يعتبر مناخ دولة الإمارات مناخاً قاحلاً، حيث يعتمد على الأمطار الشتوية بصفة عامة، ومعدل التساقط المطري السنوي المتوسط على الدولة يقدر ب 100 ملم، وقد يصل إلى ما دون ذلك في المناطق الصحراوية، إلا أن الأمطار التي تسقط فوق المناطق الجبلية في الدولة، قد يصل معدل تساقطها السنوي إلى 160 ملم، مما ينتج عنه جريان سطحي في الأودية، والذي يتفاوت من سنة لأخرى وفقا لمعدلات الأمطار، وقد بينت الدراسات التي أجريت على العديد من الأودية أن معدل التدفق السنوي للمياه فيها، قد يصل إلى ملايين الأمتار المكعبة تبعا لغزارة الأمطار، وبعضها ينتشر في المناطق السهلية والصحراوية أو يصرف إلى البحر، وقد تم بناء السدود والحواجز لتجميع المياه التي تنحدر في تلك الأودية عند مخارجها للسهول الحصوية، والتي توجد فيها التجمعات السكانية وتنتشر الزراعة حولها. بلغ العدد الإجمالي للسدود والحواجز في الدولة 130 سداً وحاجزاً، تقدر سعتها التصميمية ب 120 مليون متر مكعب، هذا ما أكده سلطان علوان وكيل وزارة البيئة والمياه المساعد بالوكالة للموارد المائية والمحافظة على الطبيعة، موضحاً أن هذه السدود ساهمت في تعزيز وتنمية الموارد المائية، ودرء مخاطر السيول والفيضانات، وتم حصر كميات كبيرة من المياه في بحيراتها منذ بدء إنشائها عام 1982 وحتى مطلع ديسمبر 2013، وتقدر بأكثر من 600 مليون متر مكعب أي حوالي 132 مليار جالون، وقد أثمرت نتائج واضحة في تعزيز وتحسين منسوب ونوعية المياه الجوفية. ودولة الإمارات العربية المتحدة قد حرصت على تبني استراتيجيات التنمية المستدامة للموارد الطبيعية، ومنها الموارد المائية، ومن الأهداف الاستراتيجية لوزارة البيئة والمياه، وضمن خطتها الاستراتيجية للأعوام 2011- 2013 استدامة الأمن المائي، ومن منجزات الوزارة الخاصة بمشاريع السدود، أنها قد أنجزت الدراسات الفنية والتصاميم لإنشاء 95 سدا وحاجزا في مختلف مناطق الدولة، بالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة، بهدف تحقيق مبادرة زيادة مساحة واستدامة كفاءة حصاد مياه الأمطار، لزيادة وتنمية المخزون المائي، وتقدر تكلفة إنشاء تلك السدود ب 600 مليون درهم. 11 سداً وحاجزاً ويضيف علوان: كما تم إنجاز 11 سدا وحاجزا وقناة مائية ضمن الخطة التشغيلية للوزارة للأعوام 2011- 2013، في إطار مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، بإنجاز المجموعة الأولى وهي بناء سدي شرم والبدية والقنوات المائية التابعة لهما في المنطقة الشرقية في إمارة الفجيرة، وذلك في سبتمبر من عام 2011م بتكلفة 35 مليون درهم، وفي مطلع عام 2013م تم إنجاز بناء المجموعة الثانية، وتشمل تسعة سدود جديدة ثلاثة منها في وادي كوب وثلاثة في وادي الغيل وسد في وادي العيم بإمارة رأس الخيمة، وبحيرة في منطقة فلج المعلا بإمارة أم القيوين، وبحيرة أخرى في منطقة وشاح في إمارة الشارقة، بتكلفة قدرها 68 مليون درهم، وبهذا يقدر إجمالي تكلفة المرحلتين الأولى والثانية لمشاريع السدود ب 103 ملايين درهم. ويوضح وكيل الوزارة المساعد علوان، أن هناك أهمية للحواجز المائية الصغيرة، حيث تعمل على تهدئة سرعة جريان مياه الأمطار في الأودية، ما يسمح بتغذية المياه الجوفية واستفادة المناطق التي توجد فيها، وهي ذات سعات تخزينية صغيرة وتساهم في تعزيز وتحسين مناسيب ونوعية المياه، بدلاً من انحدارها السريع في الوادي، وبالنسبة لمراحل دراسات السدود ونظرا لأهمية السدود في تحقيق الفائدة المرجوة، فقد اتبعت وزارة البيئة والمياه المعايير الدولية لمراحل الدراسات المختلفة، التي تمر فيها من الدراسات الاستكشافية والأولية، وهي هندسية جيولوجية ومائية وبيئية وأيضا مساحية وزراعية، كما تتضمن جدوى فنية واقتصادية، وتصاميم أولية لتمكين متخذ القرار من اختيار الخيار الأنسب، من حيث الموقع والسعة للسد ثم لتأتي بعد ذلك المرحلة الثانية، وهي التحري الفني لمواقع السدود، والمرحلة الثالثة وهي إعداد التصاميم النهائية، ويتم إطلاع وإشراك كافة الجهات والدوائر المعنية والمواطنين المستفيدين منها في هذه المراحل. رفع كفاءة المنشآت المائية ... المزيد