وهناك كانت قوات الأمن لها بالمرصاد. حملة تصحيحية جاءت في وقتها بعد تراكمات سنوات من عدم تطبيق التعليمات والأنظمة بحزمٍ من قبل بعض الجهات، وتهاون وتفريط من قبل بعض المواطنين. المهم أن الحملة المنتظرة بدأت واستمرت متمنين لها التوفيق، ولنا هنا وقفات معها:- الشكر والتقدير من قلب كل مواطن سعودي مخلص مُحب لوطنه لهذه الحملة ولمن وقف خلفها «وزارة الداخلية وإمارات المناطق ووزارة العمل والإعلام» ومن ساندهم ووقف معهم. الحملة هدفت لتصحيح أوضاع العمالة غير النظامية المخالفة لنظام الإقامة ونظام العمل، أما العمالة النظامية فهي محل الاحترام والتقدير والإعزاز ولها حقوقها وعليها واجباتها بموجب الأنظمة والتعليمات المرعية. ما قامت به بعض وسائل الإعلام الخارجية من نقد لهذه الحملة هو محل استغراب حيث ما قامت به بلادنا حق وطني مشروع لا غبار عليه، تقوم به كل بلاد الدنيا لتصحيح أوضاع المقيمين على أراضيها حفاظًا على أمن مواطنيها ووحدة أراضيها وصونًا لمقدرات وخيرات الوطن. من جرّب وسافر لإحدى دول الغرب والشرق لعرف طول الإجراءات وتعقيداتها لمجرد طلب تأشيرة السياحة لعدة أيام في بلد ما، ومن الشروط ضمان مالي وحساب بنكي وضمان صحي وتذكرة سفر مراجعة وحجز مسبق في فندق، بل ودعوة من جهة محلية، إذًا فنحن لم نطلب بدعًا من المقيمين أن يلتزموا بتصحيح أوضاعهم حسب الأنظمة والتعليمات، ألا نذكر ونتذكر المثل القائل: (يا غريب كن أديب). ما انتشر في بعض وسائل التواصل الاجتماعي من رسائل مفبركة تدغدغ عواطف وأحاسيس المواطنين، وتظهر العمالة السائبة بمظهر الضحية، نقول لهم وفّروا عواطفكم لأبناء وطنكم المحتاجين، وانظروا لأرامل وأيتام ومعوزين ومطلقات هم أولى ببركم وإحسانكم وعطفكم. قرار تصحيح أوضاع العمالة المخالفة خطوة إيجابية نحو المسار الصحيح وإزالة الكثير من العقبات، ويزيد من حالات الانضباط في سوق العمل السعودي، ويضفي الشرعية على وجود العاملين به. الهدف الأساسي من هذه الحملة تنظيم سوق العمل من الفوضى وتحسين وتطوير بيئة العمل، وزيادة فرص التوطين. جميل أن تستجيب وتسارع الشركات والمؤسسات إلى تصحيح وضع العاملين لديها، وأيضًا سفارات الدول الشقيقة والأجنبية التي يوجد لها رعايا بأعداد كبيرة في سوق العمل المحلية بدعوة مواطنيها إلى المسارعة بتصحيح أوضاعهم، وفتحها مراكز متخصصة في أنحاء مختلفة من مدن السعودية لاستقبال رعاياها وتقديم التسهيلات لهم لإكمال إجراءات تصحيح أوضاعهم. جهود مقدرة من إدارة الجوازات بتوفيرها جميع التجهيزات اللازمة وتسخير كل الطاقات لإنهاء إجراءات تصحيح أوضاع العمالة في أسرع وقت ممكن ولأكبر عدد لضمان الإقامة والعمل بشكل نظامي. بقي أن نقول هي فرصة ذهبية لنا كمواطنين لكي نؤكد وطنيتنا الحقة ونلتزم نحن أولًا بالأنظمة والتعليمات في مجال الاستقدام وأنظمة العمل والكفالة ولا نترك مجالًا لذوي النفوس الضعيفة للعبث بأمن الوطن والتستر التجاري أو إيواء العمالة السائبة المخالفة، فوطن لا نحميه ولا نحمي مقدراته لا نستحق العيش فيه. تلك أفكارٌ تستحق أن تقام لها حملة تصحيحية.. والله من وراء القصد. [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (63) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain