الشارقة - محمد أبو عرب: افتتحت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، مساء أمس الأول، في المباني الفنية للمؤسسة، معرض "ذاكرة جماعية" للفنانين الروسيين إيليا وإيمليا كاباكوف . حضر الافتتاح عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح، وجمهور من الفنانين وطلاب الجامعات والمهتمين بالفن . تمزج أعمال إيليا وإميليا كاباكوف العناصر اليومية مع العناصر المفاهيمية بصيغ فنية تبدو متجذرة في السياق الاجتماعي والثقافي السوفييتي الذي عاشا فيه رغم انتقالهما لاحقاً إلى أمريكا . ويضم المعرض ثمانية أعمال فنية، تترواح بين اللوحات التجريدية والأعمال التركيبية التفاعلية، ومن اللوحات مجموعة حول الحرية تتضمن أربع لوحات بعنوان أنا حر، وهم أحرار، والباص الحر، ونحن أحرار، وفي المعرض عمل بعنوان "السجادة الزرقاء"، قدم فيه الفنانان مجموعة من اللوحات الصغيرة في غرفة ذات إضاءة خافته، مفروشة بالسجاد، ويطلب من المشاهدين خلع أحذيتهم لدخولها، مقدمين بذلك علاقات غير متناهية لمفهوم الفراغ والذكريات . وتبع افتتاح المعرض عرض فيلم "المستقبل الماضي المثالي" لكارستن نيكولاي مكوّن من أربعة أفلام قصيرة تصل مدتها مجتمعة إلى 23 دقيقة، عرض في سينما سراب المدينة في المباني الفنية للمؤسسة . وتأتي الأفلام جميعها في سياق البناء الفني المفاهيمي، الأول بعنوان (يو-08-1)، وتتلخص قصته في: "في مساءٍ خريفي . في طوكيو . يوقف رجل سيارته أمام واجهة محل مع عدد من آلات البيع للحصول على فنجان آخير من الشاي، وهو في طريق عودته إلى المنزل . يقوم بإدخال العملة، ولكن بدلاً من الإجراء المعتاد، يبدأ الجهاز بعرض أداء غريب ينفرد به . . ." . أما الفيلم الثاني فيأتي بعنوان (سونوندا)، ويبحث في الانسجام بين كلٍ من الموسيقى- مع تردداتها المنخفضة المتغيرة والاندماج بين المساحات الصوتية- والضوء، وهو يلعب على الأسطح المنحنية لتشكلات الحجر المنحوتة ليخلق جواً دائم التغير لمظاهر ملموسة ومجردة . ويركز الفيلم الثالث (المدينة المشرقة)على تطبيق نظام معياري لمبنى سكني يعكس التفاصيل الدقيقة للتصميم: الأبواب النوافذ، الصنابير . وتلا عرض الأفلام حفل موسيقي تحت عنوان "سايكلو"، للمؤلفين؛ الفنانين ريوجي إيكيدا، وكارستين نيكولاي، حيث يستأنفان مشروعهما التعاوني الذي مضى عقد على نشأته، والذي يركز على تصوير الصوت والبحث لخلق هجين جديد من الفنون البصرية والصوتية . ويضع إيكيدا الياباني ونيكولاي لألماني قاعدة بيانات مؤلفة من الأصوات منذ بداية مشروع سايكلو، لإنتاج استجابات بصرية عند تحليلها في الوقت الفعلي مع مساعدة من معدات لرصد النظام الصوتي المجسم بالصورة، ومن خلال عمليات التآلف والتحرير والتجريب .