بقلم : علي جارالله الثلاثاء 2013-11-26 21:15:31 علي جارالله كتبت في 10 يوليو 2013 موضوع يتحدث عن كيف ربتني عدن ... و كان الموضوع يتحدث عن حب عدن، و هل في قلبي عشق اعرفه غير عدن؟ عدن هي الوطن و الارض التى نبتُّ فيها وترعرعت ، و اظلّتني سماءها، و تنفست هوائها .. و شربت من مائها و أكلت من خيرها ... تمتاز عدن بجو رائع صيفا وشتاءً ، ففى الصيف معتدل الحرارة و فى الشتاء دافئ مائل للبرودة، وسماء عدن صافيه معظم أيام السنة كصفاء قلبها .. تعلمت في مدارسها الى ان وصلت الى ارقى مدرسة فيها آنذاك .. و كنا كلنا نفتخر بها "كلية عدن".. و تعلمت في هذه الكلية ليس العلم فقط و انما الأخلاق و الأدب والحب ... تعلمت فيها ان لا أكتب للناس لأعجبهم ، بل لأنفعهم ! تعلمت في كلية عدن ان اكون متسامح و مسامح و ان لا اظلم انسان ... يقول الله تعالى :{وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون} لهذا جعل الله عز وجل الظلم سببا لهلاك الأمم. اللهم أعز عدن و اهلها وأرفع عنهم الظلم يارب... قابلت في كلية عدن قامات و هامات و انا الشاب الصغير .. قابلت لطفي جعفر أمان بأناقته، وجمال صوته الخفيض و هو يناقشك، قابلت الاستاذ يحي مكي، ببساطته العدنية و حرصه على ان يكون بسيط جدا، قابلت الاستاذ ابوبكر باذيب بشخصيته الجادة و غزارة ثقافته الانجليزية، و قابلت الكثير الكثير من هذه القامات و الهامات .. التي علمتني كيف أكون عدنيا ... علمتني كلية عدن الاشياء الجميله و كان استاذ اللغة العربية في تلك الفترة السيد "هاشم بحر" رجل هادئ انيق في ملبسه على وجهه دائما ابتسامة عصبية مصطنعه، جميل خطه يقول لي لتكون جميلا اكتب عن اي شيئ جميل، و ذكر لي ان ثلاث كلمات جملهُنّ الله في كتابه ... صبرٌ جميل ، هجرٌ جميل ، صفحٌ جميل... فلنتخلّق بها لنزداد جمالاً ، صبرٌ بلا شكوى ... و هجر بلا أذى ... و صفح بلا عتاب !! هكذا كانوا يعلموننا ... لهذا عندما نسترجع تاريخ كلية عدن نسترجع حب الوطن كله، ويسعدني ان اذكركم بانني في عمر كلية عدن... أفتتحت الكلية في 12 يناير 1953 اي بعد ميلادي ب 3 اشهر... علمتنا عدن ان نكون ارواحا راقية , نحترِم ذاتنا ونحترم الغير , عندما نتحدث نتحدث بعمق , نطلب بأدب .. ونشكر بذوق .. ونعتذر بصدق , نترفع عن التفاهات والقيل والقال ، و نبتعد عن الكذب و المبالغة، لا نسرق حقوق الغير، و ان اخطأنا نعتذر بأدب , وإنْ اردنا الرحيل .. نرحل بصمت.. علمتني عدن انها بحاجة دائما لانسان مُخلِص و ليس ل" مُخْ لِص" . 85