أ.د. نجاح أحمد الظهار يتداول الناس مقطعًا على «اليوتيوب» لشخص يمني يقدح في المملكة، على إثر حملة تصحيح الأوضاع التي نتج عنها ترحيل الكثير من الإخوة اليمنيين الذين لا يحملون إقامات نظامية. وانتهج هذا المعترض الأسلوب الساخر من المملكة، وتعييرها بأن التنمية الاقتصادية في المملكة كانت على أيدي اليمنيين، ويتفاخر بأن التجار اليمنيين هم مَن بنوا الاقتصاد السعودي، منذ كانت السعودية صحراء قاحلة، ثم أخذ يسرد قائمة طويلة من التجار الذين ينحدرون من أصل يمني، ويمتلكون رؤوس أموال عظيمة، وشركات تجارية في كل المجالات، فيذكر أن أول بنك في السعودية كان لتاجر يمني الأصل، وهو البنك الأهلي، وصاحبه سالم بن محفوظ، وأن أكبر صيدلية في المملكة هي صيدلية النهدي ومالكها يمني الأصل، وأول مصنع للأسمنت لبقشان وهو تاجر يمني الأصل، وأول جامعة أهلية قبل انتقالها للحكومة قام ببنائها تجار يمنيو الأصل هم بقشان وباناجة، ثم يستمر في بيان النشاط التجاري للإخوة الحضارم، فيقول إن السعودي إذا أراد أن يشتري أفخر السيارات، فإنه يذهب ل»بالبيد»، وهو يمني الأصل، وإذا بنشرت سيارته، فإنه يذهب لابن شيهون التاجر اليمني الأصل، وإذا أراد أن يعزم أصحابه على الغداء، فإنه يذهب ل»أبل بيز» وصاحبه بن محفوظ، وهو يمني الأصل، وإذا أراد أن يهضِّم فإنه يشرب الشاي، وهو لتاجر يمني الأصل، وهو بن زقر، أو يشرب البيبسي، وهو من مصنع بقشان، وهو يمني الأصل، أمّا إذا أراد أن يُؤثِّث بيته بالسجاد، فهناك بحلس، وهو يمني الأصل، وإن رغب السعودي في شراء أدوات كهربائية فليس أمامه إلاّ العيسائي، وإذا كان الجو حارًّا، وأراد أن يستحمَّ بأجود أنواع الصابون، فإنه يقصد بن زقر، وإذا أراد أن يتمتّع برائحة جميلة من خلال العطور الفاخرة، فذاك محمود وعبدالخالق سعيد، وهما يمنيا الأصل... إلى غير ذلك من الأعمال، والتجارة المهمة. وأنا وإن كنت اختلف معه في إطلاق كلمة «يمني» على كل الأسماء السابقة، فمعظم أولئك كُنَّا نطلق عليهم الحضارم، والحضرميُّ غير اليمني، لكن ليس هذا الاختلاف هو موضوع اليوم، إذ إنني أودُّ أن أشكر صاحب هذا المقطع الذي اعْتَقَدَ بكلامه هذا أنه سوف يُنقص من قدر السعودية، التي يزعم أنها تنكَّرت لليمنيين بعد كل تلك الأفضال، فقامت بترحيلهم، ولم ترعَ المعروف. وقد تعاطف البعض مع أقواله؛ لأنهم نظروا للموضوع بعين العاطفة، ولم يفكِّروا في أن المملكة هي مَن فتحت أبوابها، وثرواتها لهؤلاء الإخوة التجار الذين عملوا بجد ونشاط، ومارسوا التجارة بطرق نظامية. ولهذا الأخ أُقدِّم جزيل شكري، وعظيم امتناني؛ لأنّ ما يحسبه قدحًا إنّما هو عين المدح، فقد قدَّم لنا -مشكورًا- وللعالم أجمع شهادة مجانية على حسن رعاية المملكة للوافدين النظاميين الذين حسنت سيرتهم، حيث تركت لهم حرية التجارة، وحرية الإقامة، بل ومنحتهم الجنسية، وعاملتهم بصفتهم أبناء وطن، دون أدنى تفرقة. فمرحبًا بكلِّ وافد نظامي مخلص، ولا للفوضى ومخالفة النظام. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (49) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain