في ثقافتنا الحضرميه نقول عن جده انها أُم الرخاء والشدة.. لإنها احتضنت من قديم الزمان عائلات حضرميه مثل "الباعشن – الباجنيد – الباعيسى – الباناجه".. وتحقق للكثير منهم النجاح المدوي في كافة المجالات انطلاقا من هذه المدينه الناعمة والجميلة والجذابة.. لا سيما في المجال المالي.. مثل "آل بن محفوظ – آل بن لادن – آل بقشان – آل العمودي" وأصبحوا رجال اعمال عالميين. جده مدينه عصريه بالمفهوم الوصفي للقرن الواحد والعشرين حتى انّ سكانها وزوارها يقولون عنها "جده.. غير".. لكن فُرص العمل فيها لم تعد بتلك الوفرة للحضارمة تحديداً كما كانت سابقاً.. كل شيئ تغير.. الحضرمي التقليدي.. الامين المسالم الذي يذهب من بيته إلى عمله ثم يعود إلى بيته ويشجع نادي الإتحاد بحماس.. ويستمتع بأغنيات محمد علي سندي وعمر باعشن "رحمهما الله".. ويسكن غالباً في الصحيفه أم العماريه أم الكندره.. الحضرمي بتلك المواصفات.. تغير.. ولم يعد له وجود في جده. الحضرمي لم يعُد حضرمياً اصبح يمنياً.. وبعد ان كان يُشار إليه بالجار الطيب.. الحبيب.. "ابو حضرم" ومن باب المداعبه يُقال له "بياع عشاك" نسبة إلى مهاراته في التجاره.. اصبح يُقُال له: ابو يمن.. وإذا كانوا مجموعه من العائلات الحضرميه قالوا عنهم: اليمنيين. حتى ولو كان إسمه يبداء بحرف الباء وينتهي بالباء مثل "باخشب – باقلب – باصليب – باحبيب" او كان من العائلات الحضرميه العريقة والشهيرة مثل "العوبثاني – النهدي – البريكي – بن جحلان – بن مخاشن" او من السادة الاشراف كالعطاس والسقاف والجفري. ومهما يبذل الحضرمي من جهد ليثبت حضرميته ويحلف اليمين تلو اليمين مؤكداً اصوله الحضرميه.. وانّ احداً لم يستشره في ان يكون او لا يكون يمنياً.. فإن الجيل الجديد من ابناء جده يتعامل مع الحضرمي كتعامله مع اليمني.. فالوحدة بين دولتي اليمن "الجنوب والشمال".. ساوت بين اليافعي والصنعاني والحضرمي والتهامي والمهري والحجري في عيون الآخرين.. كلهم "عينه" وجميعهم "ابو يمن". كان الحضرمي في الماضي مطلوباً للعمل لدى اثرياء جده مثل "الكعكي – الزاهد – زينل".. سواء كان مجيداً للقراءة والحساب او لم يكن.. شهادته الوحيدة انه حضرمي وخبرته تتمثل في سمعته "الامانه – الهمة العالية – الإستقامه" وترك ما يعنيه "ما حولي في اللي ما حولي به".. إلى ما يعنيه. الآن الامر إختلف "جده غير".. لم يعد الحضرمي مطلوبا في سوق العمل السعودي لمجرد انه حضرمي.. فقد تغير سلوك سوق العمل ومزاجه في المملكه العربية السعوديه.. فلم يعُد يستجيب للصفات الحضرميه بل للسوق مواصفات جديده وشروط جديده تنسجم وواقع التطور الذي تشهده المملكه، مما أدى إلى ان تناقص فرص العمل امام الحضارمه.. او القبول بالقليل من القليل بانتظار الصدفه التي قد تأتي ويتغير معها حالهم. الحضارمة اليمنيين أو "الحضارمة الجدد".. مساكين.. حقاً.. فلا.. بلاد الغربة منحتهم فرصاً مثاليه كما فعلت مع اجدادهم الحضارمة الاصليين.. ولا سمح لهم سوق العمل في حضرموت ان يكونوا اصحاب الافضليه فيه.. كل ذلك لأنهم خذلوا حضرموت واخلصوا لليمننه.. فذهب خير حضرموت لليمن وبقيت حضرموت والحضارمة اليمنيين "الحضارمة الجدد" في حالة فقر وعوز. وحتى لا يأخذ التشاؤم مكان الامل فإن نواب كتلة حضرموت في البرلمان قادرين على انتزاع حقوق حضرموت بالطرق التي يسمح بها دستور البلاد وما متابعتهم الجديه لقضية كهرباء ساحل حضرموت إلا الخطوة التصحيحيه الاولى للخطوات الخطأ السابقه التي كان يقوم بها الحضارمة اليمنيين الذين كانوا ومازالوا يقدمون للعاصمة سواء كانت عدن ام صنعاء كل شيء في حضرموت ثم يتسولون في المعلا وباب اليمن.. فيما يبحث شبابهم عن إمراءه من بريطانيا ام اندونيسيا ام فرنسا أم الصومال.. تقبل الزواج بهم.. من اجل الهجره إلى خارج حضرموت لأن حضرموت يمنيه ولكل اليمنيين.