شرفتُ مؤخرًا بدعوة كريمة لحضور حفل التكريم البهيج، الذي أقامته وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي برعاية معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس لشركاء النجاح لموسم حج هذا العام 1434ه، وكان من الواضح أن الترتيب كان في قمة في التنظيم، وانتفت الحيرة عند المدعوّين، إذ كانت الأسماء موضوعة على المقاعد في ترتيب رائع، وعمل بارع، وتوافق أن كان مقره في قمة المدينة للاحتفالات والمؤتمرات، وقد أقيم لأول مرة ويُرجى له الاستمرارية. وكانت المدينة قد شهدت هذا العام انطلاق حملة: «خدمة الزائر.. وسام فخر لنا»، وتم إطلاقها من المسجد النبوي الشريف، من قبل وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، ورعاها سمو أمير منطقة المدينة، وبحضور معالي الرئيس العام، والذي شنّف الآذان بعد الافتتاح بمحاضرة «الزيارة عبادة شرعية وقيم حضارية». وقد اشتملت الحملة على توزيع آلاف الوجبات الباردة، وكذلك الكتيبات بعدة لغات، إكرامًا لضيوف الرحمن، وكتعبير عن الابتهاج بوصولهم للمسجد النبوي، وكان من أهدافه أن يعظم في نفس الموظف إكرام الزوار، وكم كان مبهجًا لباس الموظفين لوشاح يحمل شعار الحملة. وكما هي عادته، فقد كان الشيخ السديس يداعب ويمازح كل مكرم ويثني عليه، وكانت كلمته قبل ذلك رصينة تنم عن إحاطته بهذه الحملة الرائدة وأهدافها ورسالتها، والتي يراد لها أن تنعكس على الزائر فيشعر بآثارها. ومع هذين الحدثين الهامين تدور رؤية اليوم: فإطلاق الحملة من هذا المكان المبارك يُعدُّ بمثابة العودة لما كان عليه النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، من جعله مركز انطلاق لمثل هذه الأعمال المباركة؛ فالكلُّ في هذه البلاد يشعر بالفخر والاعتزاز لخدمة زائريها. وبدوري أطالب -بما طالب به معالي الشيخ عبدالرحمن السديس- بإنشاء أكاديمية تختص بإجراء وتنفيذ الدراسات المتعلّقة بتطوير الخدمات المقدمة للزوّار والمعتمرين، تشرف عليه الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتحظى برئاسة فخرية من سمو أمير منطقة المدينةالمنورة، لما يبذله سموه من جهود كبيرة للعناية بمستوى الخدمات المقدمة للحجاج؛ وزوار المسجد النبوي الشريف. إن اختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية كان يفترض أن يحوي في طيّاته فعاليات تُعيد لهذا المكان شيئًا من دوره، ولا شك أن إقامة معرض «محمد رسول الله» في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي يُشكر للقائمين على المناسبة، وكم كان بودِّي أن توضع بعض اللافتات على بعض الأماكن الأثرية في المسجد وخارجه. ومنذ زمن طويل أعلن أحد المسؤولين (سابقًا) أنه سيتم إنشاء مركز دولي للمؤتمرات في موقع سقيفة بني ساعدة التي شهدت أول مؤتمر في الإسلام، ولكن يبدو أن مثل هذه المشروعات تصطدم بعراقيل منها ما له أساس، ومنها الوهمي والتحسس الذي لا أجد له مبررًا على الإطلاق. وبالعودة إلى خدمة الزائر، فإن التقنية المعاصرة تفرض على القائمين على المشروع إنتاج وسائل حديثة من خرائط تفصيلية عن التوسعات والمنابر والمنائر والسواري والأماكن في المسجد النبوي، وتوزع ورقيًّا أو على أقراص ممغنطة، وهنا لفت نظري المخطط الموجود على موقع وكالة الرئاسة على الإنترنت، وأرجو تطويره لكي يحمل تفاصيل تاريخية بشكل موسّع، وكذلك نشر الشاشات التلفزيونية التي تحوي مواد إرشادية في بعض جوانب المسجد أو حوله، وحبذا لو كانت بلغات متعددة. وممّا يذكر أنه قبل فترة قصيرة أثارت ندوة اقتصاد المدينة، التي ألقاها كل من معالي أ. د. محمد بن علي العقلا، والدكتور أحمد محمد علي، مسألة إقامة مشروع «صُنع في المدينة»، وفي تصوّري أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممّن يعنيهم هذا المشروع، ويفترض أن تكون من الداعمين له، إذ يتوق الزائر لحمل الهدايا، وبدلاً من حمل ما هو قائم من صناعات رديئة، وفي معظم الأحيان تكون مغشوشة أو مقلّدة، فإن في هذا المشروع ما يغنيه. وفي ختام ذلك الحفل دار حديث بيني وبين معالي الشيخ السديس، وكنت قد حررت وريقة أثناء الحفل تحمل في طياتها بعض المطالب الهامة -من وجهة نظري الشخصية- للمسجد النبوي الشريف، وقد وعد معاليه بأن تكون محل العناية والاهتمام، ولا زلت أنتظر تحقيقها، وأرجو أن تكون واقعًا مشاهدًا في القريب العاجل، فهي في مجملها تنطوي تحت «خدمة الزائر». [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (68) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain