أ.د. سامي سعيد حبيب لم يزل الخطر المحدق بالعالم أجمع من محطة فوكوشيما لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية بالقرب من طوكيو العاصمة اليابانية في تزايد مطرد منذ تعرضها للزلزال الكبير الذي ضرب شمال شرق اليابان في 11 مارس 2011 م وبلغت شدته أعلى درجات مقياس رختر ( 9 درجات ) ثم أعقبته أمواج سونامي عاتية قتلت و شردت ودمرت البنية التحتية في المنطقة المنكوبة ، لم يزل في تنامٍ و ازدياد رغم كل الجهود المضنية التي تبذلها شركة طوكيو لتوليد الكهرباء والحكومة اليابانية لاحتواء الأضرار منذ ما يزيد على عامين ونصف منذ تاريخ الحادثة ، الأمر الذي يستوجب دون ريب تكاتفاً عالمياً لاحتواء تلك الكارثة البيئية غير المسبوقة في تاريخ البشرية و لا حتى في تشرنوبيل ولن تكون أي دولة في العالم مهما بعدت جغرافياً بمنأى عن تداعياتها ، لدرجة قيام البعض من المنظمات العالمية المعنية بالتلوث النووي بمناشدة الأممالمتحدة و الحكومة اليابانية لوضع خطة عالمية لاحتواء الكارثة القادمة ، لاسيما وأن التلوث الإشعاعي من فكوشيما قطع حتى الآن المحيط و وصل إلى شواطئ كاليفورنيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية. ثمة ثلاث مشاكل رئيسية تكتنف كارثة فوكوشيما وتفاقم من أضرارها ، أولها أن ثلاثة مما يعرف علمياً بقلب المفاعل النووي Reactor Core مفقودة من محطة فوكوشيما ويعتقد أنها قد ذابت وغاصت في الأرض تحت منشآت المحطة ولذلك تستمر شركة طوكيو للكهرباء بضخ كميات هائلة من مياه التبريد تحت المحطة ومستندة في ذلك على تصاعد بخار الماء مما يؤكد للشركة كما يقول مسؤولوها أن تلك القلوب المنصهرة لا تزال ساخنة و يخشى أن تغوص إلى أرض المحيط فتلوث الحياة البحرية بشكل مباشر ، وثانيها هو أن ذلك الماء المستخدم لتبريد المحطة والذي أصبح ملوثاً إشعاعياً لم يزل يتسرب وبكميات كبيرة منذ عامين و نصف من المحطة إلى المحيط الفسيح ، و ثالثها وجود 11,000 قضيب وقود نووي مستهلك مخزونة بالمحطة تشكل خطراً هائلاً و مطلوب نقلها بسلامة مطلقة. ورغم إنكار شركة طوكيو للكهرباء فقد اعترف أخيراً السيد «شونيتشجي تاناكا» رئيس هيئة القوانين النووية الياباني في شهر يوليو الفائت 2013م بتسرب الماء الملوث إشعاعياً من المحطة للمحيط ، كما اعترفت الحكومة اليابانية في شهر سبتمبر من هذا العام و بعد مضي عامين و نصف بأن الوضع خطير وخطير جداً. يقدر بعض الخبراء الغربيون أن ما قدره 300 طن من الماء الملوث إشعاعياً يتسرب يومياً إلى المحيط ، كما يقدرون أن الماء الملوث سيستغرق 3 سنوات ليصل الشاطئ الغربي من الولاياتالمتحدة أي مع أوائل عام 2014 م ( وهناك تقارير تشير كما أسلفنا بأن الماء المشع قد وصل بالفعل لشواطئ كاليفورنيا بناءً على فحص عينات من أسماك التونة التي تم صيدها من المحيط بالقرب من شواطئ كاليفورنيا. ) ثمة جدل علمي قائم عن مدى تأثير الجرعات الإشعاعية الموجودة في تلك الأسماك على صحة الإنسان والتي يمكن أن تصل إليه من أكل أسماك التونة وغيرها الطازجة والمعلبة ، و تنشغل اللجنة العلمية لتأثير الإشعاعات التابعة للأمم المتحدة بإجراء دراسة حالية للإجابة العلمية على هذا التساؤل ، وعن التساؤل الأهم ألا وهو عن كيفية المقارنة بين كارثة فوكوشيما النووية وسابقاتها ككارثة تشرنوبيل وتأثيرها على المستوى العالمي على الإنسان و البيئة. عالمياً قامت ألمانيا مثلاً بالتسريع من جدولة استغنائها عن محطاتها النووية لتوليد الكهرباء من عام 2032 م إلى عام 2022 م ، بينما قامت اليابان بالتخلي عن جميع محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية بعد حادثة فوكوشيما الأمر الذي يساعد في رسم خارطة طريق عالمية لإنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في العالم ككل ، وعلى المواطن العربي المشغول أصلاً بشتى هموم المنطقة من حروب و فتن ومؤامرات أن يزيد همه هماً الاحتراز من كارثة فوكوشيما على البلاد العربية خصوصاً ضمن دائرة دورة الطعام لاسيما من مصادر بحرية خصوصاً تلك المستوردة من الشرق الأقصى ، ومن خيارات البلاد العربية لمصادر توليد الطاقة الكهربائية . للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain