تصدر ملف توعية الأفراد في المجتمع، بطبيعة القوانين المختصة بتنظيم أعمال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتقنية المعلومات في الإمارات، توصيات المناقشة النوعية لندوة "التحولات الاجتماعية في ظل الثقافة الإلكترونية" التي نظمها مركز دعم اتخاذ القرار بالقيادة العامة لشرطة دبي، بالتعاون مع جمعية توعية ورعاية الأحداث، صباح أمس، في مقر ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أكد خلالها معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، رئيس مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث، أن التحول الاجتماعي الناتج عن الثقافة الإلكترونية، صنع عزلة أسرية، والحل يكمن في تعزيز الرقابة التوجيهية من قبل المنظومة التربوية للطفل، والمرتبطة بالوالدين والمؤسستين التعليمية والإعلامية. واتفق المتخصصون والباحثون المشاركون في الندوة على أن ابتكار أساليب الوعي بأخطار وتبعات وسائل التواصل الاجتماعي هو التحدي المتجدد للدول المتقدمة في استخدام الهواتف الذكية كالإمارات، باعتبارها الأولى عالمياً في تعدد استثمارات التكنولوجيا الرقمية. مشاركون افتتح الندوة النقاشية معالي الفريق ضاحي خلفان تميم بمشاركة مجموعة من الباحثين والراصدين للتطور التكنولوجي وأثره الاجتماعي في الإمارات، ومنهم حسين سعيد الشيخ الوكيل المساعد للرعاية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية، والمستشار محمد علي رستم، رئيس نيابة الأسرة والأحداث، وعلي قاسم الشعيبي، عضو هيئة التدريس في كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية في جامعة عجمان، حيث أدار المناقشة سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي، وتابع محاورها محمد مراد عبدالله أمين سر جمعية توعية ورعاية الأحداث. وتضمن الحدث مشاركة تفاعلية من قبل طلبة المدارس، طرحوا عبرها وجهة نظرهم الخاصة حول إيجابيات وسلبيات الثورة الرقمية. نتائج عكسية مع الاتفاق الموضوعي على الدور التكنولوجي في تطور البنى التنموية والخدمية للمجتمعات عموماً، إلا أن تحليل الأحداث ومتابعة التطورات الأخيرة، كما أوضح معالي الفريق ضاحي خلفان، كشف عن مدى الضرر والخلل الذي لحق بالمجتمعات نتاج ما سماه معاليه ب "الإفرازات السلبية"، المؤدية إلى النتائج العكسية للثقافة الإلكترونية، مؤكداً على الدور التاريخي والواجب الوطني، تجاه توعية النشء، وتحصينهم من هجمة التذمر والاحتجاج والتضليل ونشر الشائعات، التي تمارسها شبكات التواصل الاجتماعي خاصةً، قائلاً: "لتنظر الأسرة الإماراتية إلى نفسها اليوم وهي تجلس في غرفة المعيشة، الجميع مشغول بالتفاعل مع الهواتف الذكية، هناك غربة أسرية، والوعي مسؤولية تربوية، وهذا لا يخلي الطفل في عمر معين من مسؤولية ممارسة الرقابة الذاتية". 3 ملايين اعتبر حسين سعيد الشيخ أن التغيرات الاجتماعية عموماً ترتبط بطبيعة المفاهيم والتعريفات المتضمنة في معيار التغيير نفسه، والمرتبط في هذه المناقشة بمحور الثقافة الإلكترونية وأدواتها واستخداماتها، وبحسب الإحصاءات فإن هناك 80% من سكان العالم يستخدمون الهواتف النقالة على مستوى العالم، ومنها مليار لمستخدمي الهاتف الذكي، مبيناً أن نسبة انتشار الهواتف الذكية في العالم العربي تصل إلى 40%، تحتل فيها الإمارات المركز الأول عالمياً بنسبة انتشار تصل إلى 74%، وبحسب الدراسات الأخيرة، فإن أكثر من 3 ملايين مستخدم ل (الفيسبوك) مسجل في الإمارات. ولفت الشيخ إلى أن جميع الأرقام تدعو للبحث في مستجدات التفاعل المجتمعي مع الهاتف الذكي باعتباره جهازاً من جهة، وممارسة في التعاطي الاجتماعي من جهة أخرى، والتي ألقت بظلالها في إحداث أنماط جديدة في التربية، إضافة إلى تقليلها للنفقات، والتكلفة الخدمية للقطاعات العامة والحكومية، وساهمت في دعم مسألة الجرأة في الكتابة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي عززت ملكة الخطابة، وتحولت إلى منصة نشر أخبار اجتماعية، وذلك لا ينفي دور وسائل التواصل الاجتماعي في بناء العزلة والسرية والقلق في الأفراد المستخدمين. إدمان التكنولوجيا في مسألة الإدمان التكنولوجي، ودوره في الحراك المجتمعي، اتفق المتحدثون في الندوة، أنها أفرزت مشكلة استخدام وسائل التواصل الاجتماعية المرتبطة بالثقافة التكنولوجية، أشار حولها محمد علي رستم مجدداً في ورقته العلمية، المقدمة في المناقشة، بالتوازي مع طرحه القانوني وأهمية الوعي بالتشريعات، قائلاً: "الهاتف الذكي وبالرغم من إشكالياته العديدة، إلا أنه يقدم فرص لابتكار وسائل تعرفنا بالإجراءات القانونية، ومن بينها تطبيق "القوانين في الإمارات" المتوفر في سوق تطبيقات الهواتف الذكية، وفعلياً التحدي الجديد هو آلية ابتداع طرق للوعي بالتشريعات الخاصة بتقنيات المعلومات". استرسل حديث علي قاسم الشعيبي في محور إدمان التكنولوجيا، قائلاً حول أشكال التغير المجتمعي: "في إحدى المرات أبلغني ولي أمر أن ابنته الصغيرة بعمر ال 4 سنوات، جاءت تبكي إليه وبيدها جريدة، وعند سؤالها عن السبب، أجابت بأنها تضع يدها على الصورة في الصحيفة، وأن (الصورة) لا تتحرك"، مؤكداً الشعيبي أن هذا هو التحدي الجديد لوسائل الإعلام تحديداً في استيعاب أطر تحرك تفكير الأفراد داخل المجتمعات، طارحاً مفهوم "نوموفوبيا" في عدم قدرتنا عن الاستغناء عن الهاتف الذكي، وهي ظاهرة تم اكتشافها في عام 2008، من قبل محققين بريطانيين. ورشة عمل في نهاية الندوة، عقد سيف منصور من الإدارة العامة للخدمات الإلكترونية في شرطة دبي، ورشة عمل عن أساليب ووسائل حماية الأبناء من مخاطر شبكة الإنترنت والأجهزة الذكية، عارضاً مجموعة من البرامج الرقابية المعنية بالتحكم في مضمون أجهزة الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية الرقمية مثل "الآيباد" وغيرها، لافتاً منصور إلى أهمية متابعة أولياء الأمور لمستجدات تلك البرامج، وذلك لخضوعها إلى التجديد الشهري والسنوي، بحسب تطور نماذج إنتاج الهواتف الذكية.