عبر عن حزنه على نجم وحبه لفلسطين جمال قصيدة "فلسطين" يستقطب الحشود وقاعة الامسية تضج بالتصفيق لروح النضال عبر الشاعر والاعلامي السعودي منير النمر أمام حشد كبير حضر أمسيته التي أقيمت مساء الجمعة الماضي بمنتدى حوار الحضارات بالقطيف (شرق السعودية) عن حزنه الشديد على رحيل الشاعر العربي الكبير أحمد فؤاد نجم، واصفا إياه ب"صاحب الكلمة الصادقة النقية". وشدد على أن هذا العملاق مثال يحتذى به في مكافحة الاستعمار، خاصة إسرائيل، مؤكدا أن فلسطين لن تُمسح من ذاكر الشعراء الحقيقيين، ف"هي تبقى بالذاكرة شعرا، وإبداعا، وإنسانيا. وألقى النمر قصيدة "إلى مسيحية"، بيد أنه تحدث عن المجازر التي يعاني منها المسيحيون حاليا في سوريا، واشار إلى أن المسيحيين في سوريا يواجهون إبادة، مؤكدا أنه ينشد السلام، وأن على المسلم أن يكون متصالحا مع المسيحيين، مشيرا إلى أنه كتب القصيدة في عام 2009، وقال فيها: كتاباً سأمشي على وجهِ هذا الرصيفْ أطاردُ بعض اشتهاء العطورِ على صمتها.. تسير أمامي.. تحدثُ ضوء عيوني: أحبُّ الخطى وهذا الرصيفَ الكئيبْ أحبُّ المسافة بين العيون وبين اشتهاء المطرْ أحبُّ الجبال وصوت انتماء الصورْ أحبُّ المسيحَ وكل الشجرْ. والنمر الذي قُدمت ثلاث قراءات مختصرة لشعره، إحداها للشاعر الفلسطيني مصطفى أبو الرز الذي أكد على أن الشاعر يحمل هما عربيا كبيرا، أوضح بأنه عرف منير النمر منذ أن كان يافعا، فرآه شاعرا، وصار شاعرا، ولا يزال شاعرا، فهو شاعر تتغير ملامحه بين فترة وأخرى، فتارة يرى فيه الجواهري، ثم رأى فيه محمود درويش، والآن يرى فيه منير النمر، إذ صارت لديه شخصية خاصة. واضاف أبو الرز بأن ابرز ما يعجبه في النمر هو قدرته على الإصغاء والانصات والاستماع للآراء حتى لو كانت في غير مكانها الصحيح، وتابع "عرف النمر بمشاكسته التي تظهر بين فترة وأخرى في إنتاجه الصحفي، كما تظهر ايضا في إنتاجه الأدبي". أما مقدم الأمسية التي لم تخلوا من القصائد التي تنال من الاستعمار فشدد على أن النمر مسكون بهواجس ثلاثة "العروبة، المرأة، الوطن". واضاف "ولو ربطنا بين الثلاث نجدها واحدا، كما ان النمر شاعر هجومي يهجم بلغته على الجمال كي يفترسه، قصائدة غير مملة فهو شاعر متجدد وإن كتب بقالب واحد، حتى في روايته التي حملت عنوان (الهارب) كتبها بلغة شاعرية، فهو "ملوّث" باللغة الشاعرية، وتلوّثه هذا جاء لإعادة الحياة، فإننا امام شاعر متميز متجدد. أما الصحافي عيسى المزمومي فقال بأنه عرف النمر كصحفي منذ عشرة أعوام في جريدة المدينة (السعودية)، "كان في داخله جمال عظيم يعد تجربة ابداعية اتت من القطيف، فهو امتداد لإبداع أهل القطيف في كل شيء، فهو يكتب الشعر بصدق"، فيما وصف الاعلامي والاديب حسين السنونة النمر ب"أنه الشاعر الإنسان، المثقف الذي يحاول أن يستفز الآخر"، واصفا شعره ب"أنه شعر يثير المشاعر والأحاسيس، فلا غرو فهو الرومانسي العاشق، الذي يترك لنفسه ولك مساحة للحب ولمعشوقته في أن تختار ما تشاء وهو يختار ما يشاء". وقال السنونة بأن شعر النمر يتميز في قصائده الرومانسية بالشجاعة فهو لا تخيفه نتائج الحب، ونهاية العشق، ويترك للمتابع ان يكون في المنطقة الوسطى بين الحب واللاحب، ولكن دائما يتحمل نتائج ذلك الحب والعشق. وعن القصائد السياسية قال: "إنها مليئة بالحسرة يمزجها بالنكتة المضحكة المبكية المبللة بدموع الأجيال القادمة على ما يحدث في عالمنا العربي". وشعرا ألقى النمر سلسلة من القصائد تلى ذلك توقيع ديوانه الجديد الذي حوى قصائد عن فلسطين والوطن العربي، والربيع العربي، من القصائد قصيدة قصيدة (غرباء) قال: غرباء نحن والصدى المسكون في دمنا غريبُ وعلى جفون الملح يشربنا الأسى والذكريات على مداه صليبُ والعشب يبكي مثل غربته التي تمشي على صدر النوى وأنا التراب المخملي سليبُ الى أن يقول: غرباء نحن قبلاتنا غربة أحلامنا غربة أوطاننا غربة وأنا، أنا في السهل أمشي تائها والغربة ابتدأت الى قلبي. ومن قصيدة (ارتداء جسد) التي حملت عنوان الديوان قال النمر: أنا أخضر متحرر من كل ذاكرتي ومن جسد أطال بقاءه عمري العليل أنا قادم من ظلمة لا شيء يعرفها سواي فتشت في ذاكرتي فيها فلم أجد الا الصدى يرتد لي فيقول :"إنهض واستلم من بعد جدّك راية الأحياء، كي لا تموت إلى الأبد". كانت ينابيعي مقدسة هناك وكنت فيها سائلا شكلا يغني بعض تكويني يغني وجه أمرأة بقرب العشب تجلس كالكراسي حين تعطف روحها كالريح في بدني التعب. ومن قصيدة (إلى الشهيد) قال الشاعر: كم أعشق الموت في كفيك ألوانا وفي شفاهك أمضي الحرف سكرانا انا المقاتل بين النهر يعرفني وجه الرصاص .. اقاصيص .. يد .. قانا سأعشق الموت إذ أمضي لساعته وذا السجود على كفّي ريحانا العار يهرب مني حين أبصقه فتبسم وجه الأم والقبلات ألحانا ومن قصيدة (انا العربي) قال : أنا العربي ذا إسمي وذا عنوان مجزرتي على وجعي يجول النصر في حلمي أرى قبضات أسلافي تحركني .. تحركني انا العربي هذي النار تحصدني فأنثر في مدافنها رجال العار أدفن في مآسيها دمي.. أشلاء أطفالي كما القى النمر قصائد أخرى من الديوان نفسه عناوينها (كما نكون يولى علينا)، و(كن كما شئت)، و(نبي لا ينام)، و(غزة ومجزرة اليوم 11 من العدوان) و(إلى مسيحية).. وقد أبدى الحضور تفاعلا كبيرا مع القصائد، ابدته حالة التصفيق وطلبات الإعادة.