اشتكى عدد من الموظفين السعوديين في إحدى الشركات الأجنبية بالرياض، التي تعمل من الباطن مع إحدى شركات المقاولات الكبرى المعروفة من ممارسات ومضايقات المسؤولين في الشركة وتتعمد تطفيشهم، وذلك لدفعهم لتقديم استقالاتهم أو الغياب والانقطاع عن العمل حتى يمكنها إصدار قرارات فصلهم. وأبدوا انزعاجهم من تلك الممارسات، خاصة عندما تصدر من مسؤول، مدير الموارد البشرية «من جنسية عربية»، حيث بات يترصد السعوديين من الجنسين. وفي الوقت الذي رفع الموظفون المفصولون الأمر إلى مكتب العمل بالرياض، أكد مدير شؤون الموظفين» بالشركة سعودي» أن الشكوى غير صحيحة، وأن هناك أسبابا يعلمها الموظفون المذكورون أنفسهم، وأن بعضهم وجد أنه مسجل في شركة أخرى، وقد أعطي فرصة لتصحيح وضعه، إلا أنه بعد شهرين قرر التقدم باستقالته. ويقول الموظفون المفصولون: إن أساليب الشركة أجبرت أكثر من 9 سعوديين على تقديم استقالاتهم وتضيع بذلك حقوقهم. وأشاروا إلى أنهم الآن بلا عمل، وأنهم تقدموا لمكتب العمل الرياض بشكوى رسمية ضد الشركة ومسؤوليها، وذلك لمحاسبتهم على تلك الممارسات وإعادتهم إلى وظائفهم وصرف كامل مستحقاتهم ومعاقبة أصحاب القرار ممن تجاهلوا الأنظمة المتبعة في المملكة. وطالب فهد بن وافي الخنفري مشرف موارد بشرية في الشركة، وأحد المفصولين، والوكيل الشرعي للموظفين المفصولين مكتب العمل بالتعجيل في النظر في قضيتهم ومحاسبة كل من دفعهم إلى تقديم استقالاتهم بالإكراه - على حد وصفه- ومن ثم إعادتهم إلى وظائفهم وحفظ كامل حقوقهم ومحاسبة مسؤولي الشركة لمخالفتهم للأنظمة ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه الاستهتار بأنظمة العمل لتعيينهم أجانب في مناصب ووظائف إدارية وإشرافية مخصصة للسعودييين، مبينا أنه وعددا من زملائه السعوديين، الذين استقالوا من وظائفهم نتيجة ماتعرضوا له من إساءة وتجريح أمام بقية الزملاء والموظفين في الشركة تارة بالمضايقات، وأخرى بالإهانات لم يكن بمقدورهم قبولها أو السكوت عليها بعد أن دفعتهم لتقديم استقالاتهم كونها تصرفات واستفزازات متعمدة من قبل مسؤولي وإداريي الشركة وهم من جنسيات أجنبية. وفي الجانب الآخر يؤكد م / ع أحد الشباب الخمسة المفصولين ل»المدينة»: إن الشركة قامت بإسناد كل المناصب الإدارية والإشرافية لجنسيات أجنبية، وفي هذا مخالفة صريحة لأنظمة العمل، والتي تنص على أن تكون المناصب الإدارية والإشرافية للسعوديين لذلك فإن الاستقالات، التي تقدمنا بها كانت بالنسبة لنا هي الخيار الأقرب في ظل ماتعرضنا له من مضايقات، مبينا بأنه وزملاءه كانوا يتعرضون للكثير من الضغط والتطفيش، ومثل هذا الأسلوب لم نعتد عليه ولم يكن مناسبا من قبل المسؤولين الأجانب، الذين أشعرونا وكأننا غير مرغوب فينا أو أننا مفروضون عليهم فرض، حيث قاموا بسحب الصلاحيات من بعض السعوديين في مناصبهم وبدأوا في تهميشهم واستخدام جميع وسائل الضغط العملية والمعنوية والنفسية، والتي أدت إلى استقالة البعض منهم نتيجة تلك الممارسات اللا أخلاقية وغير نظامية». وأوضح: تقدمنا بشكوى لوزارة العمل طالبنا من خلالها برد اعتبارنا وتعويضنا ماليًا ومعنويًا نظير ما تعرضونا له، بالإضافة إلى مخالفة الشركة بتعيين كوادر أجنبية في كل المناصب الإدارية». وبالاتصال بمدير الموارد البشرية «أ ح» وسؤاله حول القضية والأسباب، التي دفعت الموظفين السعوديين إلى تقديم استقالاتهم، قال: إنه ليس مديرا للموارد البشرية على الرغم من أن خطابات الشركة الرسمية الموجهة لبعض الشركات كانت ولاتزال توقع باسمه كمدير للموارد البشرية. وحاول التنصل من خلال الادعاء بعدم معرفته بالأسباب الحقيقية خلف استقالاتهم، وقال: بإمكانكم التواصل مع مدير الموارد البشرية وشؤون الموظفين، أحمد ناصر العصيمي. *الموظفون استقالوا بإرادتهم وحول الاتهامات الموجهة له من قبل الموظفين بأنه هو من كان يتعمد مضايقتهم وتطفيشهم رفض التعليق، واكتفى بالقول بامكانكم التواصل مع العصيمي، حيث وعدنا بتزويدنا برقم العصيمي، ولكنه لم يفعل. وفي الجانب الآخر أكد رئيس الموارد البشرية في الشركة، أحمد العصيمي: إن شركته لم تتخذ أي إجراء بحق الموظفين المذكورين ولم تقم بفصلهم إطلاقا، حيث إنهم قدموا استقالاتهم بمحض الإرادة لأسباب نعلمها ويعلمونها جيدا.. وقال: أحد هؤلاء الموظفين تبين لدينا أنه يعمل إلى جانب عمله في شركتنا في منشأة أخرى وعندما أبلغناه بأن ذلك يخالف بنود العقد الموقع منه وعدنا بأن يستقيل من الشركة التي يعمل بها وبحكم دعمنا للشباب السعودي وحرصنا على تواجدهم في الشركة فقد منحناه شهرا واثنين لنفاجأ في الأخير بتقديمه استقالته من شركتنا دون أي ضغوط، أما البقيه فقد قدموا استقالاتهم هم أيضا دون إبداء أي مبرر. وحول المضايقات، التي تعرضون لها ويتعرض لها الموظفون السعوديون دون غيرهم، أكد العصيمي أن مثل هذا الكلام لا أساس له من الصحة، خاصة أن الشركة هي من وظفتهم وتعمل على استقطاب غيرهم من الشباب السعودي، مبينا لو أن الشركة تعمل على مضايقتهم لما وظفتهم من البداية، لذلك فما جاء على لسانهم من اتهامات لا أساس لها من الصحة وأنا مسؤول عن كلامي، وقد سبق أن تم استدعاؤنا من مكتب العمل وحضرنا أولى جلساته وأوضحنا موقف الشركة من هذه القضية.