شكا سكان حي القريات بمدينة جدة من الحشرات والروائح الكريهة المنبعثة من بِرك سوداء زيتية توجد تحت جسر الميناء، وكانت شكاوى الأهالي قد حركت «المدينة» للوجود بالموقع ليتبيّن -وفقًا لما أفاد به الأهالي- أن البرك السوداء عبارة عن مستنقعات من السكر المحروق، تكسوه النفايات. وقد قام أحد مصانع السكر المجاورة بنقله عن طريق الصهاريج إلى هذا الموقع، بعد احتراق مصنع الشركة قبيل ما يقارب الثلاثة أشهر. حيث قامت الشركة بنقله بطريقة مخالفة للأنظمة، على أمل أن تقوم التربة بشرب هذا السائل المحترق، متجاهلةَ ما قد ينتج بعد ذلك جراء هذا الفعل من تلوث للبيئة، وتشويه للمنظر العام، وما قد يلحق بالسكان من أضرار صحية. «كاميرا المدينة» التقطت صورًا من جوانب عدّة للبرك، واستمعت لشكوى الأهالي كاملة. روائح مزعجة عبدالرحمن الجدعاني أحد سكان الحي أبدى ضجره بسبب الروائح المزعجة الصادرة بسبب هذا المستنقع، الذي استمرت معاناتهم منه مدة تجاوزات الشهرين، وقال إنه حاول منع أحد الصهاريج من تفريغ حمولته بالمنطقة، إلاَّ أن السائق أخبره بأن هذا ما أمرته به الشركة، حيث ستتم معالجة هذه المشكلة بعد أيام قليلة، وبعد جدل طويل قام بإفراغ الصهريج بالموقع في ظل انزعاجه، وانزعاج المارة حتى تشكّلت هذه المستنقعات. تجاهل الأمانة خالد مسعود قال إن الحي قد اكتفى من جرعات الإهمال التي يعانيها منذ سنين، لكن ما لم نكن نتوقعه أن تتحوّل أراضي الحي إلى حاويات تقوم الشركات برمي مخلفاتها بداخلها. وأضاف أبلغنا الأمانة أكثر من مرة لكننا لم نجد أي تجاوب منهم، فالحي يعاني من الإهمال، وسوء النظافة، ولم تستطع الأمانة فعل شيء حيال هذا الأمر، فما بالك بمستنقع من السكر؟! تشويه المنطقة محسن الحارثي قال إن هذه البركة شوّهت المنطقة بشكل كبير، كما أنها تساهم في نقل صورة خاطئة عن المملكة، وعن جدة بالتحديد؛ كونها تقع في منطقة مكشوفة يشاهدها زوّار المحافظة عند مرورهم من فوق الجسر باتجاه الكورنيش، أو باتجاه مكة ممّن قد أتوا لزيارتها، أو لأداء العمرة. كما قال في حديثه معلِّقًا على المدة التي استمرت فيها هذه المشكلة قائلاً إنه لو تم إلزام المتسبب في تكوين هذه البركة بإزالتها ومحاسبته على ما اقترفته يداه لما بقيت على هذا الحال طوال هذه الفترة، وهذا دليل على قصور الجهات المسؤولة في أداء واجباتها التي أُسندت إليها، ولا أبالغ إذا قلت بأن هذه الجهات خانت الأمانة بتقصيرها وعدم تطبيقها للأنظمة المنصوص عليها، ممّا جعل المخالف يتمادى في خطئه دون الاكتراث لشيء. طوفان البلاغات أحمد عمر قال لا تزال أمانة جدة تتجاهل بلاغاتنا، وبلاغنا عن مستنقع السكر لم يكن أول بلاغ يتم تجاهله، فهي أسوأ ما تكون في تفاعلها مع البلاغات وخدمة المواطن. مستكملاً حديثه قائلاً سئمنا وعود الأمانة حتى أصبحنا نعلم يقينًا أنها لا تسمن ولا تغني من جوع. فجميع بلاغاتنا وشكاوانا يتم تجاهلها بشكل أو بآخر. الأمانة والأرصاد «المدينة» قامت بالاتصال على المتحدّث الإعلامي للأمانة المهندس سامي نوار أكثر من مرة، إلاّ أنه لم يقم بالإجابة على الاتصال، كما قامت بإرسال بريد إلكتروني يتضمن ما يعانيه سكان المنطقة منتظرة تعليق الأمانة، لكن دون جدوى! وعلى نفس الشاكلة تواصلت «المدينة» مع المتحدث الإعلامي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني بأكثر من وسيلة. وأرسلت صورة من الموقع المذكور بحسب طلبه للتأكد، ليطلب بعد ذلك الانتظار إلى حين أن يقوم بإطلاع الرئاسة على ما تم استلامه من صور وسيتم الرد فورًا. إلاّ أن الانتظار استمر ما يزيد عن أسبوعين. ومن بعد عادت «المدينة» للتواصل بأكثر من وسيلة مع المتحدث الإعلامي للرئاسة خلال هذه الفترة، وفي كل مرة يجيب بأنه سيقوم بإرسال الرد فور الانتهاء من الاجتماع. وقد قامت «المدينة» بنشر هذا التقرير بعد مُضي أكثر من أسبوعين من تاريخ التواصل مع الجهات المذكورة أعلاه. المزيد من الصور :